اكتئاب ما بعد الزفاف ..حقيقة واقعة
في كثير من الحالات تعاني الفتاة وبخاصة في حال أجبرت على الزواج من شخص لا ترغب به من أعراض اكتئاب شديدة، مثل الأرق، وفقدان الشهية للطعام وبالتالي فقدان الوزن، والحزن وعدم التركيز وسرعة البكاء وعدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، وفقدان الرغبة الجنسية، وقد تحاول التفكير في الانتحار، أو تنجح بقتل نفسها.
وقد أشارت دراسة قام بها الدكتور جابي كيفوركيان إلى أن نسبة الفتيات اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الزفاف في المناطق التي تسودها العادات والتقاليد العشائرية وخاصة في حال الزواج المبكر، أو زواج الفتاة من مغتصبها تصل إلى نحو 75 في المئة.
وعادة تكون الأشهر الأولى من الزواج مليئة باختلاف الآراء، وقد يكون ذلك ناتجاً عن أتفه الأسباب.
فمن الطبيعي أن يعانيا بين الفينة والأخرى من الشوق لأيام العزوبية، إذ أن الاستقرار والتكيف مع الحياة الجديدة قد يستغرق فترة ليست بالقصيرة. وعادة ما تدور الخلافات بين الزوجين حول ما يعني الزواج بالنسبة للطرف الآخر.
فأحد الزوجين يتوقع قضاء الأمسيات الدافئة المفعمة بالحب والجو العائلي والرومانسي، في حين يقضي الطرف الآخر معظم وقته بالتفكير بالمستقبل العائلي والمهني. ومن أبرز أساب المؤدية للخلاف بين الزوجين ، هى توقع الرجل من زوجته أن توفر له الراحة والحياة الهادئة، في حين تتوقع هي منه أن يمنحها الحب والحنان والعطف، غير أنه لا يمنحها ذلك إلا عند طلبه للجنس، فترى في ذلك استغلالاً .
كما أن عدم التواصل والتوافق الفكري والثقافي، فنرى أحد الطرفين يفاجئ عندما يكتشف أن الطرف الآخر لا يفقه شيئاً من الحياة (حتى لو كان أكاديمياً).
الزواج عبارة عن تجربة جديدة، والتكيف مع هذا الوضع الجديد يتطلب وقتاً ليس بالقصير. غير أن التفاهم والاحترام المتبادل والحب والحنان والعطف، كلها كفيلة بأن توفر السعادة وتقضي على الكآبة.