رسالة الرئيس الصيني الأبرز لترامب في اجتماعي «أبيك» و«العشرين»
"الدعوة إلى الهدوء سياسيا وتجاريا".. كانت هذه الرسالة الأبرز في لقاءات الرئيس الصيني شي جين بينغ وخطاباته في قمتي ابيك ومجموعة العشرين.
في أكثر من12 اجتماعا مع قادة دول على مدار أسبوع في أمريكا الجنوبية، سعى شي مرارا إلى الحصول على تأكيدات من الدول بدعم نظام التجارة الحرة الدولي وعدم السماح بتصعيد الحرب في أوكرانيا والحفاظ على الوضع في شبه الجزيرة الكورية وضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة.
وعلى خلفية تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 بالمائة على السلع الصينية، حث شي المستشار الألماني أولاف شولتز على المساعدة في حل نزاع على الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي بشأن السيارات الكهربائية الصينية، وذلك خلال اجتماعهما على هامش قمة قادة مجموعة الـعشرين في ريو دي جانيرو في البرازيل، مؤكدا أن "الصين تصر دوما على حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور".
وفي اجتماعه مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، قال شي إن الصين وفرنسا تتحملان مسؤوليات مشتركة لقيادة المجتمع الدولي نحو توحيد الجهود من أجل مواجهة التحديات العالمية وأبلغ الرئيس الفرنسي أن الصين لا تريد أن ترى الحرب في أوكرانيا تتصاعد، مضيفا أن بكين "ستواصل القيام بدور بناء بطريقتها الخاصة" لإنهاء الصراع الروسي-الأوكراني، الذي احتل موقع الصدارة مجددا بعد تفويض واشنطن اكييف باستخدام انظمة صاروخية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي وتعديل الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين للعقيدة النووية لروسيا.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أعرب الرئيس الصيني عن قلقه إزاء التوسع المستمر للصراع في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في وقت مبكر، وتنفيذ حل الدولتين، وبذل جهود دؤوبة من أجل تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.
كانت هذه الرسالئل الأبرز من جانب الرئيس الصيني خلال قمتي مجموعة العشرين ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (ابيك)، وتعد بمثابة دعوة للعالم إلى الهدوء وتجنب اتخاذ أي خطوات جذرية يمكن أن تؤثر على التدفقات التجارية.
ولا تعكس هذه الدعوة رغبة الصين في الحفاظ على انتعاش اقتصادها أو تأثره بالسلب من خلال السياسة المحتملة لشاغل البيت الأبيض الجديد أو حتى تدمير التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم فحسب، بل قلقها من ان تحذو دول أخرى حذوها، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل أكبر على الاقتصاد الصيني ويدمر بنية الاقتصاد العالمي القائم على القواعد، في وقت يواجه فيه العالم تغيرات واضطرابات وتحولات كبيرة.
وقد أكد الرئيس الصيني في كلمته الرئيسية في ابيك على "هدم الجدران" التي تعيق تدفق التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والخدمات. وأكد خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا على هامش الاجتماع الـ31 لقادة اقتصادات أبيك على الصين واليابان حماية نظام التجارة الحرة العالمي واستقرار سلاسل الإنتاج والامداد دون عوائق.
ويأتي ذلك بعد فرض الاتحاد الأوروبي وقبله الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية في خطوة اثارت الانقسام بين مؤيد ومعارض بعد تفوق السيارات الكهربائية الصينية على نظيراتها الغربية.
وحاول شي عبر القمتين تقديم رسالة شي مفادها بأن الصين تدعم العولمة الاقتصادية والنظام الدولي الحالي في حين أن الولايات المتحدة هي عامل تعطيل من شأنه أن يضر بالاقتصاد العالمي، رغم أنه تجنب ذكرها بالاسم. ويقول خبراء أن شي حاول أن يضع نفسه أمام الدول الثالثة كطرف معقول في العلاقات الأمريكية الصينية، وأن "إدارة ترامب ستكون غير مسؤولة إذا لم تحافظ على الحوار واتبعت سياسة الحواجز الحماية".
وحث شي القادة في مجموعة العشرين بشكل لا لبس فيه على "معارضة الأحادية والحمائية". وقال إن بلاده دليل على إمكانية القضاء على الفقر، وقال للقادة "إذا تمكنت الصين من تحقيق ذلك، فيمكن للدول النامية الأخرى أن تنجح في ذلك أيضا".
خلال اجتماعاته في ليما وريو، تلقى شي استجابة حارة من قادة أمريكا اللاتينية. وافتتح ميناء في بيرو بقيمة 1.3 مليار دولار ودعا المكسيك إلى "الاستفادة الكاملة من التكامل العالي بين الاقتصاديين" في اجتماعه مع الرئيسة كلوديا شينباوم. وأحضر الزعيم التشيلي غابرييل بوريتش نسخة من كتاب شي عن الحكم والإدارة وطلب التوقيع. حتى خافيير ميلي، أخبر شي أن الأرجنتين تريد أن تكون شريكا "مستقرا وموثوقا" في أول اجتماع بينهما. وقضي شي يوما كاملا مع الزعيم البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.