رئيس التحرير
خالد مهران

هشام زكي يكتب: عذرا للفكر المتطرف

هشام زكي
هشام زكي

عذرا للفكر المتطرف لأننا لا نقرن القول بالعمل.. عذرا للفكر المتطرف لأننا نسن القوانين ولا ننفذها.. عذرا للفكر المتطرف لغياب منظومة عمل تمتلك رؤية واضحة للأمور.

في تصريح لفضيلة الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية نُشر في جريدة اليوم السابع يوم الخميس الموافق ١٦ يناير ٢٠٢٥، قال فيه "إن توقيت صلاة الفجر في مصر صحيح ١٠٠٪؜، وإن الجدل الدائر حول التوقيت الصادق، والتوقيت الكاذب لا أساس له من الصحة، مشيرًا إلى إن الأوقات المحددة والمعلنة عبر وسائل الإعلام صحيحة ومبنية على معايير علمية دقيقة".

وهنا نعود للاعتذار للفكر المتطرف لأننا لم نضع آلية واضحةلوئد  الفتنة وإنهاء حالة الجدل حول مواقيت الصلاة خاصة الفجر، وهو الجدل الدائر في مصر منذ فترة طويلة، ولا يزال قائما.

وهنا نتمنى على الأفاضل القائمين على دار الإفتاء باتساع صدرهم أمام عدد من الأسئلة في مقدمتها ما هي الآلية التي تنفذها دار الإفتاء بالتعاون مع الأزهر  الشريف والجهات المختصة لإنهاء هذا الجدال، وإقناع أصحاب العقول المريضة من المشككين في مواقيت الصلاة بإلتزام الدولة بالمواقيت الصحيحة؟ وما هي الآلية التي تنفذها دار الإفتاء بالتعاون مع الجهات المختصة لإلزام جميع مساجد الجمهورية بمواقيت الصلاة التي حددتها الدولة؟ وهل يوجد جهات رقابية قادرة على الطواف في ربوع في مصر لمراقبة تطبيق مواقيت الصلاة التي أعلنتها الدولة؟ ولماذا لا تطبق وزارة الأوقاف منهجية الخطبة الموحدة التي أثبتت نجاعتها على مواقيت رفع الآذان وتحديد مواقيت الإقامة في كل محافظة من محافظات مصر وفق جغرافية المكان؟ وهل يتوقف الأمر عند الجدل على مواقيت الصلاة أم هناك قضايا أخرى ترتبط برؤية وأهواء ومدى صحة نفوس وعقول القائمين والمسؤلين عن المساجد في مصر؟  ويرتبط التساؤل الأخير بما سرده لي أحد الأصدقاء من إن شيخ المسجد الذي يصلي فيه يسبح عكس التيار، إذ لا يؤمن بالفجر الحقيقي ويناصر فكرة الفجر الكاذب في مخالفة صريحة لرؤية المؤسسة الدينية التي ينتمي إليها، ولا يعترف كذلك بفوائد البنوك بل ويحرمها، الأمر الذي يحدث حالة من البلبلة والجدال بين المصلين.

ورغم حسم الأمر من قبل الدولة؛ وأباحه كل من الأزهر الشريف والمجمع الإسلامي وكبار شيوخنا الأفاضل ومنهم وزير الأوقاف فضيلة الدكتور أسامة الأزهري فوائد البنوك؛ إلا يثير هذا الشيخ الذي يسير عكس التيار الجدل حول أمر من أمور الدين؟ وأمر يتعلق بملايين المودعين من المصريين؟ بالإضافة إلى كثير من الأمور الخلافية الأخرى التي تم حسمها من قبل الأزهر الشريف والمجمع الإسلامي، ومع ذلك لا يزال هذا الشيخ وغيره من الشيوخ يمارسون عملهم تحت أعين وزارة الأوقاف وادارت المساجد التابعة لها والتي تغض البصر عن مثيري الجدل لنظل ندور في دائرة مفرغة وجدال مستمر يعزز الفكر الديني المتطرف لدى أجيال وأجيال من الشباب.