بعد غرق «سى ستورى»..
زيادة حوادث غرق اللنشات والمراكب يهدد السياحة ورحلات الغوص بالبحر الأحمر
8 حوادث غرق متكررة للقوارب فى البحر الأحمر خلال عام 2024
إنقاذ 33 شخصًا وانتشال 4 جثث والبحث عن 7 مفقودين فى غرق لنش مرسى علم
أحمد غلاب: اللنشات السياحية تعمل بتصاريح دورية للتأكد من سلامتها
شيخ الصيادين يوجه نصائح للتعامل مع التقلبات الجوية
يعتبر البحر الأحمر من الوجهات السياحية الأكثر جذبًا للزوار في جميع أنحاء العالم، حيث تقدم تجارب فريدة لعشاق الغوص والمغامرات البحرية.
ومع تزايد عدد السياح الراغبين في استكشاف أعماق البحر وأنشطته المختلفة، تزايدت أيضًا المخاطر المرتبطة بمراكب السفاري.
واتجهت الأنظار في مصر، خلال الأيام الأخيرة، إلى سواحل مدينة مرسى علم، حيث شهد البحر الأحمر على مدار السنوات الماضية حوادث مشابهة، طالت مراكب سياحية وعبّارات، وخلَّفت خسائر كبيرة، أبرزها غرق القارب السياحي «سي ستوري»، وقارب «نوران».
وتستعرض «النبأ»، خلال السطور التالية، أبرز حوادث الغرق التي وقعت في عام 2024 بالبحر الأحمر، كما نسلط الضوء على الإجراءات الضرورية لضمان سلامة الركاب، بما في ذلك الكشف على المعدات والتراخيص والتنبيه بشأن الأحوال الجوية بهدف تقديم رؤية شاملة حول أهمية اتخاذ تدابير السلامة للتقليل من المخاطر المرتبطة بمراكب السفاري.
4 جثث و7 مفقودين
غرق اللانش السياحي «سي ستوري»، على بُعد 46 ميلا بحريا من شاطئ مرسى علم، وكان على متن القارب 44 راكبا، هم 13 مصريا و31 من جنسيات أمريكية وألمانية وبريطانية وبولندية وبلجيكية وسويسرية وفنلندية وصينية وسلوفاكية وإسبانية وأيرلندية.
وانطلق اللانش «سي ستوري» في رحلة غطس من ميناء بورتو غالب، وكان من المفترض أن تستمر الرحلة حتى يوم الجمعة، لكنها انتهت بفاجعة، بعدما ضربت موجة كبيرة المركب بشكل مفاجئ أثناء الإبحار، ما تسبب في انقلابه خلال دقائق معدودة، وأطلق أحد أفراد الطاقم نداء استغاثة إلى مركز السيطرة بمحافظة البحر الأحمر، الذي استجاب فورًا، وتم إنقاذ 33 شخصًا وانتشال 4 جثث، بينما لا يزال مصير 7 ركاب مجهولًا حتى الآن
وأكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن عمليات البحث والإنقاذ ستستمر حتى يتم العثور على جميع المفقودين.
وأشاد «حنفي»، بجهود القوات البحرية وغرف العمليات في التعامل مع الكارثة، مشددًا على تقديم الرعاية الطبية والنفسية للناجين.
وأوضحت محافظة البحر الأحمر، في بيان رسمي، أن من بين الناجين 6 أحياء يحملون جنسيات بلجيكية وسويسرية ومصرية وفنلندية، بينما لم تُحدد هويات الجثث المنتشلة بعد.
رحلة غطس في أبو الكيزان
وشهدت منطقة أبو الكيزان جنوب البحر الأحمر، غرق قارب «لنش» سياحي يدعى «نوران» أثناء رحلة غوص.
تم إنقاذ 30 شخصًا، بينهم 15 سائحًا أجنبيًا، و4 مصريين، و11 فردًا من طاقم القارب، ونُقل الناجون إلى «مارينا بورت غالب»، على متن قارب آخر يدعى «تالا».
