أول تحرك من «النواب» بشأن واقعة الاعتداء على طالبة بإحدى المدارس الخاصة
في تحرك سرع من جانب مجلس النواب تجاه واقعة الاعتداء على طالبة بإحدى المدارس الخاصة الدولية، تقدّم النائب كريم السادات بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بشأن ضرورة إدراج مادة توعية أخلاقية ضمن المناهج الدراسية، تستهدف تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية لدى الطلاب.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن إدراج مادة توعية أخلاقية في المناهج الدراسية أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات الأخلاقية التي تواجه المجتمع، وخاصة بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها بعض المدارس الخاصة الدولية بالتجمع، بتزايد حدة العنف والتدهور الأخلاقي للطلاب، لافتا إلى أن التربية الأخلاقية ليست فقط مسؤولية الأسرة، بل هي جزء لا يتجزأ من دور المدرسة في بناء جيل واع قادر على التمييز بين الصواب والخطأ.
الوعي الأخلاقي بين الطلاب
وأضاف السادات عضو مجلس النواب، أن الأحداث الأخيرة، مثل واقعة الاعتداء على طالبة بإحدى المدارس الخاصة الدولية، تعكس الحاجة الماسة لتعزيز الوعي الأخلاقي بين الطلاب، مشيرا إلى أن غياب هذا النوع من التوعية يسهم في تفاقم مثل هذه الحوادث، وأن تدريس مادة تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية سيسهم بشكل كبير في خلق بيئة تعليمية صحية، ويساعد في الحد من السلوكيات السلبية مثل التنمر والعنف.
وطالب وزير التربية والتعليم بسرعة اتخاذ خطوات فعلية لإدراج هذه المادة، مشددا على أن المجتمع ينتظر قرارات جريئة لحماية أبنائه وتعزيز منظومة القيم داخل المدارس، مؤكدا أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الأجيال القادمة، وأن غرس الأخلاق والقيم منذ الصغر هو الضمانة الحقيقة لمستقبل أفضل لأبنائنا وللمجتمع.
وكانت قد شهت الأيام الماضية واقعة هزّت الرأي العام وأثارت الجدل حول مستوى الأمان داخل المؤسسات التعليمية، تعرضت الطالبة كرمه أحمد، البالغة من العمر 13 عامًا، للاعتداء بالضرب من قبل ثلاث زميلات داخل ممر إحدى المدارس الدولية الشهيرة بالتجمع الخامس، فالحادثة لم تكن عادية، وكشف الكثير من المخالفات التي تحدث بين الطلاب داخل المدارس.
اعتداء في وضح النهار
في أحد أيام الدراسة العادية، وبينما كانت الطالبة كرمة تسير متجهة نحو حافلتها المدرسية، تفاجأت بإحدى زميلاتها تعترض طريقها وتبدأ بمضايقتها لفظيًا. سريعًا، تطور الأمر إلى اعتداء بدني عنيف، حيث قامت الفتاة وزميلتان أخريان بضربها على رأسها ووجهها. الحادثة انتهت بفقدان كرمة الوعي، ليتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى.
التقرير الطبي لم يكن أقل صدمة من الواقعة نفسها؛ إذ أكد إصابة كرمة بكسر في الأنف وكدمات متفرقة في الرأس، ما استدعى التدخل الطبي العاجل.
أقوال الطالبة كرمه
استمعت نيابة القاهرة الجديدة، إلى أقوال الطالبة كرمه المجني عليها في واقعة التعدي عليها داخل مدرسة شهيرة بالتجمع، واتهمت الطالبة التي حضرت إلى النيابة على كرسى متحرك مع والدها، الفتيات الثلاثة بالتنمر عليها والتعدي عليها داخل المدرسة.
أقوال الطالبة المتهمة
ظهرت الطالبة المتهمة بالاعتداء على زميلتها "كرمه" في مدرسة بالتجمع، وكشفت أنها تعرضت هي أيضا للاعتداء والسب من الطالبة المجني عليها، مستطردة: "أنا اتعرضت للاعتداء واتضربت وكنت رايحة أعمل محضر هما قالولي نتصالح، أنا مستقبلي ضاع أنا كنت من الأوائل وعمي أول ما عرف بالقضية مات ومعرفتش أروح الدفنة، أنا مظلومة وليا حق".
تحقيقات النيابة
تم استجواب الطالبات الثلاث المتهمات، اللاتي لم ينكرن التهم المنسوبة إليهن، مؤكدات أن الاعتداء جاء كرد فعل على “استفزازات” سابقة من كرمة، وفق ادعائهن.
لكن فيديو الواقعة، الذي صوره بعض الطلاب وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، كان دليلًا قاطعًا يدينهن، بناءً عليه، قررت النيابة إخلاء سبيلهن بضمان مالي، مع استمرار التحقيقات لضمان العدالة.
إجراءات حاسمة من المدرسة والوزارة
في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت إدارة المدرسة فصل الطالبات المتورطات في الاعتداء، وتحويل ملفاتهن إلى لجنة الحماية المدرسية، كما أصدرت قرارات صارمة بمعاقبة الطلاب الذين قاموا بتصوير الحادثة وتداولها بدلًا من التدخل لوقف الاعتداء.
وزارة التربية والتعليم لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث قررت وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري، وشكّلت لجنة تحقيق لمراجعة سياسات المدرسة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.