مصير الحرب على غزة ولبنان بعد عودة «ترامب» للبيت الأبيض
عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، خلال الأيام القليلة الماضية؛ مما سيكون له تأثيرات كبيرة على السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مصير الحروب الدائرة بالمنطقة، لا سيما بعد وعوده بوقف تلك الحروب.
ومن المعروف دعم «ترامب» الثابت لإسرائيل خلال رئاسته الأولى، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن عام 2018، خفض الدعم الأمريكي للأونروا، والكثير يعتقد أنه من المرجح أن يواصل هذه السياسات، مما قد يعزز الموقف الإسرائيلي في الحرب ضد حماس في غزة، كما قد يقدم المزيد من الدعم العسكري والاستخباراتي لإسرائيل، ويضغط على المجتمع الدولي لتأييد إجراءاتها.
ووصف «ترامب»، خلال فترة رئاسته الأولى حركة حماس وحزب الله اللبناني بأنهما «منظمة إرهابية» وأعطى الأولوية لخفض النفوذ الإيراني في المنطقة، وفي حال استمرت الحرب في غزة، قد يضغط ترامب على دول المنطقة والسلطة الفلسطينية للحد من دعمهم لحماس أو محاربتها عسكريًا، كما يمكن أن يواصل دعم الحصار المفروض على قطاع غزة كجزء من الضغط على حماس.
ويتوقف مستقبل الحروب بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية إلى حد كبير على كيفية توازن استراتيجياته في استخدام القوة العسكرية من جهة، واستخدام الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية من جهة أخرى.
ويتوقع الخبراء والمحللون أن تتجه الولايات المتحدة إلى مزيد من التراجع عن الحروب الطويلة في الخارج، بينما تركز على مواجهة التهديدات من القوى العظمى وتهديدات الإرهاب، مع استخدام متزايد للعقوبات والتحالفات الاستراتيجية بدلًا من العمليات العسكرية المباشرة.
وقال «ترامب»، في تصريحات له قبل الفوز في الانتخابات الأمريكية بخصوص الصراعات التي يعيشها العالم، إنه قادم لإحداث التوازن ووقف نزيف الدم والحروب التي نشهدها وتنزلق بالمنطقة لحرب شاملة فما مصير هذه الوعود هل سيستطيع الضغط على نتنياهو لوقف الحروب في المنطقة؟.
مصير القضية الفلسطينية
وفي السياق، قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي، إنه بوصول دونالد ترامب الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض ستضيع القضية الفلسطينية.
وأضاف «فرج»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن ترامب لا يؤمن بحل الدولتين ولا يرى إلا دولة واحدة، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أضعف القوة العسكرية للقضاء على حماس ولم يتم القضاء عليها.
وأكد أن نتنياهو لن يوقف الحرب والقتال إلا بعد القضاء على القوة العسكرية لحزب الله؛ لأنه هو أكبر تنظيم له قوة عسكرية في العالم ومن غير دولة وبه آلاف الصواريح والطائرات المسيرة في مخازنه.
وأوضح أن صداقة ترامب ونتنياهو لن تؤثر على وقف إطلاق الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان، ولكن قد يكون هناك هدنة مؤقتة في غزة لتبادل الرهائن.
ورأى الخبير العسكري والاستراتيجي، أن حكومة الاحتلال لن تنفذ أي اتفاق سلام في لبنان إلا بعد القضاء على القوة النارية لحزب الله، موضحا أن إسرائيل كعادتها ستدخل المفاوضات، وفي آخر لحظة سيختلق نتنياهو أي حجج لإيقاف أي سلام.
وقف الحروب في المنطقة
ومن جانبه، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاقتصادية، إن مستقبل الحروب الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط مرتبطة بعدة أمور وهي: مدى قدرة ترامب على إحداث نوع من التأثير الإيجابي في المنطقة من جهة والضغط على الجانب الإسرائيلي من جهة أخرى؛ من أجل أن يتوقف الحرب والدخول في مبادرة سياسية، ومدى رغبة اليمين المتطرف في إسرائيل لإنهاء وقف الحرب والدخول في موائمة سياسية مع حماس وحزب الله.
وأضاف «صادق»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن التفاوض السياسي ما زال مرتبكا، مشيرا إلى أن نتنياهو لم يحقق على المستوى العسكري أي إنجازات وكل ما قام به هدم بنية تحتية، وقتل المدنيين و70% منهم نساء وأطفال طبقا لتقرير الأمم المتحدة، وما زالت الصواريخ تطلق على قطاع غزة وجنوب لبنان دون تحقيق أي نصر عسكري، كما أن أمن إسرائيل مهدد وبقوة.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاقتصادية، أن مصير الحروب الإقليمية في المنطقة يرتبط ارتباطا وثيقا برغبة الولايات المتحدة الأمريكية على الضغط على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى قدرة إسرائيل على إحداث نوع من التوازن في وقت الحروب والدخول في مبادرة سياسية، لافتا إلى أن الحل لوقف الحروب لن يكون عسكريا.