سعيد عطية زار 142 مدرسة خلال شهر واحد
كشف حساب سعيد عطية وكيل وزارة التعليم بالجيزة
تضم محافظة الجيزة أكثر 3647 مدرسة، وبها 43 ألفا و404 فصول، ويدرس بها 22 مليونا و171 ألفا و986 طالبا وطالبة ويبلغ عدد المعلمين 67 ألفا و283 معلما ومعلمة.
وبذلك تعد واحدة من أكبر المحافظات كثافة في الفصول الدراسية على مستوى الجمهورية، وتعاني من العديد من المشاكل في مجال التعليم.
وفي أول حركة تغييرات يقوم بها السيد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، كلف سعيد عطية، ليكون مديرًا لمديرية التربية والتعليم بالجيزة، وهو الرجل الذي لم يكن معروفا في أوساط التعليم بالجيزة، لأنه قادم من محافظة القاهرة، حيث كان يعمل مديرا لإدارة المستقبل التعليمية بالقاهرة، ولديه خبرة كبيرة في فنون الإدارة، بالإضافة إلى أنه عمل معلمًا لفترة طويلة، ولديه خبرات في طرق وفنون التدريس.
خطة سعيد عطية لحل الأزمات
جاء عطية إلى الجيزة وفي جعبته خطة واضحة المعالم، من أجل حل المشكلات المزمنة التي تعاني منها مدارس الجيزة، ومنها العجز في أعداد المعلمين وغياب الرقابة والتوجيه، وارتفاع كثافة الفصول، والفوضى بالمدارس، وعدم النظافة والإهمال وغياب الاهتمام بالطلاب ضعاف السمع وضعاف البصر وضعاف القراءة.
وأعلن وكيل تعليم الجيزة، في أول أيام عمله بالمديرية، وخلال اجتماع موسع مع مدير عموم ووكلاء الإدارات التعليمية، ومديري المراحل بالمديرية، عن خطته للعمل وحل المشاكل بالمدارس، وتتمثل في الآتي:
المتابعات اليومية لمدراء العموم والوكلاء للمدارس متابعة دقيقة تصور الواقع بحيث تكون بحد أدنى ثلاث مدارس يوميا
سرعة إنجاز مهام الشئون القانونية بالإدارات لتحقيق العدالة الناجزة على أنه سيتم متابعتها من قبل الشئون القانونية بالمديرية.
إنهاء بعض الإدارات من توزيع الكثافات بما أقرته القرارات الوزارية فى موعد أقصاه عشرة أيام ، وإرسال تقرير بذلك للمديرية.
المتابعات على المدارس أولا، ثم الجلوس على المكاتب، وتقديم تقرير المتابعة للمديرية بشكل دورى بحيث تكون متابعات فعلية ، تبرز الجوانب الإيجابية ، وكذلك الوقوف على الجوانب السلبية مع وضع حلول لها ، ومتابعة تنفيذ تلك الحلول مع التركيز على متابعة الحصص الدراسية.
تنويع المتابعات بحيث تختلف كل متابعة عن سابقتها، ومتابعة حل المشكلات المطروحة سابقا، ومتابعة تنفيذ التعليمات للوصول إلى أقصى درجات الحلول.
الحصص لا بد أن تكون مطابقة للواقع الفعلى، وسرعة الانتهاء من صرف مستحقات المعلمين الجدد.
إعداد صف ثان من القيادات وذلك بتشجيع النماذج النشطة للاستفادة منها فى المناصب القيادية عقد اجتماعات دورية لمعلمى الحصة وتشجيعهم على بذل الجهد والعطاء والتعاون مع إدارة المدرسة.
زيارات ميدانية شبه يومية
دأب عطية على القيام بزيارات تفقدية مفاجئة شبه يومية على المدارس، منذ توليه قيادة مديرية التربية والتعليم بالجيزة في 29 أكتوبر الماضي، لدرجة أنه زار نحو 142 مدرسة خلال شهر واحد فقط، واستطاع من خلال تلك الزيارة الوقوف على طبيعة وحجم المشاكل، ووضع الحلول اللازمة لها. وزار 3 مدارس في إدارة أطفيح، وأسفرت عن استبعاد مدير مدرسة الكداية الإبتدائية الجديدة وذلك لغيابه وعدم تفويض أحد بدلًا منه وكذلك لعدم استقرار العملية التعليمية بالمدرسة ومستوى النظافة المتدني وتم إحالته للشؤون القانونية. كما قام عطيه بتكريم مدير مدرسة الكداية الثانوية الصناعية للتأسيس العسكرى نظرا لنظافة المدرسة وتفعيل الإشراف بشكل جيد. وزار 4 مدارس في إدارتي الدقي والعجوزة و9 مدارس في إدارات الوراق وأوسيم وشمال الجيزة، وقرر تحويل الإخصائيات الاجتماعيات بمدرسة الوراق الثانوية للبنات للشئون القانونية وذلك لعدم تطبيق لائحة الانضباط.
