رئيس التحرير
خالد مهران

مستشفى سرطان الأقصر تقضي علي عناء 20 مليون نسمة في الصعيد

مستشفى شفاء الأورمان
مستشفى شفاء الأورمان

رحلة شاقة وطويلة يقطعها أهالي الصعيد من مرضى السرطان فى البحث عن عقار يوقف آلامه أو ترياق يحد  أوجاع جسده الذى ينهش فيه المرض بلا رحمة أو هوادة، نازحين من قرى ونجوع الصعيد، يضطرون للمبيت أطراف الليل واناء النهار آملين فى الحصول على سرير للعلاج بالمجان فى أحد المستشفيات المتخصصة فى علاج الأورام.

أورام الأقصر تقضي على عناء مرضي السرطان بالصعيد

كل ذلك وأكثر دفع مؤسسة الأورمان الخيرية لإنشاء أول صرح طبي بالمجان في الصعيد، لعلاج من تعالت صرخاتهم جراء المرض الخبيث، ليكون الملاذ الأول لكل من يلجأ ويطرق بابًا من أبوابه للعلاج من السرطان، حيث عبر أهالي محافظات الصعيد عن ترحيبهم وسعادتهم البالغة بالخدمات الطبية المجانية التي توفرها مستشفي شفاء الأورمان، حيث تشمل كشوف وعمليات جراحية، بالإضافة إلى حصولهم على أدوية مجانية، الأمر الذي يوفر عليهم عناء ومشقة السفر لمسافات طويلة تصل إلى أكثر من 800 كيلومتر من أجل العلاج بمستشفيات القاهرة.

«النبأ الوطني» أجرت جولة بمستشفي شفاء الأورمان وعياداتها الخارجية، لمتابعة سير العمل بها ومتابعة الخدمة المقدمة للمرضى بشتى التخصصات، فضلًا عن رصدها عددًا من آراء المرضى والأطباء والعاملين الذين أشادوا جميعًا بجودة الخدمة المقدمة، مشيرين إلى أن المستشفي هى «هدية الله من السماء لمرضى السرطان في الصعيد».

9 سنوات من الملحمة الطبية لعلاج الأورام بالمجان

وتقع مستشفي شفاء الأورمان بمدينة طيبة الجديدة شمال محافظة الأقصر، علي مساحة حوالي 8.8 فدان، وضع حجر أساس المستشفى في 9 ديسمبر 2014، واُفتتحت المرحلة الأولى في 27 مايو 2016، حيث ينقسم المستشفى إلى قسمين مستشفى علاج سرطان للكبار، وآخر للأطفال، وبلغت الطاقة الاستيعابية للمستشفى حوالي 200 سرير، وتقدم خدماتها لسكان 6 محافظات في صعيد مصر، وتخدم حوالي 20 مليون نسمة من مختلف أنحاء الصعيد، تتضمن محافظات «سوهاج وقنا والوادى الجديد والبحر الأحمر والأقصر وأسوان».

وتعد المستشفي أول صرح طبي تخصص في علاج الأورام السرطانية بالمجان حيث تساهم في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لعشرات الآلاف من المرضي بالصعيد، فضلًا عن توفير عناء السفر بالساعات إلى محافظات الوجه البحري لتلقي العلاج مما ساهم في إراحة المرضي من مشقة السفر وتخفيف أعباء مالية كبيرة يتكبدها المرضي خلال رحلة العلاج ذهابًا وإيابًا.

كما ساهمت شفاء الأورمان بإطلاق العديد من الفعاليات بمختلف القري والنجوع لدعم الكشف المبكر لسرطان الثدى، ما يساهم في اكتشاف المرض مبكرًا وكيفية الوقاية منه، بجانب سلسلة كبيرة من الفعاليات الطبية والمجتمعية المهمة، ونشر أبحاثها في المجلات والدوريات العلمية حول العالم.

