د. محمد مهران: الوساطة المصرية أنقذت غزة وأسست لمرحلة جديدة في المنطقة

تحدث الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي الأبعاد الاستراتيجية والقانونية عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن نجاح الدبلوماسية المصرية في إنقاذ القطاع يؤسس لمرحلة جديدة في المنطقة.

د. محمد مهران: الوساطة المصرية أنقذت غزة وأسست لمرحلة جديدة في المنطقة

ولفت مهران، في حوار خاص مع "النبأ" إن مصر نجحت في صياغة معادلة سياسية وإنسانية متكاملة تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وتبادلًا شاملًا للأسرى وتدفقًا واسعًا للمساعدات الإنسانية.

وكشف مهران عن ثلاثة مسارات رئيسية في الاتفاق متمثله في مسار إنساني يضمن إدخال المساعدات وعودة النازحين، ومسار أمني يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية وترتيبات وقف إطلاق النار، ومسار سياسي يؤسس لحوار شامل حول مستقبل القضية الفلسطينية.

كما أشار الخبير القانوني إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تمتد لـ42 يومًا، تمثل الأساس لبناء الثقة بين الأطراف، موضحًا أن مصر استندت في صياغة الاتفاق إلى خبرتها التاريخية في إدارة الأزمات الإقليمية.

وأوضح مهران أن الاتفاق يستند إلى ركائز قانونية صلبة من القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، مشيرًا إلى أن الضمانات الثلاثية من مصر وقطر والولايات المتحدة تمنح الاتفاق قوة تنفيذية غير مسبوقة.

ورصد الخبير الدولي خمسة مكاسب رئيسية يحققها الاتفاق وهي وقف شامل لإطلاق النار لأول مرة منذ بداية الأزمة، وضمانات دولية قوية لتنفيذ جميع بنود الاتفاق، بالإضافة إلى آلية واضحة لتبادل الأسرى والمحتجزين، مع فتح ممرات إنسانية دائمة لإغاثة سكان القطاع، فضلا عن وضع أسس لحل سياسي شامل للقضية الفلسطينية.

وأكد مهران أن نجاح مصر في إدارة المفاوضات يعكس مكانتها المحورية في المنطقة، مشيرًا إلى أن القاهرة نجحت في تحقيق توازن دقيق بين المطالب الإنسانية والاعتبارات الأمنية، مشددا علي أن الاتفاق يمثل نقطة تحول في مسار الأزمة، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم الجهود المصرية لضمان نجاح تنفيذ جميع مراحل الاتفاق.