الوقوف لفترات طويلة يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة

يمكن أن يؤدي الوقوف لفترات طويلة إلى آلام أسفل الظهر والتعب وآلام العضلات وتورم الساق، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية ومضاعفات الحمل، وفقًا لمراجعة أجراها المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية. 

وخلص الباحثون إلى أن الحركة، سواء المشي أو التحول من وضع الوقوف إلى وضع الجلوس أو الانحناء، تبدو أفضل طريقة للحد من هذه المخاطر الصحية من الوقوف لفترات طويلة.

يمكن أن يؤدي الوقوف على القدمين لفترة طويلة أيضًا إلى قصور وريدي مزمن، وهو مرض تؤثر فيه الأوردة التالفة على الدورة الدموية.

ويوصي الخبراء بتجربة تقنيات تقليل التعب مثل وضع قدم واحدة بالتناوب على مسند للقدمين، واستخدام حصائر مضادة للتعب، واستخدام كرسي الجلوس والوقوف وارتداء أحذية داعمة.

الحق في الجلوس

تتطلب العديد من الوظائف إلى جانب التمريض الوقوف لفترات طويلة، فموظفو المبيعات في المتاجر الكبرى، ومصففو الشعر، والجراحون، وطهاة المطاعم، وعمال المطارات هم مجرد بعض الأشخاص الذين يؤدون أدوارهم على أقدامهم، حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد على الركبتين.

حماية الجلوس

في مطلع القرن العشرين، كانت لدى معظم الولايات في الولايات المتحدة قوانين تتطلب جلوس العاملات، فالنساء كن يدخلن سوق العمل بشكل متزايد، وكان هناك خوف من أنه إذا كانت وظائفهن مرهقة جسديًا للغاية، فقد لا يحملن.

فكان يُنظر إلى النساء على أنهن "أمهات الجنس البشري، وبالتالي يتعين علينا حماية الأمومة. كانت لدى كل ولاية تقريبًا قوانين، لكنها لم تكن تُنفذ".

وتم إلغاء هذه القوانين بمرور الوقت لأنها كانت تنطبق على النساء فقط، فأحد الأسباب هو أن الحركة النسائية كانت تطالب بالمساواة في الحقوق، وليس المعاملة الخاصة.

كانت الحركات العمالية في بلدان أخرى أكثر نجاحًا في وضع متطلبات بشأن الجلوس، حيث كانت حركة المتاجر الإنجليزية أقوى بكثير وكان عدد الرجال فيها أكبر من الولايات المتحدة.

وفي عام 1964، تبنت منظمة العمل الدولية، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، معايير مكان العمل التي تلزم أصحاب العمل بتوفير مقاعد كافية ومناسبة، فضلًا عن الفرص المعقولة للعمال لاستخدامها. وصادقت أكثر من 50 دولة على الاتفاقية.

واليوم، تعد كاليفورنيا وفلوريدا وماساتشوستس ومونتانا ونيوجيرسي وأوريجون وويسكونسن من بين الولايات التي لديها قوانين "الحق في الجلوس" التي تلزم أصحاب العمل بتوفير مقاعد مناسبة لجميع العمال، بغض النظر عن الجنس.