انتخابات جرينلاند يفوز بها المنادون بـ "الاستقلال" في مواجهة تهديدات ترامب

في تطور انتخابي غير متوقع، حقق حزب الديمقراطيين الوسطي المطالب بالاستقلال عن الدنمارك انتصارًا كبيرًا في الانتخابات البرلمانية في جرينلاند، مما أدى إلى خسارة رئيس الوزراء موتي إيجيدي وحزبه "إنويت أتاكاتيجييت" للسلطة، وفقًا لما ذكرته قناة "فوكس نيوز" الأمريكية.
أقيمت هذه الانتخابات في ظل تصاعد النقاشات حول استقلال الإقليم عن الدنمارك، ويعزى جزء من هذا الجدل إلى تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي أعادت إحياء موضوع ضم جرينلاند إلى الولايات المتحدة.
عبر زعيم الحزب الفائز، ينس فريدريك نيلسن، عن رغبة المواطنين في التغيير، حيث قال لـ "رويترز": "نريد تعزيز الاقتصاد من خلال الأعمال التجارية لتمويل الرفاهية الاجتماعية". وأكد أن حزبه يسعى لتحقيق الاستقلال بشكل مدروس وليس بشكل متعجل.
أفادت نتائج الانتخابات بأن أربعة من الأحزاب الخمسة الرئيسية، بما في ذلك حزب الديمقراطيين وحزب ناليراق، تدعم الاستقلال عن الدنمارك لكنها تختلف في وتيرة تحقيق ذلك. على الرغم من تمتع جرينلاند بالحكم الذاتي داخل مملكة الدنمارك، فقد أثارت الاهتمام الجديد لترامب بالجزيرة النقاشات حول الانفصال الكامل.
وعلّق موتي إيجيدي على الانتخابات عبر "فيسبوك" محترمًا إرادة الناخبين، مشيرًا إلى استعداد الأحزاب السياسية للتفاوض بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.
من جهته، هنأ وزير الدفاع الدنماركي، ترولز لوند بولسن، حزب الديمقراطيين على فوزه، لكنه حذر من أن جرينلاند قد تواجه "ضغوطًا هائلة" من ترامب في المستقبل، مؤكدًا أن مستقبل الجزيرة ينبغي أن يحدد بواسطة شعبها وحكومتها، وليس من قبل أي جهة خارجية.
شهد حزب الديمقراطيين زيادة ملحوظة في شعبيته، حيث حصل على نحو 30% من الأصوات مقارنة بـ9% في انتخابات 2021، وفقًا للتلفزيون الوطني في جرينلاند.
في وقت سابق من الشهر الجاري، تناول ترامب موضوع جرينلاند مجددًا خلال خطاب له أمام الكونغرس الأمريكي، حيث قال: "ندعم حقكم في تحديد مستقبلكم، وإذا اخترتم ذلك، فنحن نرحب بانضمامكم إلى الولايات المتحدة". وأضاف وسط ضحكات الحضور: "نحن بحاجة إلى جرينلاند للأمن القومي والدولي، وسنعمل مع الجميع لتحقيق ذلك".
وفي يناير الماضي، أكدت رئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، خلال مكالمة مع ترامب أن القرار بشأن مستقبل جرينلاند يعود إلى شعبها. كما خلفت تصريحاته في 2019 حول رغبته في شراء الجزيرة توترًا في العلاقات مع الدنمارك، مما أدى إلى إلغاء ترامب زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى كوبنهاجن.