تطوير أم إفلاس.. لغز سيطرة مسلسلات الـ15حلقة على دراما رمضان
![أكرم حسني](images/no.jpg)
شهدت الدراما المصرية تحولًا ملحوظًا في أسلوب الإنتاج، في السنوات الأخيرة بعدما تزايدت الأعمال التي تعتمد على صيغة المسلسلات المكونة من 15 حلقة فقط.
هذا التحول أثار تساؤلات عديدة بين النقاد والجمهور، هل يمثل هذا التوجه ابتكارًا فنيًا يعكس تطور الصناعة وفهمًا جديدًا لاحتياجات الجمهور؟، أم أن هذا التحول ما هو إلا هروب من التحديات الفنية التي تفرضها الأعمال ذات الحلقات الطويلة؟.
ومع اقتراب موسم رمضان 2025، تزداد الأعمال الفنية التي تعتمد على هذا النموذج القصير، إذ أصبح واضحًا أن العديد من صناع الدراما يفضلون تقديم مسلسلات مكونة من 15 حلقة فقط.
ومن أبرز الأعمال التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا ضمن هذا النوع: مسلسل "أشغال شقة"، "الصفارة"، و"بابا جه"، حيث أثارت إعجاب المشاهدين وأصبحت محط أنظار النقاد.
ودفع هذا النجاح العديد من النجوم الكبار إلى خوض تجربة هذه الصيغة، مما ساهم في تحول تدريجي في سوق الإنتاج الدرامي المصري.
المسلسلات المنتظرة
مع قدوم رمضان 2025، يزداد عدد المسلسلات التي تعتمد على الـ15 حلقة، ومن أبرز هذه الأعمال: مسلسل "الكابتن" للفنان أكرم حسني،، وكذلك الجزء الثاني من مسلسل "جودر" لياسر جلال، و"الغاوي" لأحمد مكي.
كما سيعود محمد هنيدي للدراما التلفزيونية من خلال مسلسل "شهادة معاملة أطفال"، بالإضافة إلى الجزء الثاني من "أشغال شقة" مع هشام ماجد، الذي حقق نجاحًا ساحقًا في جزئه الأول.
ابتكار أم إفلاس؟
ويرى العديد من النقاد في هذه الظاهرة تطورًا إيجابيًا للدراما المصرية، حسبما قال الناقد الفني أمين خيرالله، إن مسلسلات الـ15 حلقة أفضل من مسلسلات الـ30 حلقة، لأن أغلب مسلسلاتنا لا تحتمل هذا الامتداد، معقبًا: «بيبقى فيها مط كبير جدًا، كلنا بنلمسه، وحتى أحيانًا مسلسلات الـ15 حلقة أيضا بها مط، لكن في النهاية بيكون أقل مقارنة بالـ30 حلقة».
وأوضح «خيرالله»، أن النجاحات التي حدثت مع مسلسلات الـ15 حلقة خلال السنين الماضية جعلت الناس تتجه لها، وأصبحت موضة، متابعًا: «مثلًا مسلسل "أشغال شقة" نجح جدًا، ومسلسل "بابا جيه" نجح برضه، فقالوا: خلاص نجرب ده. رغم أن التكلفة الإجمالية للـ15 حلقة قد تكون أكبر، لأنك بتبني ديكور وكل حاجة على 15 حلقة غير تحميله على 30، لكن الجمهور بقى يميل لها أكتر».خالد" الذي لم يحقق نفس النجاح الجماهيري بعد مسلسل "أشغال شقة".
واستكمل: «وأحيانًا القنوات ترتكب أخطاء في ترتيب عرض المسلسلات، حيث عرض مسلسل "الصفارة" لأحمد أمين قبل عامين، وتعلقنا به جدًا، وبعد انتهاء المسلسل مباشرة عُرض مسلسل درامي "تحت الوصاية "ما جعل الجمهور يشعر بخلخلة كبيرة في المزاج بسبب اختلاف النوعين».
وأضاف عن الكوميديا في رمضان: «كان فيه مشكلة في السنوات الأخيرة، خاصة في رمضان قبل الماضي قبل عرض مسلسل "الصفار لأحمد أمين"، حيث كانت هناك ندرة في الأعمال الكوميدية، بيبقى فيه حوالي 25-26 مسلسلًا، ولو منهم 6 فقط كوميديين، بيبقى العدد قليل، يعني المفروض يكون في نسبة أكبر من الكوميديا في رمضان».
وتابع: «الـ15 حلقة أفضل لأنه غالبًا لا يوجد كاتب يستطيع أن يعطيك 30 حلقة، دون شعور بالملل».
