رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة يوضح سبب نعى سيدنا رسول الله ﷺ الخوارج

على جمعة
على جمعة

أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لماذا نعى سيدنا رسول الله ﷺ الخوارج، فما العلة وراء ذلك؟. 

وقال علي جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، إن الخوارج هم قومٌ ملتزمون ظاهريًا، حتى قال فيهم رسول الله ﷺ: «تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم». فهم يصلون أكثر منا، ويصومون أكثر منا، فما مشكلتهم إذًا؟ المشكلة تكمن في ماديّتهم. 

وذكر علي جمعة، أن الخوارج ماديون، والدين الإسلامي مبني على التوحيد الذي يتطلب التجريد، بينما الخوارج يرفضون هذا التجريد. لذلك تجدهم يقفون عند ظاهر النصوص دون القدرة على استنباط معانيها والأخذ من قواعدها. عقولهم تعمل بمنطقٍ ماديٍ بحت، فيلتزمون بحرفية النصوص دون إدراك روحها. 

سمات الخوارج: 

1. الجمود عند الظواهر: لا يقدرون على استنباط المعاني أو فهم المقاصد. 

2. غياب الروحانيات: لا تجد فيهم من يحب الصلاة على النبي ﷺ، أو يدعو بخشوع، أو يتوسل لله من أجل مغفرة، بل يعتبرون ذلك شركًا. 

3. تحريف الأولويات: يهتمون بالتفاصيل الصغيرة كحكم دم الذبابة، بينما يذهبون لقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه بلا وازع. 

وتابع علي جمعة:"رسول الله ﷺ وصفهم بدقة، فقال عنهم: «يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم تراقيهم، طوبى لمن قتلهم وقتلوه»، وقال أيضًا: «من قتلهم كان أولى بالله منهم». 

مشيرا إلى أن هناك حادثة تدل على ماديّتهم:  أثناء مسيرهم لقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، انشغل أحدهم بحكم دم الذبابة، رغم أنهم كانوا في طريقهم لقتل حفيد رسول الله ﷺ! مثل هذه السلوكيات تعكس خللًا كبيرًا في التفكير وقصرًا في الفهم. 

وأكد" جمعة" الدين الإسلامي ليس مجرد أوامر ونواهٍ، بل هو روحٌ وحياة. الجسد مهم، لكن الروح أهم. لا يمكن أن يستقيم الدين بجسدٍ بلا روح، ولا بروحٍ بلا جسد.،لذلك، العيب الأساسي للخوارج هو ماديّتهم التي جعلتهم يقتلون روح الدين. 

 

والمشركون لم يستطيعوا توحيد الله بسبب ماديّتهم. ولو تعلموا شيئًا من التجريد، لتركوا الشرك. كذلك الخوارج، لو فهموا مقاصد الدين وروحه، لابتعدوا عن التطرف والغلو.