رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة يوجه رسالة للمخطئين قبل رمضان

على جمعة
على جمعة

شدد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على خطورة تأجيل التوبة إلى الله، مستنكرًا انتشار هذه العادة بين بعض الناس الذين ينتظرون بداية شهر رمضان الكريم للتوبة والرجوع إلى الله. 

وأكد علي جمعة، أن هذا التفكير يعكس غفلة كبيرة، حيث قال: "الإنسان لا يضمن أن يكون على قيد الحياة بعد دقيقة واحدة، فكيف نؤجل التوبة؟". واستشهد بالآية الكريمة "ففروا إلى الله"، التي تدعو إلى الإسراع في التوبة دون تأخير.

الفرق بين الاستغفار والتوبة

وأوضح الدكتور علي جمعة، أن كثيرين يخلطون بين مفهومي الاستغفار والتوبة.،فالاستغفار يقتصر على الكلام باللسان، ويمكن لأي شخص أن يقوم به، سواء كان مؤمنًا أو منافقًا،أما التوبة، فهي أفعال نابعة من القلب وتتطلب إصلاح العلاقة بين العبد وربه، وهو ما لا يتقنه إلا المؤمن. 

واستشهد بقول الله تعالى: "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ"، موضحًا أن الاستغفار هو إعلان الرجوع إلى الله، بينما التوبة تعني العمل على تصحيح الأخطاء والابتعاد عن الذنوب.

من جهة أخرى، سلطت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية الضوء على شروط التوبة النصوح، موضحة أنها تشمل ثلاثة أركان أساسية:

1. الإقلاع عن الذنب فورًا.

2. الندم الصادق على ما مضى.

3. العزم الأكيد على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.

وأشارت اللجنة إلى أنه إذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآخرين، مثل السرقة أو الغش، فيجب رد الحقوق إلى أصحابها أو طلب السماح منهم. وإذا كانت المعصية بحق النفس أو بحق الله تعالى، فيجب أن تكون التوبة خالصة وصادرة من أعماق القلب.

وأضافت اللجنة أن باب التوبة مفتوح دائمًا، ما دام الإنسان لم يصل إلى لحظة الاحتضار أو قيام الساعة، مشددة على ضرورة الإخلاص في التوبة والمبادرة بها عند ارتكاب أي معصية.

رسالة أمل للمخطئين

واختتمت اللجنة بطمأنة المخطئين، مؤكدة أنه حتى إذا أخطأ الإنسان مرة أخرى بعد التوبة الصادقة، فلا ييأس من رحمة الله.

 بل عليه أن يسارع إلى التوبة مجددًا، حيث أن الله عز وجل يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.