وعن الموسم الدرامي الماضي وتوقعاته للموسم الجديد، قال: «الموسم الماضي كان مفاجئًا جدًا. مثلًا، مسلسل "مسار إجباري" كان من أفضل الأعمال، وكذلك أشغال شقة لهشام ماحد في الكوميديا كان مفاجئًا بشكل كبير».
وفيما يخص الفنان محمد هنيدي، ذكر خيرالله: «آخر حاجة درامية عملها محمد هنيدي كانت "أرض النفاق" مع العدل جروب، ورغم أنه كان مسلسل حلو جدًا، إلا أنه لم يُشاهد جيدًا لأنه يعُرض على قناة سعودية جديدة ولم يُعرض على قناة مصرية».
وأضاف أنه يعتقد أن «هنيدي» توجه للتلفزيون لأنه يناسب مرحلة عمرية معينة ويحتاج لتغيير أسلوبه.
جودة قليلة ونجاحات نادرة
من جانبه، قال الناقد الفني محمد شوقي، إن الأعمال الدرامية التي تتكون من 15 حلقة هي أعمال جميلة جدًا، وإذا تذكرنا، في فترة من الفترات لم تكن هناك أعمال درامية إلا بتلك الحلقات، حيث كانت المسلسلات في الماضي تتراوح بين 10 و13 و15 حلقة.
وأضاف: «أما مسلسلات الـ30 حلقة فكانت نادرة، وكانت تقتصر عادة على المسلسلات التاريخية والدينية، أول من بدأ في إنتاج المسلسلات ذات الحلقات الكبيرة (30 حلقة وأكثر) كان أسامة أنور عكاشة، وذلك من خلال أعماله مثل "أبواب المدينة"، ثم "الشهد والدموع"، وبعدها "ليالي الحلمية"، وهكذا، ومن ثم بدأت موجة كبيرة جدًا من المسلسلات التي استمرت حتى اليوم، وكان بعضها يتجاوز الـ30 حلقة».
وتابع: «لكن من وجهة نظري، فإن مسلسلات الـ15 حلقة هي الأفضل، لأنه عندما تشاهد مسلسلات الـ30 حلقة في الوقت الحالي، ستجد أن معظمها مليء بالحشو، وأن أغلب أحداثها لا علاقة لها بالقصة الرئيسية، بل هي مجرد محاولة لملء الحلقات. وأنا من أنصار المسلسلات القصيرة؛ فكلما كانت الحلقات أقل، كان المسلسل أفضل وأقوى. بدليل أن 90% من المسلسلات التي تم إنتاجها مؤخرًا من 15 حلقة كانت ناجحة ومميزة، ولم يُثار حولها أي جدل.
واستكمل حديثه قائلًا: «أما المسلسلات ذات الـ30 حلقة فقد أصبحت أقل جودة، وحتى إذا كانت هناك قصة أو سيناريو يسمح بذلك، فهو أمر نادر، أنا أؤيد أن يكون المسلسل قصيرًا، وأفضل أن يتراوح عدد حلقاته بين 10 حلقات، كلما كانت الحلقات أقل، كلما كانت القصة أعمق وأصدق، وأقرب إلى الجمهور. ولكن الأهم من ذلك هو أن يكون العمل كاملًا، بمعنى أن تكون الفكرة والإخراج والأداء متكاملين».
وأوضح أنه فربما يكون المسلسل المكون من 15 حلقة ذو فكرة جيدة، ولكن إذا لم يُخرج بشكل جيد أو لم يُنتج بطريقة مناسبة، فإن النجاح لن يكون حليفًا له، متابعا: «المهم هو جودة العمل بشكل عام».
وأشار «شوقي»، إلى أن العمل الدرامي الجيد يفرض نفسه حتى إذا تم عرضه في وقت غير مناسب، خاصة في عصر السوشيال ميديا، فإذا تم عرض المسلسل بعد الفجر وكان جيدًا، فسوف يشاهده الجمهور وتحظى مشاهدته بالنجاح، أما إذا عُرض في وقت الذروة وكان ضعيفًا، فسيتم انتقاده.
واستطرد: «العمل الناجح بيفرض نفسه حتى لو وسط مليون أخر».
توقعات الجمهور والمسلسلات المنتظرة
وبخصوص الأعمال المتوقعة نجاحها قال «شوقي»: «أشعر أن أحمد مكي سيقدم شيئًا جيدًا، سواء كان في مسلسلات من 15 حلقة أو 30 حلقة، لأنه يحتاج إلى التغيير والتطور، والابتعاد عن شخصية الكبير أوي».
![904](/Upload/libfiles/67/7/239.jpg)
![900](/Upload/libfiles/67/7/240.jpg)