رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: سؤال جوهري ومحوري لدولة رئيس الوزراء

الدكتور محمد حمزة
الدكتور محمد حمزة

سؤال جوهري ومحوري لدولة رئيس الوزراء؟ وزارة الإسكان والمرافق تقوم بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار بعدة مشروعات لإعادة إحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية وهذا شئ ضروري ومهم؟  ويذكر السيد وزير الإسكان والسادة رؤساء الأجهزة المعنية بالوزارة ومنها الجهاز المركزي للتعمير  والجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية؟؟أثناء تفقدهم لسير الأعمال ان الغرض  والهدف  من هذه المشروعات هو ترميم المنشآت  الأثرية بالقاهرة الإسلامية والفاطمية لوضعها علي خريطة المزارات السياحية العالمية وتعظيم الاستفادة منها؟

وهذا مهم وضروري غير ان مايعنينا هنا هو أن نلفت الانتباه إلى خطأ كبير  يتمثل في اسم الجهاز أولا وفي اسم المشروع ثانيا؟؟؟؟وهنا يثور تساؤل جوهري ومحوري لرئيس الوزراء فحواه هل هذه المسميات صحيحة؟؟؟

وهل القاهرة عاصمة ج م ع الحبيبة هي قاهرتان  تعرف احداهما بالقاهرة الإسلامية؟ وتعرف الأخرى بالقاهرة الفاطمية؟ وهل هذه المسميات تتفق مع الدستور المصري؟ ومع قوانين الآثار والتراث المعروفة في مصر؟  ومع اليونسكو التي سجلت القاهرة عام 1979م علي قائمة التراث العالمي؟؟؟  ولا هذا الخطأ ينطبق عليه قول من قال 

خطأ مشهور خير من صواب مهجور؟ فيأيها السادة الكرام لاتوجد في العالم غير قاهرة واحدة منذ أن أسسها جوهر الصقلبي عام358هجري/  969م ورغم أنها ضمت  مدنا أخرى مصرية قديمة  ومصرية إسلامية إلا أن اسمها ظل ومايزال علما عليها ولم يتغير مسماها وكذلك ضمت أثار مصرية قديمة ويونانية رومانية ومصرية مسيحية ومصرية إسلامية منذ عصور ماقبل التاريخ وحتي العصر الحديث ومع ذلك  لم يتغير مسماها؟، وبالتالي فإنه من الخطأ الفادح بل والجهل. العلمي أن يوجد جهاز داخل وزارة الإسكان يحمل اسم الجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية؟، والشئ بالشئ يذكر  فإن اسم المشروع والغرض  والهدف منه أيضا يندرج ضمن هذا الإطار الخطأ من حيث التسمية؟ ولذلك يجب تصحيح هذا الخطأ سواء كان الأمر يتعلق بإسم الجهاز؟ أو بإسم المشروع والغرض أو الهدف منه؟ فاسم الجهاز يصبح الجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة التاريخية؟؟؟ واسم المشروع يصبح مشروع أو مشروعات إعادة إحياء القاهرة التاريخية؟؟؟ والهدف أو الغرض من هذا المشروع أو هذه المشروعات يصبح ترميم المنشأت الأثرية المصرية بأحياء القاهرة التاريخية وإعادة إحيائها لوضعها علي خريطةالمزارات السياحية العالمية  وتعظيم الاستفادة منها سواء كانت هذه المنشأت الأثرية هي أثار مصرية قديمة أو مصرية مسيحية أو يهودية أو مصرية إسلامية فكلها أثارا مصرية تعبر عن الهوية المصرية بمراحلها الحضارية المتعاقبة وتنوعاتها الكبري؟؟؟هذا هو العلم؟؟؟ أما ما عاداه فهو جهل؟؟؟ولله در القائل قبل العلم رأس  الجهل وإنصرف وهذا السؤال يوجه كذلك إلى السادة وزراء الثقافة والسياحة والآثار والتعليم العالي والسادة  المسؤولين بتلك الوزرات عن المجالس والقطاعات والمراكز واللجان ومنها المجلس الأعلي للآثار بقطاعاته ولجانه ومركز تسجيل الاثار  والأدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة والقاهرة التاريخية وقطاع المشروعات؟؟؟ والمجلس الأعلي للثقافة ولجانه كالتاريخ والآثار والعمارة؟؟؟والمجلس الأعلي للجامعات وقطاعاته ولجانه ومنها لجنة الاثار والتراث ولجنة الآداب والتاريخ؟؟؟  ويضاف إلى ذلك نوجه إلى هؤلاء جميعا والحكومة كلها والرأي العام   والإعلام سؤال مهم وجوهري وهو هل لمصرنا الحبيبة هوية واحدة؟؟؟أم عدة هويات؟؟؟ وإذا كانت الإجابة نعم هوية واحدة بمراحل حضارية وتنوعات كبري متعاقبة صقلت الشخصية المصرية بأركانها ودعائمها؟