وحدات سكانية وأجهزة طبية حديثة لمرضي الأورام

وتحظى المستشفي بأحدث أجهزة التشخيص والعلاج على مستوى العالم فى مجال الأورام السرطانية، حيث تضم أقسام العيادات الخارجية للكشف على المرضى يوميًا، وقسم علاج اليوم الواحد ويضم العلاج الكيماوى بـ 45 مقعدا تستوعب حوالى 200 مريض يوميًا طوال الأسبوع، بالإضافة إلى قسم العلاج الإشعاعى الذى يضم جهاز المحاكى لتحديد منطقة العلاج باستخدام الأشعة المقطعية وغرفة قوالب لصناعة الأقنعة وعلاج الإشعاعى عن قرب وجهاز التخطيط ثلاثى الأبعاد، وجهاز المعجل الخطى للعلاج بالأشعة الخارجية.

كما تخصص المستشفي وحدات سكانية قريب من المستشفى للمرضي والمرافقين لهم بالمجان أيضًا للمبيت به، ممن يأتون من محافظات أخرى ولديهم إجراءات وكشوفات طبية والتى تستمر لعدة أيام، مما يساهم في تخفيف أعباء السفر علي المرضي وذويهم، مشيرًا إلى أنه لا تجد مثل هذا الإجراء في أغلب المستشفيات الكبرى.

ورصدت «النبأ الوطنى» آراء المرضي ممن يتلقون العلاج بالمجان داخل المستشفى ومدى رضاء المرضي حول الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة، واستطلاع ارائهم بشأن التحديات والمعوقات التي تواجه المنظومة الصحية بالمستشفى وتطلعات المرضي.

أورام الأقصر قلعة حصينة لمرضي السرطان في الصعيد

وتقول «جيهان عبدالرسول»، أحد سكان مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، والتى تحصل على جرعات العلاج الكيماوي على خلفية اصابتها بأورام الثدي، أن الخدمة هنا حرفيًا 5 نجوم فمع اكتشاف إصابتي بالسرطان في الثدي دخلت المستشفى وحينما انتهت الاجراءات لم اصدق الجمال والتعاون في أداء الخدمة للمرضى، حيث احصل على كامل العلاج بالمجان وفى غرفة فندقية.

«العمل مستمر والخدمة ممتازة والكل يتفانى لراحة المرضى»، بتلك الكلمات عبرت «منى مسلم»، المقيمة بمنطقة الواحات التابعة لمحافظة الوادى الجديد، والمصابة بورم فى الكبد، عن إعجابها الشديد بأداء طواقم العمل بمستشفي شفاء الأورمان، مؤكدة أنها تمثل الحصن المنيع لمرضى السرطان، موضحة أنها محولة من أحد أساتذة الأورام لعمل عدد من الفحوصات والأشعة بالمستشفي، ومشيدة بروح العمل القوية التى يتمتع بها طاقم العمل بالمستشفي، مطالبة فى حديثها لـ«النبأ»، المجتمع المدنى بشتى أطيافه بالمساهمة والوقوف بجانب المستشفي، واصفه إياها بالحصن المنيع للغلابة ضد أورام السرطان، مؤكدة علي أنها تتلقى الخدمة بالمجان دون أى مقابل.

وبصوت خافت عبر «كمال صليب» مقيم بمركز البياضية بمحافظة الأقصر، عن امتنانه الشديد للدور الذى تقدمه المستشفي تجاه المرضي، مؤكدا أن المعاملة ممتازة ولا توجد أى تفرقة بين المواطنين، والأطباء متميزون ويتمتعون بخبرة وكفاءة فى التعامل مع المرضى بنجاح وامتياز، مشيرًا إلى أن المستشفى مدعمه بالأجهزة الطبية الحديثة والتكنولوجيا المتطورة التي تساهم فى تقديم خدمات علاجية متميزة لجميع المرضى.

وقدم «محمد عدلي»، الشكر للمسئولين على إنشاء مستشفى متخصصة لعلاج السرطان للمساهمة فى إنقاذ العديد من الحالات الطارئة والحرجة التى كانت تعانى فى البحث عن مراكز متخصصة فى هذا المجال لإنقاذها وعدم تعرضها للخطر وإنهاء معاناة قطاع عريض من مرضى محافظة الأقصر وقراها الذين كانوا يضطرون للسفر لتلقى العلاج بمستشفيات القاهرة من أجل إجراء العمليات الجراحية الكبيرة وتلقي العلاج.