كما زار 9 مدارس بإدارات الحوامدية والبدرشين وابو النمرس و10 مدارس في إدارات 6 اكتوبر والشيخ زايد وحدائق اكتوبر، و9 مدارس إدارة العمرانية و5 مدارس بإدارة الهرم، وفي الإدارة الأخيرة أحال معلمًا ومشرف المادة للشئون القانونية لعدم اكتمال نصابه، وتفقد العديد من الإدارات التعليمية الأخرى، وامر بتشكيل لجنه من التعليم الفنى بالديوان العام للمدرسة الثانوية الصناعية المشتركة بصيدا والقيراطيين للتأسيس العسكري بإدارة أوسيم التعليمية ونزول لجنة لإعادة انضباط المدرسة.
وقرر وكيل الوزارة استبعاد مدير إحدى المدارس أكتوبر وذلك لعدم الاهتمام بالطلاب الضعاف وعدم وجود سجلات لهم ولا خطة علاجية لتحسين مستواهم فى القراءة والكتابة. كما قرر وكيل الوزارة استبعاد مسئول أمن إحدى المدارس بأكتوبر لعدم تواجده على البوابة الرئيسية أثناء غلقها.
الثواب والعقاب
وبينما يتخذ وكيل وزارة التعليم بالجيزة اسلوب العقاب مع المهملين، فإنه يفضل استخدام التكريم مع المجتهدين، فقد قرر تكريم مدير أحد مدارس إدارة أكتوبر وذلك لانضباط العملية التعليمية داخل المدرسة وكذلك الاهتمام بالنظافة العامة بالمدرسة وتفعيله الإشراف بشكل جيد وكذلك تفعيل المشاركة المجتمعية. وتكريم عصام الدين صلاح مدير مدرسة طارق بن زياد الرسمية المتميزة للغات. كما قرر تكريم إيمان محمد حسن مديرة مدرسة أبو بكر الصديق الرسمية للغات، لانضباط العملية التعليمية داخل المدرستين، وكذلك الاهتمام بالنظافة العامة، وتفعيل الإشراف بشكل جيد.
حلول إبداعية للمشاكل المزمنة
وبناء على الزيارات الميدانية استطاع الوقوف على أسباب المشاكل والأزمات التي تعاني منها المدارس، وأصدر تعليمات لحلها بطرق إبداعية، ومنها أزمة عجز المعلمين، وأصدر تعليمات بـ "حال انقطاع معلم أجر أو حصة عن العمل يقوم التوجيه بالتدريس مكانه لحين إيجاد البديل وعدم ترك أى فصل دون معلم"، وشدد على ضرورة انتظام الطابور المدرسى وحضور المعلمين قبل بداية الطابور والاهتمام بتحية العلم. والاهتمام بالتقييمات والتصحيح أولا بأول وذلك بوضع درجات وليس بكلمة نظر. والاهتمام بالطلاب الضعاف وعمل سجلات لهم وعمل خطة زمنية وبرنامج علاجى لتحسين مستواهم فى القراءة والكتابة. تفعيل الإشراف اليومى والاهتمام بالنظافة العامة للمدارس وخاصة دورات المياه وتعقيمها بشكل دورى حفاظا على صحة وسلامة أبنائنا الطلاب.
تنظيف شامل للفصول ودورات المياه، مع توثيق عمليات التنظيف بفيديوهات يتم إرسالها للإدارة، تأكيدًا على الشفافية والالتزام.
ألزم الموجهين بحضور الطابور صباحًا ومتابعة الأداء التعليمي بدقة، مع التوجيه باتخاذ إجراءات صارمة تجاه أي موجه يتقاعس عن دوره في دعم المدارس.
وأكد وكيل تعليم الجيزة على أهمية التعامل مع أولياء الأمور بحسن الخلق والإحترام، دون تعالٍ أو تعقيد، مع إنجاز المهام المكلف بها الإداريون في أسرع وقت ممكن لضمان رضا المواطن.
حصر ضعاف البصر والسمع
لأن غالبية القيادات سابقا كانت تعمل بنظام "كله تمام يا فندم" من خلال التقارير المكتبية، لم يلتفت أحد إلى وجود طلاب يعانون من مشاكل صحية ممن يعانون من ضعف الإبصار أو ضعف السمع أو ضعف القراءة والكتابة، وتؤثر على تحصيلهم الدراسي، ولكن عطية ومن خلال الزيارات الميدانية استطاع الوقوف على هذه المشكلة، ووضع الحلول لها. وأصدر تعليمات بضرورة حصر الطلاب ضعاف النظر بكل إدارة تعليمية والكشف عليهم وعمل نظارات طبية لهم من خلال المشاركات المجتمعية. وتفعيل الخطة العلاجية للطلاب ضعاف القراءة والكتابة فى مدة أقصاها بداية نصف العام على أن يتم تحسين مستواهم فى تلك الفترة.
رسالة حاسمة
ويرى سعيد عطية أن الجولات الميدانية تأتي في إطار تنفيذ رؤية القيادة السياسية لتحقيق نظام تعليمي متميز، وأن الهدف منها هو متابعة الأداء والانضباط، مع محاسبة المقصرين ودعم المتميزين لضمان تقديم أفضل خدمة تعليمية لأبنائنا الطلاب، معتبرا أن التعليم مسؤولية وطنية.