كواليس زيارة المبعوث الأمريكي للسودان إلى بورتسودان
وصل المبعوث الأميركي للسودان، توم بيريلو، إلى مدينة بورتسودان في زيارة تستغرق يوما واحدا.
وسيلتقي المبعوث الأميركي للسودان بيريلو وزير الخارجية ومفوضة العون الإنساني، بجانب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
وكان من المقرر أن يصل المبعوث الأميركي للسودان إلى بورتسودان الأحد، في زيارة أُعلن أنها ستستغرق يومًا واحدًا لمناقشة التطورات العسكرية في السودان والجهود الدبلوماسية الأميركية لحل الأزمة في البلد، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السودانية.
ومن المقرر أن يجري المبعوث الأميركي للسودان لقاءات مع مسؤولين في مجلس السيادة الانتقالي ووزير الخارجية علي يوسف.
كما سيلتقي المبعوث الأميركي للسودان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، ومفوض العون الإنساني، وفق ما أُعلن عنه حين تأكيد الزيارة.
وفي نفس السياق، أكد تيموثي كارني، السفير الأمريكي السابق في السودان، أن الدعم الأمريكي يعد عنصرًا حاسمًا لإنهاء النزاع المستمر في السودان. ودعا كارني الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى تقديم الدعم اللوجستي والمالي، بالإضافة إلى تعزيز جهود نشر قوات حفظ السلام في البلاد.
وأشار كارني إلى أن المبعوث الأمريكي توم بيرييلو قد يواجه صعوبة في تحقيق تقدم ملحوظ خلال الفترة المتبقية من إدارة الرئيس جو بايدن.
واعتبر أن الوقت المتبقي قد لا يسمح له بالقيام بالكثير من الخطوات الفعالة.
وفي حديثه، انتقد كارني إدارة بايدن، مشيرًا إلى أنها ارتكبت خطأين رئيسيين في التعامل مع الأزمة السودانية. وأوضح أن الخطأ الأول كان عدم تعيين مبعوث رئاسي يتمتع بالصلاحيات اللازمة منذ بداية الأزمة، والاكتفاء بإرسال ممثل من وزارة الخارجية.
وأكد كارني أن إرسال مبعوث أميركي بصلاحيات محدودة لا يكفي لمعالجة النزاع المسلح في السودان، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا يسعيان إلى تحقيق السلام دون الحصول على انتصار عسكري. هذه التصريحات تعكس تعقيد الوضع في البلاد وتبرز الحاجة إلى استراتيجيات أكثر فعالية للتعامل مع الأزمة.
وفيما يتعلق بالخطأ الثاني، أشار كارني إلى قرار واشنطن بإغلاق سفارتها في الخرطوم وعدم فتح مقر دبلوماسي في بورتسودان، مما يعكس تراجعًا في التواجد الدبلوماسي الأميركي في المنطقة. هذا القرار قد يؤثر سلبًا على قدرة الولايات المتحدة على التأثير في الأحداث الجارية في السودان.
كما ذكر السفير الأميركي السابق لدى السودان أن إدارة ترامب السابقة اعتمدت على “الصفقات” في تعاملها مع السودان، حيث قدمت وعودًا برفع العقوبات ودعم البلاد في حال وافقت الخرطوم على التطبيع مع إسرائيل من خلال اتفاقيات أبراهام. وقد أسفرت هذه الصفقة عن زيارة وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو إلى السودان في نهاية عام 2020، مما يدل على أهمية العلاقات الدبلوماسية في تحقيق الأهداف السياسية.
يرى كارني أن الوضع الحالي يجعل من الصعب على واشنطن التوصل إلى اتفاق مع السودان، خاصة في ظل تصاعد الأحداث في غزة.
ويشير إلى أن الظروف المعقدة في المنطقة تؤثر بشكل كبير على إمكانية تحقيق أي تقدم في هذا الملف.
ويعتقد كارني أن الإدارة الأمريكية المقبلة لن تقدم الكثير من الدعم لقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان.
ويؤكد أن أي تقدم في الوضع السوداني يعتمد بشكل أساسي على الجهود التي تبذلها الدول الإقليمية والاتحاد الإفريقي.
في هذا السياق، يشدد كارني على أهمية دور الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي ومنظمة “إيغاد” في تعزيز جهود السلام وإنهاء الصراعات في السودان.
ويقترح نشر قوات حفظ السلام لحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية، معتبرًا أن فرض عقوبات لن يكون حلًا فعالًا، بل يجب على الولايات المتحدة تشجيع الدول القريبة من النزاع على التعاون مع الاتحاد الإفريقي.