شفاء الأورمان قبلة مرضي الأورام في الصعيد

وعبر «ياسر خضرى» أحد المنتفعين بالعلاج في المستشفى، عن تفاؤله بالنهوض بمستوى الخدمة الطبية المقدمة لمرضى الصعيد بإنشاء هذا الصرح الطبي العظيم للتخفيف من أوجاع المرضى وإنهاء معاناة الكثير من الحالات التى تبحث عن العلاج بالمجان بجانب الاستفادة من توافر مجموعة كبيرة من الأطباء المتميزين بشفاء الاورمان مما ساهم فى تقديم خدمات علاجية متميزة لمرضى الأقصر والوجه القبلي.

وأكدت «حنان محمود»، أن شفاء الأورمان تتمتع بأضخم التجهيزات والخبرات الطبية في تخصص علاج الأورام بالإضافة إلى المعامل المتطورة التي تضم كافة آليات تشخيص وعلاج المرض بما تمتلكه من برتوكولات علاجية ودوائية معتمدة عالميا بحيث لا يتحمل المريض أي مبالغ مادية لتصبح جميع الاجراءات العلاجية والدوائية والمعملية بالمجان بنسبة 100 %.

وأشاد «أحمد زكي»، بالتنظيم المتميز، والمعاملة الطيبة من العاملين بالمستشفى، والتي تمثلت في استقبالهم بالابتسامة والصدر الرحب، رغم ضغط العمل الكبير عليهم نتيجة الإقبال الجماهيري على مقر عمل المستشفى، معبرًا عن خالص شكره وتقديره لكل من ساهم في إنشاء هذا الصرح الطبي العظيم، ولا سيما قادة مؤسسة جمعية الأورمان لاهتمامه الكبير بمرضي السرطان في الصعيد، بما يخفف من معاناة الأهالي وآلام المرضى الذين لا يطيقون عناء السفر الطويل.

وتابعت «مريم مختار»، أن مستشفي شفاء الأورمان أصبحت قبلة مرضي السرطان والاورام، يقصدها المرضى من جميع أنحاء الجمهورية وليس الصعيد فقط، وذلك لما تتمتع به من أضخم التجهيزات والخبرات الطبية في تخصص علاج الأورام، بالإضافة إلى المعامل المتطورة التي تضم كافة آليات تشخيص وعلاج المرض بما تمتلكه من برتوكولات علاجية ودوائية معتمدة عالميا بحيث لا يتحمل المريض أي مبالغ مادية لتصبح جميع الاجراءات العلاجية والدوائية والمعملية بالمجان بنسبة 100 %.

خبراء متخصصين في علاج الأورام بالمستشفى

ومن جانبه كشف الدكتور هانى حسين، مدير عام المستشفي، أن المستشفي بها أكبر تجمع للعيادات الخارجية التي تستهدف تشخيص الحالات من خلال خبراء متخصصين في العلاج المتعلق بالأورام السرطانية بالإضافة إلى وجود أقسام كاملة للأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي والإشعاعي والمسح الذرى لعمل الفحوص والتحاليل للمرضى مضيفا أن شفاء الاورمان به تجمع للمعامل المختلفة لتحليل العينات وإعطاء التقارير اللازمة للمرضى لصياغة البرتوكولات العلاجية.

وفي السياق ذاته أوضح محمود فؤاد المدير التنفيذي لمؤسسة الأورمان، أن توجيهات القيادة السياسية بدعم ملف الصحة والخدمات الطبية للمرضى انعكست على حجم الخدمة ومستواها، مشيرًا أن المستشفي توفر أعلى بروتوكول علاجي للمرضى ولا يوجد قوائم انتظار داخل المستشفي للعلاج أو الجراحة أو التحاليل أو الأشعة بالمستشفى، مؤكدًا علي عدم تحمل المريض لاى تكاليف ماديه من أدوية أو مستلزمات، مضيفا أن مستشفي شفاء الاورمان أحد نقاط الكشف المبكر عن أورام الثدي ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي ويقدم الفحص لجميع المرضى.

FB_IMG_1736252902830
FB_IMG_1736252894130
FB_IMG_1736252919558
FB_IMG_1736252909992
Screenshot_٢٠٢٥٠١٠٧-١٥٢٥٠٩_1
Screenshot_٢٠٢٥٠١٠٧-١٥٢٤٤٤_1