مع استمرار الحرب واللجوء.. امتحانات الشهادة السودانية تثير الجدل وسط السياسيين
أثار قرار السودان بإقامة امتحانات الشهادة السودانية جدلا كبيرا وسط السودانيين عامة، والنخبة السياسية خاصة وذلك لحالة اللجوء والنزوح التي يعيشها الشعب السوداني.
وهدد جبريل آدم بلال، القيادي في حركة العدل والمساواة جناح صندل، بإجراء امتحانات الشهادة السودانية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، إذا لم تستجب الحكومة في بورتسودان لمطالب تأجيل هذه الامتحانات المقررة في الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف من تأثير الأوضاع الأمنية والسياسية على سير العملية التعليمية في البلاد، مما يثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على توفير بيئة آمنة للطلاب.
من جانبه، أشار مبارك أردول، القيادي في الكتلة الديمقراطية، إلى ضرورة إعادة تقييم مسألة امتحانات الشهادة السودانية من قبل السلطات الحكومية في بورتسودان.
وأكد على أهمية أن تشمل هذه الامتحانات جميع الطلاب في البلاد، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي تمر بها بعض المناطق، حيث يعاني الطلاب من نقص في الموارد التعليمية بسبب النزاعات المستمرة.
وأوضح أن العدالة في التعليم تعد قضية محورية لا يمكن تجاهلها، خاصة في الولايات التي تعاني من الحصار.
وأكد أردول أنه تلقى اتصالات من أسر في كردفان وجبال النوبة، تستفسر عن مستقبل أبنائهم في ظل الظروف الحالية، حيث توقفت معظم المدارس وهاجر العديد من المعلمين.
وأعرب عن أسفه لعدم وجود إجابات واضحة حول هذه القضية، مشددًا على ضرورة توجيه هذه الأسئلة إلى الجهات المعنية للحصول على توضيحات.
كما أكد أن الوضع يتطلب استجابة سريعة من الحكومة لضمان حقوق الطلاب في التعليم، وعدم حرمانهم من فرصتهم في اجتياز الامتحانات.
كما وصف رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل المهدي، قرار إجراء امتحانات الشهادة السودانية بأنه قرار غير صائب، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان نتيجة الحرب المستمرة.
وأشار إلى أن نحو 15 مليون مواطن قد نزحوا من مناطقهم، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني.
كما أن 25 مليون مواطن يعانون من الفقر والمجاعة، مما يجعل من الصعب التفكير في تنظيم امتحانات في مثل هذه الظروف القاسية.
وفي تغريدة له على منصة إكس، أكد المهدي أن هذا القرار يعكس عدم وعي القائمين على الأمور في بورتسودان بتداعيات الحرب على الشعب السوداني.
وكتب أن تنظيم امتحانات الشهادة في ظل انتشار النزاع وعدم الاستقرار في معظم أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة، هو أمر غير منطقي.
وأشار إلى أن جميع جوانب الحياة في السودان متوقفة، بما في ذلك التعليم والخدمات الصحية والصناعة والزراعة، مما يزيد من معاناة المواطنين.
كما أضاف المهدي، أن الشعب السوداني يواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يوجد 15 مليون تلميذ خارج النظام التعليمي.
وأوضح أن الطلاب وعائلاتهم يعيشون في حالة من القلق والضياع، يبحثون عن المأوى والطعام، في حين أن البلاد تعاني من انقسام وتفكك.
في ظل هذه الظروف، تساءل المهدي كيف يمكن للطلاب أن يجلسوا لأداء امتحانات الشهادة الثانوية.