الصراع يستمر في دير الزور..قسد تنسحب من المدينة وانشقاقات في مجلسها العسكري
شهدت محافظة دير الزور مشاهد دراماتيكية سريعة مع سقوط نظام الأسد، وذلك بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المدينة التي سيطرت عليها بعد فرار الرئيس السوري.
انسحبت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، من دير الزور في شرق سوريا، لتصبح المدينة تحت سيطرة الفصائل المسلحة التي أطاحت بنظام بشار الأسد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن قوات "قسد" الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، انسحبت من دير الزور وجميع مواقعها في محيطها، وتمركزت في 7 قرى كانت تسيطر عليها المليشيات الإيرانية، التي غادرت البلاد.
من جانبها، أعلنت الفصائل المسلحة السيطرة على المدينة التي دخلتها "قسد" مع سقوط النظام السابق.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن إدارة العمليات العسكرية في دير الزور لم تأتي من إدلب بل كانوا منضمين للنظام والمـيـلشيات الإيرانية وسيطروا على معبر البوكمال والميادين بعد انسحاب قسد للقرى السبعة، وقسد حصلت على أسلحة كثيرة خلفتها قوات النظام السابق.
وأشار المرصد السوري إلى أن "المئات من أهالي مدينة دير الزور تظاهروا خلال الأيام الماضية، مطالبين بخروج القوات الكردية، وتطورت الاحتجاجات إلى اشتباكات مسلحة، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى".
وبذلك فإن مدنا غربي نهر الفرات في محافظة دير الزور مثل البوكمال والميادين، التي كانت تسيطر عليها قوات النظام، أصبحت الآن تحت سيطرة الفصائل المسلحة، التي شكلت حكومة انتقالية بقيادة محمد البشير، لإدارة الأشهر الثلاثة المقبلة.
وكشف مراسل فناة الميادين، أن قيادات من مجلس دير الزور العسكري أعلنت انشقاقها عن مسلحي "قسد" والتحاقها بالقوات المشتركة في دمشق
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قد أعلن، الثلاثاء، التوصل إلى وقف إطلاق النار في مدينة منبج السورية.
وكتب على حسابه في منصة (إكس): "في الوقت الذي تستمر فيه مقاومة مقاتلينا في مدينة منبج لإيقاف تمدد الهجمات من غرب الفرات، توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أميركية، حفاظا على أمن وسلامة المدنيين".
وقال: "سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري، الذين يقاومون الهجمات منذ 27 نوفمبر، من المنطقة في أقرب وقت".
وأضاف عبدي: "هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد".
ودارت خلال الأيام الماضية، معارك في مدينة منبج السورية، بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل مسلحة أخرى، يقال إنها مدعومة من تركيا.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، قد أعرب عن اعتقاده بأن المجتمع الدولي "سيعيد النظر" في مسألة تصنيف "هيئة تحرير الشام" كمنظمة إرهابية، وذلك بعدما حرصت منذ سنوات على "إرسال رسائل مطمئنة"، على حد وصفه.
وأوضح بيدرسون، الثلاثاء، أن هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، هي "المهيمنة في دمشق حاليا، لكنها ليست الوحيدة"، مشيرًا إلى أن الترتيبات الانتقالية عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد "لا بد أن تكون شاملة قدر الإمكان".
و "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني (المصنف على لوائح الإرهاب في واشنطن)، هي التي تقود الفصائل المسلحة في سوريا التي أنهت حكم الأسد.