وكشفت التحقيقات الأولية، عن أن اللنش الغارق كان في رحلة غوص جنوب البحر الأحمر بالقرب من مدينة مرسى علم، حينما تعرض لحادث أدى إلى غرقه بالقرب من منطقة «أبو الكيزان» الغنية بالشعب المرجانية والشهيرة كأحد أبرز مواقع الغطس في البحر الأحمر.
حادث شحوط يهدد 24 سائحا فرنسيا
تعرض قارب سياحي يحمل 24 سائحًا فرنسيًا لـ«الشحوط» أثناء رحلة غوص في منطقة شعاب سطايح جنوب مرسى علم؛ مما أدى إلى أضرار جسيمة بالمركب وحدوث ثقب كبير فيه تسبب في غرقه بالكامل.
و«شحوط» القوارب هو مصطلح يستخدم عند دخول القوارب في مياه ضحلة، أو عندما تعلق في الشعاب المرجانية.
وحسب محافظة البحر الأحمر، فقد تم إنقاذ جميع السياح دون أي إصابات، بفضل تدخل قارب مجاور.
وغرق القارب السياحي «كارتنون» شمال البحر الأحمر خلال رحلة غوص.
وتمكن العاملون على أحد القوارب السياحية المجاورة من إنقاذ 35 شخصًا، بينهم 26 سائحًا أجنبيًا، ونقلهم إلى مرسى بحري بسلام.
واندلعت النيران في قارب سياحي أثناء رحلة غوص جنوبي البحر الأحمر.
وأعلنت محافظة البحر الأحمر أنه تم إنقاذ 31 شخصًا، بينهم 17 سائحًا أجنبيًا و14 مصريًا من طاقم القارب.
وتمكنت القوات البحرية من إنقاذ 3 غواصين بريطانيين جرفهم التيار أثناء رحلة غوص بالقرب من جزيرة الأخوين.
وأفاد بيان للمتحدث العسكري المصري، بأن الجهود المكثفة بالتنسيق مع مراكز الغوص والجهات المعنية، أسفرت عن العثور على الغواصين ونقلهم بأمان.
وتعرض مركب سياحي في الغردقة للغرق، خلال رحلة بحرية إلى أحد مواقع الغوص، كان على متنه 16 فردًا بين سياح ومصريين جرى إنقاذهم ونقلهم إلى الرصيف البحري دون أي إصابات.
غرق سفينة شحن
وشهدت سواحل مدينة القصير جنوب محافظة البحر الأحمر، غرق سفينة البضائع القادمة من اليمن، وكان من المنتظر تفريغ حمولتها في مصر، وذلك عقب شحوطها بسبب اصطدامها بالشعاب المرجانية، فيما تم إنقاذ كافة العاملين على متن السفينة.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإنقاذ والخبراء، إلا أن السفينة غرقت في مياه البحر الأحمر، وشهدت سواحل مدينة القصير مشهدا مأساويا مع فشل جميع محاولات إنقاذ السفينة «VSG GLORY» التي تعرضت للعطل قبل نحو 10 أيام.
وكانت السفينة «VSG GLORY» قادمة من اليمن في طريقها إلى ميناء بورتوفيق، تقل على متنها 21 راكبا، وتبلغ حمولتها 4000 طن من الردة، و70 طنا من المازوت، و50 طنا من السولار، ونتج عن عطل السفينة وكسر في بدنها بمساحة 60 سم، ما أدى إلى دخول مياه البحر إلى غرفة ماكينات السفينة.
ومع زيادة ميل السفينة السريع بسبب سوء الأحوال الجوية، قامت الجهات المختصة بتوفير طلمبات إضافية لزيادة كفاءة وقدرة عمليات الشفط، وتشكيل لجنة خاصة تضم خبراء بيئيين ومهندسين لتقييم الأضرار الناجمة عن الحادث.
شروط إتمام عمليات الإبحار
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد غلاب مدير محمية الجزر الشمالية بالبحر الأحمر، أنه يبحر يوميا ما لا يقل عن 1000 إلى 1200 لنش يوميا للجزر المختلفة، والتى تقصد أغلبها جزيرة الجفتون ومجاويش وأبو منقار وشعاب العرق والفانوس بالنسبة للغردقة، وفى الجونة تقصد مواقع الغطس بجزر طويلة ومواقع غطس الدير وبيوض شعاب العرق وطوال، وأبو النحاس.
