تعرف على أخر استعدادات "الأوقاف" للاحتفال بالنصف من شعبان
قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنابة الدكتور إبراهيم صابر خليل، محافظ القاهرة، لحضور الاحتفال الرسمى الذى تقيمه وزارة الأوقاف بمناسبة ليلة النصف من شعبان، وذكرى تحويل القبلة، وذلك بمسجد مصر الكبير ومركزها الثقافى الإسلامى بالعاصمة الإدارية الجديدة عقب صلاة المغرب، اليوم الخميس 13 من فبراير 2025م الموافق 14 من شعبان 1446ه.
من جانبها، وجهت وزارة الأوقاف الدعوة للإعلاميين والصحفيين الراغبين فى تغطية احتفال الوزارة بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة، للحضور يوم الخميس 13 من فبراير 2025 م قبل المغرب بنصف ساعة على الأقل بمسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة بعد أن تقرر ضم المسجد لوزارة الأوقاف
على الجانب الاخر أشار الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن الله سبحانه وتعالى أرسل نبيه؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ضلالة المتاهات إلى نور الحقيقة.
ماذا يحدث في النصف من شعبان ؟
وأفصح «علي جمعة» عن سؤال: ماذا يحدث في النصف من شعبان ؟، أنه بيَّن لنا -صلى الله عليه وسلم - أن بعض الأماكن أفضل من بعض، بيَّن لنا أن مساجد الله في الأرض إنما هي بيوته.
ولفت أن هذه المساجد يذكر فيها اسم الله وحده جل شأنه، وأنها مكان لتلقي العلم، وأنها مكان للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، وأنها مكان للخلوة مع الله سبحانه وتعالى ومناجاته، وأنها مكان للصلاة نسجد فيها لربنا سبحانه وتعالى، ففضلت على سائر الأماكن.
كما نوه أنه عز وجل فضل بعض الأزمان على بعض، ومن هذه الليالي الفضلى ليلة النصف من شعبان، حينما تقرر فيها الاستجابة لمناجاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، فقال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.
ولفت إلى أن الله استجاب له فوجهه إلى محل نظر الله، إلى الكعبة المشرفة، إلى المقصودة، إلى البيت الذي أرشد الله إليه الملائكة، وأرشد إليه آدم، وأرشد إليه إبراهيم، حتى يختم أنبيائه بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، في هذه الليلة، فرق الله فيها بين عصر وعصر، وبين مرحلة ومرحلة، فدخل المسلمون مرحلة جديدة في حياتهم، فتراهم بعد ما هداهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بإذن ربه إلى صراط مستقيم يقدرون هذه الليلة.
واستشهد علي جمعة بما قال علي بن طالب رضي الله تعالى عنه فيما يرويه عن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «إن الله سبحانه وتعالى لينزل في هذه الليلة فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مسترزق فأرزقه؟ هل من طالب فأعطيه؟».
وأضاف جمعة قائلا: وهكذا رواية ابن ماجه كلها بالرفع، هناك رواية: «فأغفَر له، فأرزقَه، فأعطيه»، والفرق بينهما أن الفاء في حالة الرفع للعطف، وفي حالة النصب للسببية، ومعنى هذا أن الله سبحانه وتعالى سيرزقك، ويغفر لك، ويعطيك، وليس هذا بسبب حولك وقوتك وسؤالك؛ وإنما هو من فضله وحده، سبحانه وتعالى، فلا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز العرش، كما في البخاري عن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم -.
دعاء ليلة النصف من شعبان
وورد أن ليلة النصف من شعبان يستجاب فيها الدعاء، فالله سبحانه وتعالى ينزل في ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا من غروب الشمس ويقول ألا من مستغفر فأغفر له"، وروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب» رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وبين علي جمعة أن معنى النزول هو نزول أمره ورحمته فالله منزه عن الجسمية والحلول، فالمعني على ما ذكره أهل الحق نور رحمته، ومزيد لطفه على العباد وإجابة دعوتهم وقبول معذرتهم: فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وخص شعر غنم كلب لأنه لم يكن في العرب أكثر غنما منهم.
حديث عن ليلة النصف من شهر شعبان
وجاء عن شهر شعبان أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فيستحب أن يرفع عمل العبد وهو صائم، ومن الله سبحانه في هذا الشهر المبارك على الأمة فجعل فيه ليلة مباركة ألا وهي ليلة النصف من شهر شعبان، ومن الأحاديث الصحيحة الثابتة ما جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن» وهذا الحديث رواه الطبراني في المعجم الكبير وفي الأوسط وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «ورجاله ثقات» ورواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في شعب الإيمان وهو حديث صحيح جاء عن عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يثبت فضل هذه الليلة المباركة وهو بمفرده حجة في فضلها.
مشاهد ليلة النصف من شهر شعبان
وقد ورد أن الله تعالى يطلع في ليلة النصف من شعبان على عباده، ويغفر الله عز وجل فيها للمستغفرين، ويرحم الله تبارك وتعالى بفضله وكرمه وجوده لمن يطلبون عفوه ورحمته، وهي ليلة لها مكانة عند الله تبارك وتعالى، ففي ليلة النصف من شعبان ورد عن أم المؤمنين عَائِشَةَ –رضي الله تعالى عنها - قالت: «فَقَدْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فإذا هو بِالْبَقِيعِ فقال: أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ الله عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ.
قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ إني ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فقال: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شَعْبَانَ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ من عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ»، وهذا فيه دلالة على العدد الكبير الذي ينعم بعفو الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة، وقد خص شعر غنم كلب لأنه لم يكن في العرب أكثر غنما منهم.
وعن علي بن أبي طالب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَتَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِيهَا غُرُوبَ الشَّمْسِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: "أَلا مُسْتَغْفِرٌ فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ". رواه عبدالرزاق في المصنف وابن ماجه والبيهقي في شعب الإيمان.
كما ورد في فضل ليلة النصف من شهر شعبان ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: هذه ليلة النصف من شعبان: ان الله عز وجل يطلع علي عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم رواه الدارقطني والبيهقي.