رئيس التحرير
خالد مهران

هل نهى الرسول عن لعبة الشطرنج والطاولة والسلم والثعبان؟.. أمين الفتوي يجيب

لعبة الشطرنج
لعبة الشطرنج

أكد الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن اللعب بالنرد، سواء كان في ألعاب الطاولة أو ألعاب أخرى مثل "السلم والثعبان"، محرم شرعًا بناءً على ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى له، أن النهي عن هذه الألعاب ليس مجرد رأي، بل هو أمر تعبدي يجب على المسلمين الالتزام به.

حكم اللعب بالنرد أو الزهر

وأوضح: "في ألعاب النرد، لا يبذل اللاعب أي مجهود عقلي أو خطة للوصول إلى الهدف، بل يعتمد فقط على الحظ، وأن هذا يختلف عن لعبة الشطرنج، التي تتطلب التفكير والتخطيط والاستراتيجية لتحقيق الهدف، مما يجعلها جائزة شرعًا ما دام لم ترتبط بالمقامرة".

وأكد أن التحريم يشتد إذا كانت اللعبة مرتبطة بنوع من الميسر أو القمار، حيث يتم الاتفاق بين اللاعبين على وضع أموال مشتركة، على أن يحصل الفائز على المال بينما يخسر الطرف الآخر ماله. وأشار إلى أن هذا النوع من الألعاب يعد من "الميسر"، الذي حرمه الله تعالى في القرآن الكريم في قوله: "إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (المائدة: 90).

واختتم بالتأكيد على أن أي لعبة تعتمد على الحظ أو المقامرة لا تجوز، سواء كانت ألعاب تقليدية مثل النرد أو ألعاب إلكترونية تعتمد على الميسر.

أكد الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن لعبة الشطرنج تعد من الألعاب الذهنية المباحة في الإسلام، مشيرًا إلى أنها تختلف عن العديد من الألعاب الأخرى التي قد تحتوي على مكونات من القمار أو الميسر.

حكم الشطرنج 

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى له، أن الشطرنج تعتمد بشكل أساسي على التفكير والذكاء، حيث يقوم اللاعب ببذل جهده وعقله لتحقيق هدفه وهو الفوز، دون الاعتماد على الحظ أو المقامرة، وهو ما يجعلها جائزة شرعًا.

وأوضح أن جمهور الفقهاء أجازوا لعبة الشطرنج باعتبارها لعبة عقلية، وتعد من الأنشطة الفكرية التي تنمي مهارات التفكير الاستراتيجي، بينما الألعاب التي تعتمد على الحظ مثل النرد والميسر تعتبر محظورة في الشريعة الإسلامية. 

وأضاف: "اللعبة بحد ذاتها حلال، ولا يوجد فيها ما يعكر صفو الشرع، لكن إذا ارتبطت بمقامرة أو رهان مادي، هنا تصبح محظورة لأن المقامرة هي ما حرمه الإسلام."

وأشار إلى أن هناك العديد من العلماء والسلف الصالح الذين كانوا يلعبون الشطرنج، مثل الصحابي الجليل سيدنا أبو هريرة، وسيدنا سعيد بن المسيب، وسيدنا الحسن بن علي، الذين اعتبروا اللعبة وسيلة لتعلم فنون الحرب والتخطيط السليم، وتحفيز العقل على التفكير النقدي والاستراتيجي.

وأوضح أن الشطرنج كانت تمثل تدريبًا على كيفية مواجهة الأفكار الخططية والقتالية، وهو ما جعلها مقبولة في فترات من التاريخ الإسلامي.

هل نهى الرسول عن لعبة الشطرنج ؟ 

روى مسلم (2260) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَده فِي لَحْم خِنْزِير وَدَمه» وقال النووي رحمه الله: وَهَذَا الْحَدِيث حُجَّة لِلشَّافِعِيِّ وَالْجُمْهُور فِي تَحْرِيم اللَّعِب بِالنَّرْدِ، وَمَعْنَى «صَبَغَ يَده فِي لَحْم الْخِنْزِير وَدَمه» أي: فِي حَال أَكْله مِنْهُمَا، وَهُوَ تَشْبِيه لِتَحْرِيمِهِ بِتَحْرِيمِ أَكْلهمَا.

حكم لعبة الشطرنج

قال الدكتور شوقى علام، مفتي الجمهورية السابق، إن اللعب بالشطرنج مُباحٌ عند جماهير العلماء سلفًا وخلفًا، ولا شيء فيه ما لم يكن قمارًا، أو سببًا في إسقاط المروءة، أو مفوِّتًا للواجبات والمهمات، أو منقطعًا به عن العبادات.

وأوضح أن الشطرنج والنرد وإن كانا يشتركان في أنهما أداتان للهو، غير أن في الشطرنج إعمال للعقل، وتنشيط للذهن، وتقوية للفكر، بخلاف النرد؛ الذي يقوم اللعبُ به على محض الحظ والمخاطرة، منوهًا بأن اللعب بالشطرنج أقره جمعٌ من الصحابة والتابعين، وتبعهم جماعة من الفقهاء والمحدِّثين؛ حتى عدَّ بعض الفقهاء ذلك "أشبه بالإجماع" على إباحته لِما وضعت له هذه اللعبة من التدبير والتخطيط وإعمال العقل وتنشيط الذهن، بخلاف النرد على المال؛ لِما فيه من المقامرة المحرمة.

وأفاد بأن من أباحها استدل بانتشارها بين الصحابة والتابعين إقرارًا عليها، وعملا بها، فروى الخطيب مولى سليمان بن يسار قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمر بنا ونحن نلعب بالشطرنج فيسلم علينا ولا ينهانا، وروى الضحاك بن مزاحم قال: رأيت الحسن بن علي عليهما السلام مرَّ بقوم يلعبون بالشطرنج فقال: "ادفع ذا ودع ذا".، وروى أبو راشد قال: «رأيت أبا هريرة رضي الله عنه يدعو غلامًا فيلاعبه بالشطرنج»، وروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «أنه كان يجيز الشطرنج ويلعب بها»، وروي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما «أنه كان يلعب بالشطرنج، فهؤلاء خمسة من الصحابة أقروا عليها ولعبوا بها».

سبب نهي الصحابة عن الشطرنج

وتابع: أن ما ورد في النهي عنها من آثار عن بعض الصحابة والتابعين: فليست على إطلاقها في الحرمة، بل هي محمولة على الانشغال عن الصلاة عند سماع الآذان، أو ذكر الفحش من الكلام عند اللعب بها، أو تشابه صورتها بالتماثيل المعبودة عند بعض الطوائف.

ولفت إلى أن النصوص التي جاءت باستثناء بعض أشكال اللعب المباح لا تفيد حصر الإباحة فيها، وإنما هي تنبيه على مشروعية ما يفيد من اللعب ونهي عما لا يفيد، وإلَّا فقد رغَّب الشرعُ الشريف إلى تعلم بعض الرياضات المشتملة على المنافع والمصالح مع أنها لم تذكر في الخصال الواردة في الحديث، واللعب بالشطرنج داخل ضمن هذه المعاني؛ لِما تضمنه من معنى التنبيه على مكائد الحرب ووجوه الشدِّ والحزم وتدبير الجيوش.