وأضاف مدير محمية الجزر الشمالية، أن هناك تصاريح لا بد من استخراجها لعملية إبحار اللنشات المختلفة منها يستخرج يوميا ومنها يستخرج لمدد طويلة المدة شهر أو أكثر، خاصة لنشات السفارى البحرى التى تقضى أكبر وقت ممكن فى الرحلة ويصل إلى 10 أيام.
وأوضح أن هناك تراخيص يتم إصدارها من هيئة السلامة البحرية ويكون تصريحا سنويا أو نصف سنوى ويتم استخراج التصريح عقب معاينة للمركب من قبل لجنة من هيئة السلامة البحرية بالنسبة لأطوالها التى تبلغ ما بين 20 إلى 40 مترا، وهناك تصاريح تكون من إحدى الجهات الأمنية هناك وتكون كل 3 أشهر على أن يقوم شخص تابع لتلك الجهة بمعاينة اللنش الذى يبحر يوميا ومراقبة عدد الأفراد على متنه حسب ترخيص كل مركب، حيث يتم توقيع ما يسمح من أوراق قانونية لإتمام عملية الإبحار.
تفتيش دوري وسحب التراخيص
ومن جانبه، قال أحمد مصطفى، ريس مركب بحرى، أن معدلات الأمان داخل اللنشات السياحية التى لا يتم استخراج تصريح لها إلا فى حالة وجودها أولها أعداد معينة من «اللايف جاكت» تلك المسئولة عن عملية الإنقاذ حال تعرض اللنش لأي طارئ، وأسطوانات الإنقاذ وطفايات الحريق وكذلك الزوديك وهى المركب الصغير المطاطى.
وأضاف «مصطفى»، أنه فيما يخص حمولة كل مركب سياحى تبلغ حمولة كل لنش سياحى ما بين 35 إلى 40 راكبا وهى لنشات النزهة أما الأخرى الصغيرة التى تستخدم فى رحلات الغطس تبلغ ما بين 20 إلى 25 فردا فقط وهناك الأصغر ما بين 7 إلى 15 راكبا وعادة ما تستخدم لصيد النزهة.
وكشف، عن أن هناك تفتيشا دوريا كل عام على اللنشات السياحية من قبل الإدارة المركزية للتفتيش البحرى التابعة لهيئة السلامة البحرية، بالإضافة إلى تفتيش مفاجئ على فترات متباعدة، موضحا أن أى لنش يثبت مخالفته لشروط الترخيص سواء من حيث حمولات الركاب أو شروط السلامة الفنية يتم سحب الترخيص منه.
شيخ الصيادين
ووجّه شيخ الصيادين في محافظة السويس، بكري أبو الحسن، 7 نصائح ضرورية لراكبي البحر والعاملين على المراكب؛ للتعامل مع التقلبات الجوية، التي تنشأ عن المنخفضات الجوية والنوات البحريّة.
وقال شيخ الصيادين بالسويس، إنّه على راكبي البحر من الصيادين، الانتباه إلى إجراءات الأمان والسلامة خلال التقلبات الجوية، الناجمة عن النوات والطقس السيئ.
وذكر بكري «أبو الحسن»، أنّه يجب على جميع السفن توخي الحذر، ومراجعة مواعيد النوات والتيارات البحرية والمنخفضات الجوية، التي تنوه عنها الأرصاد الجوية، لتفادي آثارها السلبية.
وعن أبرز النصائح التي وجهها شيخ الصيادين بالسويس، إلى راكبي البحر خلال التقلبات الجويّة، قال «أبو الحسن»: «لا بد من توجيه مقدمة المراكب عكس اتجاه الرياح، حتى يتمكن المركب من شق الريح، بمقابلة مقدة السفينة، وعدم تعريض جانبي المركَب لاتجاه الريح، حتى يدفع الريح بقوته المركب فتتعرض للغرق».