بتهمة معاداة السامية.. حملات إسرائيلية للمطالبة بإقالة شيخ الأزهر
مرصد المشيخة: إسرائيل تعتاد اللجوء لخطاب المظلومية لمحو وجهها الدموى الحقيقى
معهد صهيونى: إزاحة «الطيب» من منصبه يحتاج لتغييرات تشريعية.. ونطالب بكبح جماح المؤسسة الدينية
شنت أميرة أورون، سفير إسرائيل بالقاهرة السابقة، حملة شرسة ضد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بغرض النيل منه، موجهة له اتهامات بأنه يعادي السامية وسبب رئيسي في تراجع السلام بمنطقة الشرق الأوسط.
وأثار هجوم سفيرة دولة الاحتلال، ردود أفعال غاضبة في مصر والوطن العربي، ليطالب المصريون بالدفاع عن شيخ الأزهر وترويج تصريحاته ضد الكيان الصهيوني، مؤكدين أن الشعب المصري بأكمله يؤيد ويدعم شيخ الأزهر.
وفي وقت سابق، قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن اليد الإسرائيلية المجرمة سعت في أرضنا العربية فسادًا، فقتلت وخربت واحتلت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة القدرة والتفكير ومجتمع دولي يصمت كالموتى في القبور وقانون دولي لا قيمة له.
حملات ممنهجة
ومن هنا بدأت السفيرة الإسرائيلية السابقة بالقاهرة في الهجوم على شيخ الأزهر، قائلة: «الأزهر الشريف يكن عداء في منتهى القسوة والصعوبة تجاه إسرائيل.. الشيخ أحمد الطيب دائمًا ما يصدر بيانات شديدة اللهجة "تحمل سمات معاداة السامية، والشعب المصري يرى إسرائيل كدولة محتلة تمارس القتل والتدمير والتهجير، وشيخ الأزهر أهم مؤسسة في العالم السني يصدر بيانات عنيفة للغاية ضد إسرائيل تتضمن معادة للسامية».
وزعمت السفيرة التي شغلت منصبها في مصر من الفترة من 23 سبتمبر 2020 حتى عام 2023، أن عداء الأزهر الشريف وشيخه أحمد الطيب لإسرائيل يختلط بسمات معاداة السامية، -على حد زعمها-.
وشهدت الفترة الماضية تدشين حملات إسرائيلية ضد شيخ الأزهر والمؤسسة الأزهرية، برعاية السفيرة الإسرائيلية السابقة، وأصدرت تل أبيب تقريرا زعمت فيه أن الأزهر مؤسسة داعمة للإرهاب.
كشف المخطط
ونشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي مقالا مطولا عن الأزهر بمصر لكل من مايكل باراك الباحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب «ICT»، وأوفير وينتر المحاضر في قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تل أبيب.
وجاء المقال بعنوان «كيف أصبح معقل الاعتدال الديني داعمًا للإرهاب؟»، ونظرا لأهمية مضمونه وخطورة ما ورد فيه من توصيات تتضمن الضغط على القاهرة لإقالة شيخ الأزهر أحمد الطيب.
وذكر المعهد الصهيوني، أن الشيخ أحمد الطيب، يعد الروح الدافعة وراء هذا النهج المتشدد تجاه إسرائيل، وكثيرًا ما يردد رسالة مفادها أن «كل احتلال سوف يختفي عاجلًا أم آجلًا»، أي أن وجود إسرائيل مؤقت ومصيره الدمار.
وأضاف التقرير، أن «الطيب» يحافظ على اتصالات منتظمة ومفتوحة مع قادة حماس، على عكس القيادة المصرية التي تجنبت أي اتصال مباشر مع الحركة منذ سيطرتها على قطاع غزة من السلطة الفلسطينية في عام 2007.
وذكر المعهد، أنه على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة مثل السعودية والإمارات، أن تطالب الحكومة المصرية -التي تعد المصدر الرئيسي لنفوذ وتمويل الأزهر- ببذل جهودها الكاملة لمنع الأزهر من نشر رسائل عدائية، وزيادة التوترات السياسية والدينية، وتشجيع نظريات المؤامرة.
وطالب المعهد القاهرة بإجراء فحص شامل لسياسة الأزهر وشيخه، لأن التطرف الديني يمكن أن يعرض النظام للخطر ويعرض رؤية السيسي الإقليمية للسلام والاستقرار والتنمية للخطر -على حد وصفهم-.
وتابع المعهد: «تتطلب مثل هذه الخطوة تغييرات تشريعية في مصر لإتاحة استبدال الإمام الأكبر للأزهر».
كما طالبت إسرائيل والمنظمات اليهودية وشركائهم في العالم رفع الوعي الدولي بحقيقة فشل الأزهر في الوفاء بالمهمة التي أوكلتها مصر إليه في مكافحة الإرهاب والأيديولوجيات المتطرفة، وبدلًا من ذلك يعزز الخطاب المعادي للسامية ويشجع الكراهية والأنشطة الإرهابية ضد الإسرائيليين.
وأضاف التقرير: «وإلى أن تتغير هذه السياسة، يجب على العناصر الإقليمية والدولية استخلاص النتائج المطلوبة من قبيل إعادة النظر في علاقاتها مع الأزهر وقياداته؛ إعادة النظر في قدرة الأزهر على العمل كشريك موثوق به في الحوار بين الأديان والحرب ضد التطرف الديني؛ وزيادة الرقابة على فروعه في العالم».
وطالب التقرير الجهات الفاعلة المصرية والإقليمية والدولية التي تقدم الدعم المالي للأزهر، بما في ذلك الإمارات، إعادة النظر في مساعداتها للأزهر، كما أن المساعدات الأمريكية المقدمة لمصر لدورها في مكافحة الإرهاب يجب أن تكون مصحوبة بطلب كبح جماح الأزهر.
رد المشيخة
وتصدى مرصد الأزهر، لهجوم سفيرة دولة الاحتلال، في بيان له، قائلًا: «شيخ الأزهر يقف بكلمة الحق والعدل، التي دعا إليها الإسلام وجميع الأديان ليواجه قوات إرهابية تجردت من كل معاني الأخلاق والإنسانية، واستباحت شتى الجرائم الوحشية».
وقال مرصد الأزهر، إن خطاب المظلومية المعتاد الذي يلجأ إليه المنتمون لإسرائيل في كل مناسبة يظهر فيها وجهه الدموي الحقيقي كما هو الحال في العدوان على قطاع غزة ولبنان والذي تجاوز الضحايا فيهما حاجز الـ150 ألفا ما بين شهيد وجريح ومفقود؛ أصبح لا قيمة له أمام بشاعة الجرائم المرتكبة يوميًا ضد الفلسطينيين واللبنانيين.
وشدد المرصد على أنه كلما ضاق الخناق على المحتل المغتصب لأرض فلسطين، اشتدّت اتهاماته للشرفاء؛ لا سيما مع وجود إجماع دولي غير مسبوق على إدانة مسئولين إسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حتى داخل دول حليفة له أعلنت إنفاذ مذكرة الاعتقال حال وصول قادة الإرهاب إلى أراضيها.
وأكد المرصد، أن شيخ الأزهر يقف بكلمة الحق والعدل التي دعا إليها الإسلام وجميع الأديان ليواجه قوات إرهابية تجردت من كل معاني الأخلاق والإنسانية، واستباحت شتى الجرائم الوحشية؛ من قـصف للمستشفيات وتد مير المساجد والكنائس وقـتل الأطفال والنساء ومراسلي الصحف والمواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.