رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة يوضح رأى المذاهب الفقهية في صلاة الوتر

علي جمعة
علي جمعة

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، عن العديد من التفاصيل المتعلقة بصلاة الوتر، موضحًا توقيتها، حكمها الشرعي، وآراء المذاهب الفقهية بشأنها، وذلك في أحد دروسه الدينية المذاعة عبر منصة "يوتيوب".

 وأكد علي جمعة جمعة أن وقت صلاة الوتر يبدأ بعد صلاة العشاء ويستمر حتى قبل طلوع الفجر، مشيرًا إلى أن الوتر يُصلى وِترًا، سواء ركعة واحدة، أو ثلاث ركعات، أو أكثر، ولا يجوز جعلها شفعًا كركعتين فقط.

وأضاف علي جمعة جمعة ردًا على سؤال حول آخر وقت لإدراك الوتر: "يجب أن تُصلى قبل أذان الفجر، فإذا أُذِّن لصلاة الفجر فقد انتهى وقت الوتر".

 واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ القُرْآنِ»، مؤكدًا أن جمهور الفقهاء أجمعوا على أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وليست واجبة، باستثناء المذهب الحنفي الذي يرى وجوبها.

اختلاف المذاهب حول صلاة الوتر

وفي حديثه عن آراء المذاهب الفقهية، أوضح جمعة أن هناك اختلافات دقيقة حول كيفية أداء صلاة الوتر:

المذهب الحنفي: يرى أن الوتر واجب، ويُصلى ثلاث ركعات متصلة مثل صلاة المغرب، ولا يُسلم بينهن. 

ويُقرأ الفاتحة وسورة في كل ركعة، مع القنوت في الثالثة قبل الركوع، مكبرًا ورافعًا يديه.

المذهب المالكي: يعتبر الوتر سنة مؤكدة، ويُصلى ركعة واحدة فقط بعد شفع يسبقها (ركعتان)، حيث يُستحب الفصل بين الشفع والوتر بالتسليم، ووصل الركعات الثلاث مكروه.

المذهب الشافعي: يرى الوتر سنة مؤكدة، وأدنى الكمال فيه ثلاث ركعات، مع جواز الاكتفاء بركعة واحدة. ويمكن أداؤها بطريقتين: إما ركعتان ثم تسليم ثم ركعة، أو ثلاث ركعات متصلة بتشهد واحد.

القدر الكافي للحصول على ثواب صلاة الجماعة مع الإمام.. مجدي عاشور يوضحالقدر الكافي للحصول على ثواب صلاة الجماعة مع الإمام.. مجدي عاشور يوضح

حكم تأخير صلاة الفجر حتى طلوع الشمس.. تاركها محرُوم من 19 منحة ربانيةحكم تأخير صلاة الفجر حتى طلوع الشمس.. تاركها محرُوم من 19 منحة ربانية

هل النوافل تغني عن الصلاة الفائتة؟.. جدل فقهي يثير التساؤلاتهل النوافل تغني عن الصلاة الفائتة؟.. جدل فقهي يثير التساؤلات

صلاة الاستسقاء.. عبادة تجلب المطر وتفتح أبواب الرحماتصلاة الاستسقاء.. عبادة تجلب المطر وتفتح أبواب الرحمات

المذهب الحنبلي: يوافق الشافعية في أن الوتر سنة مؤكدة، مع إمكانية أدائه بركعتين ثم ركعة منفصلة، أو ثلاث ركعات بتشهدين وسلام واحد، كما تُجزئ ركعة واحدة لمن أراد الاختصار.

هل يمكن قضاء صلاة الوتر؟

وفي سياق متصل، تناول الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مسألة قضاء صلاة الوتر، مؤكدًا أنه من المستحب قضاء الوتر إذا فات المسلم بسبب عذر، مثل المرض أو النوم. وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على قضاء السنن التي اعتاد عليها، ليس لأنها واجبة، ولكن حفاظًا على الاستمرارية في العبادة.

وأشار ممدوح إلى الحديث الشريف: «كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا، وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً»، ليؤكد مشروعية قضاء النوافل التي يحرص المسلم على أدائها بانتظام.

أهمية صلاة الوتر

 

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن صلاة الوتر تعد من السنن التي تضفي روحانية خاصة على حياة المسلم، حيث تعتبر من أهم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه في وقت الليل، داعيًا المسلمين إلى المواظبة عليها، خاصة أن الله عز وجل يحب الوتر، كما ورد في الحديث الشريف.

تصريحات جمعة تأتي في إطار جهوده لنشر الوعي الديني وتصحيح المفاهيم حول العبادات، مؤكدًا أهمية اتباع السنة النبوية في أداء الصلاة وكل أوجه العبادة لتحقيق التقرب الأمثل إلى الله.