مهمة جديدة لعلماء الفلك للبحث عن حياة خارج الأرض

يريد العلماء مهمة جديدة للبحث عن حياة خارج الأرض والنظام الشمسي، حيث سوف ترسل مهمة "مقياس التداخل الكبير للكواكب الخارجية" الدولية التابعة للجامعة السويسرية ETH زيورخ، تلسكوبات لدراسة تنوع العوالم الأخرى.
وستدرس مهمة "لايف" (LIFE) أجواء عشرات الكواكب الخارجية التي تتشابه في درجة الحرارة ونصف القطر والكتلة مع الأرض، بحثًا عن دلائل على وجود الماء والأكسجين، وبالتالي حياة خارج الأرض.
ومن ثم اكتشافًا إيجابيًا واحدًا سيغير كل شيء، ولكن حتى لو لم نعثر على حياة، فسنكون قادرين على تحديد مدى ندرة - أو شيوع - الكواكب ذات البصمات الحيوية القابلة للاكتشاف، وتم تفصيل مفهوم المهمة في دراسة جديدة نُشرت في المجلة الفلكية.
اكتشاف حياة خارج الأرض
تستعرض الدراسة ما يمكن لعلماء الفلك معرفته في حال عدم اكتشاف أي حياة في مسوحات الكواكب الخارجية المستقبلية، بالاعتماد على تحليل إحصائي "بايزي" لتحديد الحد الأدنى لعدد الكواكب الخارجية التي ينبغي رصدها للحصول على إجابات مفيدة حول تواتر العوالم المحتملة المأهولة. وتتعلق الإحصاءات البايزية بتحديد احتمالية حدوث نتيجة بناءً على احتمالات أخرى معروفة.
ويوجد حاليًا أكثر من 5800 كوكب خارجي مؤكد موجود خارج نظامنا الشمسي، حيث يدور معظمها حول نجوم أخرى، ومعظم تلك التي تم اكتشافها موجودة في مجرتنا درب التبانة. لكن ناسا تعتقد أن المليارات موجودة.
وجد البحث أنه إذا فحص العلماء ما بين 40 و80 كوكبًا خارجيًا ولم يجدوا أي حياة، فقد يستنتجون أن أقل من 10 إلى 20% من الكواكب المماثلة تستضيف الحياة، وقالوا إن هذه الاستنتاجات ستمكن الباحثين من وضع حد أقصى لمدى انتشار الحياة في الكون.
وسيُمثل هذا النوع من النتائج نقطة تحول. حتى لو لم نعثر على حياة، فسنتمكن أخيرًا من تحديد مدى ندرة - أو شيوع - الكواكب ذات البصمات الحيوية القابلة للاكتشاف.
ومع ذلك، يُقرّون بأن كل عملية رصد تنطوي على مستوى معين من عدم اليقين، فعلى سبيل المثال، قد تُسفر المهمة عن نتائج سلبية خاطئة بسبب عدم رصد علامات الحياة.
ويقول مؤلفو الدراسة إن طرح أسئلة محددة وقابلة للقياس ضروري لمعالجة عدم اليقين، بما في ذلك أي نسبة من الكواكب الصخرية في المنطقة الصالحة للحياة في النظام الشمسي تُظهر علامات واضحة على بخار الماء والأكسجين والميثان.
لا يتعلق الأمر فقط بعدد الكواكب التي يرصدها العلماء، بل بطرح الأسئلة الصحيحة ومدى ثقتنا في رؤية ما نبحث عنه أو عدم رؤيته، فإذا لم نكن حذرين وبالغنا في ثقتنا بقدرتنا على تحديد الحياة، فقد يؤدي حتى المسح الشامل إلى نتائج مُضللة.