رئيس التحرير
خالد مهران

البداية من بورسعيد.. خطة الدولة لتطبيق التحول الرقمى باستخدام «الكارت الموحد»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة التأمين الصحي الشامل، كارت الخدمات الحكومية أو ما يسمى بـ«الكارت الموحد» في محافظة بورسعيد، وهو كارت يجمع كمرحلة أولى بين مجموعة من الخدمات الحكومية في كارت واحد ومنها: «الخدمات التموينية وتشمل صرف السلع التموينية وبدل نقاط الخبز وكذلك الخبز المدعم، والتأمين الصحي الشامل، والدفع الإلكتروني».

وأكدت الحكومة، في تصريحات سابقة، أنه تم اختيار محافظة بورسعيد كنموذج تجريبي لتطبيق الكارت الموحد في بورسعيد أولا ثم تعميمه في باقي المحافظات فيما بعد تباعًا، وذلك في إطار حرصها الدائم على تخفيف العبء عن كاهل المواطن، وبناء اقتصاد رقمي تماشيا مع ر ؤية مصر 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ووفقا لتصريحات الدكتور شريف فاروق، وزير التموين، فإنه يستمر العمل بالبطاقات التموينية دون إلغاء، مع انتظام صرف المقررات التموينية والخبز المدعم من خلالها عبر مختلف المنافذ التموينية، وبعد تطبيق منظومة «الكارت الموحد» محافظة بورسعيد فقط، سيتم استخدامه في صرف المقررات التموينية والخبز، إلى جانب سريان البطاقات التموينية كالمعتاد لمن لم يحصل على الكارت الجديد.

وأضاف «فاروق»، أن الكارت الموحد ليس بديلًا شاملًا لبطاقات التموين في جميع المحافظات حتى الآن، حيث إنه تم البدء في تطبيق المنظومة الجديدة بمحافظة بورسعيد أولًا، ومن المتوقع تعميمها في باقي المحافظات تباعًا.

تسهيل الإجراءات

وفي السياق، أوضح الدكتور خالد العطار، نائب وزير الاتصالات، أن الكارت الموحد يتيح للمواطنين العديد من الخدمات مثل التموين، التأمين الصحي، وخدمات المدفوعات، وقد تم تصميمه وفقًا للمقاييس العالمية بهدف تسهيل الإجراءات وتوفير الوقت والجهد للمواطنين في الحصول على الخدمات الحكومية.

وأوضح «العطار» أن الكارت يرتبط برقم حساب بريدي يتيح إرسال واستقبال الأموال بين المواطنين، كما يتم دمجه ضمن قاعدة البيانات الحكومية.

وأضاف أن الكارت سيُمنح لكل فرد من أفراد الأسرة وليس لرب الأسرة فقط، وسيتم تحديث بيانات بطاقة التموين إلكترونيًا لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، وفي حال زواج الفتاة، سيظهر ذلك على النظام وسيتم ضمها إلى بطاقة زوجها.

وأشار إلى أن التجربة الحالية مقتصرة على محافظة بورسعيد، حيث تم إصدار 500 كارت موحد للمواطنين، ومن المتوقع توسيعها لتشمل باقي المحافظات لاحقًا.

وأكد أن الكارت يسهل وصول الدولة إلى المواطنين لتقديم المساعدات المالية، كما يحتوي على بصمة وجه المواطن، وهو مرتبط بالرقم القومي والهاتف المحمول لتحديث البيانات وإرسال المعلومات بشكل مباشر.

عملية التموين مستمرة 

وفي سياق متصل، قالت إيمان صقر، رئيسة إحدى مكاتب التموين النموذجي، إن الكارت الموحد الجديد لن يحمل أي رسوم على المواطن، كما أنه يضمن صرف جميع السلع والخدمات الحكومية.

وأضافت أنه يوجد في مصر 23 مليون بطاقة تموين، يستفيد منها 64 مليون شخص، وأن ما تم تداوله بشأن إلغاء بطاقة التموين واستبدالها بالكارت الموحد غير دقيق، مؤكدة أن الكارت الموحد لن يقتصر على التموين فقط، بل سيتضمن العديد من الخدمات الحكومية الأخرى في إطار التعاون بين الوزارات.

وأوضحت أنه سيتم تطبيق الكارت الموحد في محافظة بورسعيد بشكل اختياري للمواطنين، حيث سيختار المواطنون إما الحصول على الكارت الموحد أو الاحتفاظ ببطاقة التموين. 

كما أكدت أن الشائعات المتعلقة بإلغاء بطاقات التموين لا أساس لها من الصحة، مشيرة إلى أن النظام التمويني سيظل كما هو، وأن الكارت الذكي في مرحلة التجربة حاليًا في بورسعيد فقط.

وأضافت أن عملية التموين مستمرة دون أي إجراءات لإلغائه حتى اكتمال تجربة الكارت الذكي، لافتة إلى أنه تم طباعة نصف مليون كارت حتى الآن، والذي يحتوي على معلومات الأسرة، ويمكن للمواطنين من خلاله الحصول على خدمات بريدية وتموينية وصحية، وعند اكتمال المنظومة، سيتم تعميم الكارت على جميع محافظات الجمهورية.

وأفادت رئيسة إحدى مكاتب التموين النموذجي بأن تطبيق التجربة في بورسعيد جاء نظرًا لأنها أول محافظة مكتملة الرقمنة، موضحة أن الكارت يحمل مستوى أمنيًا عاليًا، مما يجعله محصنًا ضد الاختراق أو العبث. 

مميزات وعيوب الكارت الموحد

وفي السياق ذاته، قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي ومدير مركز الغد للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، إن الكارت الموحد في مصر وسيلة تهدف إلى تسهيل العديد من الخدمات الحكومية والمالية المختلفة للمواطنين من خلال تسهيل الوصول للخدمات، وتحسين الكفاءة مما يساعد على تقليل الإجراءات الورقية وزيادة كفاءة العمل الحكومي، وزيادة الشفافية يساهم في تقليل الفساد من خلال توثيق المعاملات.

وأضاف «خضر»، أن من أهم مميزات الكارت الموحد سهولة الاستخدام حيث أنه يمكن استخدامه في العديد من الخدمات مثل النقل، التعليم، والصحة، وتوفير الوقت مما يقلل من الوقت المستغرق في الإجراءات الإدارية، وتوفير البيانات حيث أنه يجمع معلومات المواطنين في مكان واحد، مما يسهل تقديم الخدمات.

وتابع أن عيوب الكارت الموحد تتضمن التقنية قد يواجه بعض المواطنين صعوبة في استخدام التكنولوجيا، والأمان هناك مخاوف بشأن حماية البيانات الشخصية، والبنية التحتية تحتاج بعض المناطق إلى تحسين البنية التحتية لتدعيم استخدام الكارت.

وأشار إلى أنه تم تطبيق الكارت الموحد في محافظة بورسعيد كنموذج تجريبي، ومن المتوقع أن يتم تعميمه في باقي المحافظات في المستقبل القريب، ولم يتم تحديد موعد دقيق لذلك.

وأكد أن الكارت الموحد يسهم في تعزيز الأنشطة الاقتصادية من خلال تحسين بيئة الأعمال وتسهيل المعاملات، والتكامل بين القطاعات يعزز التكامل بين مختلف الهيئات الحكومية، مما يسهل تبادل المعلومات والخدمات.