المتحف المصري الكبري

وهنا نتسائل إذا كان ذلك حقيقة تاريخيّة فلماذا الإصرار  علي تفتيت تلك الهوية فنقول في المجلس الأعلي للآثار قطاع الاثار المصرية؟؟وقطاع الاثار الأسلامية والقبطية ؟؟؟ وايضًا اللجنة الدائمة للآثار المصرية؟ واللجنة الدائمة للآثار الأسلامية والقبطية؟؟؟ أليست الاثار الأسلامية والقبطية أثارا  مصريةأيضا؟؟؟  وايضًا تم الاعتراف بوحدة التاريخ المصري والحضارة المصرية والهوية في المتحف القومي للحضارة المصرية بمصر القديمة؟؟؟ وعلي النقيض لم يتم الاعتراف بذلك في المتحف المصري الكبري الذي لايمثل سوي مرحلة حضارية واحدة من مراحل التاريخ المصري والحضارة المصرية القديمة قبل عام332 ق م فأين الهوية في هذا المتحف؟؟؟فإما تضاف اليه قطع وتحف من كافة المراحل الحضارية بتنوعاتها من332 ق م إلي  1953م وبالتالي يكون دالا علي الهوية واسما علي مسمي بحق؟؟؟

أما إذا ظل علي حاله فيجب تغيير اسمه إلى المتحف آلكبير للآثار المصرية القديمة وفي هذه الحالة يكون ايضًا اسما علي مسمي فهو اكبر متحف للحضارة المصرية القديمة في مصر والعالم؟؟؟

ويمتد هذا التغيير ليشمل أقسام التاريخ والآثار بكليات الاداب والآثار بالجامعات المصرية، فلدينا قسم الاثار المصرية وقسم الاثار اليونانية الرومانية وقسم الاثار الأسلامية؟بل ان كلية الآداب جامعة الإسكندرية تضم قسم الاثار المصرية القديمة والإسلامية؟

أليست الاثار الأسلامية في مصر أثارا مصرية ايضًا؟ وبالتالي لا بد ان يتم تغيير الأقسام العلمية لتؤكد علي ذلك فيصبح لدينا قسم الاثار المصرية  لدراسة كل مراحل تاريخ وحضارة مصر كرونولجيا منذ اقدم العصور إلى العصر الحديث  أما أثار الحضارات الاخري المعاصرة للحضارة المصرية بمراحلها المختلفة  وكانت ذات صلة مباشرة أو غير مباشرة بمصر فتفرد لها أقسام ايضًا وهناك رؤي وافكار اخري تدور في هذا الاتجاه وتتمحور حوله وليس هنا مجال للخوض فيها. 

أين السادة وزير التعليم العالي ووزير الثقافة 

 

فأين السادة وزير التعليم العالي  ووزير الثقافة والسادة  رؤساء الجامعات والسيد امين عام المجلس الأعلي للثقافة وأمين عام المجلس الأعلي للجامعات   والسادة. عمداء  كليات الاداب والأثار  والسادة رؤساء أقسام التاريخ والآثار ولجنة الاثار والتراث ولجنة التاريخ والآثار من كل ذلك؟؟؟ وماهي الرؤي والخططالاستراتبجية لتطوير منظومة   علوم التاريخ والآثار المصرية بمختلف مراحلها بما يعزز الهوية المصرية وينميها ويفتح أفاقا جديدا في سوق العمل ويحقق أهداف التنمية ورؤية مصر2030م وما بعدها؟؟؟؟  وبعد احنا مش عايزين مجالس ولجان وألقاب  دون جدوي حقيقية ولكن  وفق رؤي وخطط واستراتيجيات  ومحددات وافكار جديدة خارج الصندوق  تكون بداية جديدة لإنسان مصري جديد في عصر الكوكبة والشملنة والعولمة وفي ظل حروب الجيل الرابع والخامس والتحولات والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية؟؟؟

 ولعل ذلك تكون بداية لقيادات جديدة وفق معايير  موضوعية وخبرات وتخصصات ومهارات وكفاءات ؟؟؟

ولا تنسي أن أرض مصر كلها أثرية سواء ماكان فوق الأرض؟؟؟ أو لا يزال في باطن الأرض؟؟؟ أو أثارا غارقة؟؟؟؟

 وبالتالي كلها اثار مصرية تعبر عن تاريخ واحد متصل وحضارة واحدة متصلة وهوية واحدة بتنوعاتها ومراحلها الحضارية الكبري

ومن ثم لايجوز الفصل بينها أو تفتيتها تحت اي مسمي فعلي الحكومة   ومجلسي الشيوخ والنواب ودولة رئيس 

الوزراء والسادة الوزراء والسادة رؤساء الجامعات  والسادة. عمداء ورؤساء أقسام التاريخ والآثار بكليات الاثار والاداب والسادة أمناء المجالس ومقرري  وأعضاء اللجان  والهيئة الوطنية للإعلام ونقابة الصحفيين مصر وتاريخها وأثارها  وحضارتها وثقافتها  وتراثها  أمانة في اعناقكم فلا تفرطوا فيها ؟؟؟ لا بد من تغيير المسميات الإدارية والعلمية في  المجلس الأعلي للآثار وقطاعاته ولجانه ومتاحفه وكذلك في أقسام التاريخ والآثار  لتؤكد علي خصوصية تاريخ مصر ووحدته عبر كل المراحل والحقب  وأنه لايجوز تفتيتها والفصل بينها ؟؟؟؟

بقلم:

 الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا