رئيس التحرير
خالد مهران

حجاجوفيتش ..يكشف سر تحول البرازيل من الإفلاس للغنى


الرحالة المصري حجاجوفيتش، اهتم كثيرا في جولاته في دول العالم بالتركيز على نماذج التطور بها، وقد طرح اليوم في زيارته للبرازيل نموذج لدولة كانت في قمة الإفلاس لتصل إلى قمة النجاح والغنى.


وقال حجاجوفتش "الفشل عمره ما كان قدر، لكنه ببساطة إختيار “للخطأ” وإصرار عليه" في تجارب كتيرة أوي تخلينا نفهم المعادلة دي ونستفيد منها... دولة زي البرازيل، كلنا اللي نعرفه عنها هي كرة القدم وإنها دولة متقدمة دلوقتي ونظمت كأس العالم السنة إللي فاتت ، و لكن مش كلنا نعرف إن في عام 2002 وصلت إلى إعلان “الإفلاس” لأن الدين الخارجي إرتفع الى 250 مليار دولار.


وأضاف "كان رئيسها ساعتها "كاردوزو" تبنى خطة إصلاح اقتصادية اسمها" الريال”، إعتمد فيها على سياسات السوق الحرّ والاستدانة من البنك والصندوق الدوليين، و قبل أن تنتهى فترة ولايته حاول أن يحصل على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 30 مليار ، لكن الصندوق رفض، لإنه صرف القروض التى أخدها علي "أي كلام" و لم يستطع إنقاذ اقتصاد الدولة.


وأشار إلى أن ولاية "كاردوزو" انتهت، وانتخب البرازيليون “لولا دا سيلفا" االذي كان عاملا بسيطا“ ماسح أحذية و بياع برتقال و مكوجي” قبل أن يصبح رئيس إتحاد النقابات العمالية، وتعهد للشعب  البرازيلي، ووعدهم بأنه سيحقق لهم كل أحلامهم التي انتظروها منه.


وألمح إلى أن  الرئيس "لولا"  "مقعدش يتكلم كتير ويسرح بعقول الناس ولكنه إلتزم بأن ينقطع عن الكلام تماماً عشان يخلي الانجازات تتكلم عن نفسها، و ده اللي حصل بالضبط..


وأضاف تحولت البرازيل على يديه من دولة “مفلسة” و"مدينة"عندما استلم "لولا" السلطة بداية عام 2003، إلى سادس أكبر اقتصاد على مستوى العالم، وبعد أن كانت مدينة بـ 250 مليار دولار للصندوق الدولي،أصبح الصندوق الدولي هو المدين للبرازيل في عام 2010 بـ 14 مليار دولار.


وأشار إلى أن البرازيل كانت دولة معدومة" لدرجة أن البرازيليين كانوا بيخلفوا أطفال كتير عشان يبيعوا أعضائهم البشرية (كبد، كلية ، قرنية، إلخ) لأوروبا و أمريكا بشوية دولارات، و كان الباسبور البرازيلي محتاج فيزا لمعظم دول العالم و كانت صعبة جداً" مضيفا تحولت بعد ثمان سنوات إلي دولة غنية جداً ،تصنع كل الأشياء من الطيارات والسيارات والدبابات والأسلحة والمواد العذائية .


وأضاف في 8 سنوات حقق “لولا” معجزة النهضة - اقتصاديا وسياسيا - للبرازيل،وعندما سئل عن ذلك  قال بتواضع شديد :”اعتبرت ان معركتي الوحيدة هي البرازيل” وأضاف أنه عندما اختاره الشعب في الانتخابات الرئاسية سافر إلى واشنطن و قابل الرئيس الامريكي بوش الإبن وعندما طلب منه إن يدخل بالجيش البرازيلي الحرب مع أمريكا في العراق وقتها ، كان رده و بكل ثقة ان قضيته ليست العراق ولكن قضيته هي محاربة الفقر والجوع لشعبه البرازيلي العظيم ،وإن شعبه أولي بأي دولار.

بموفي فترة ولايته الثانية، انتقل لتقديم بلده “كلاعب” دولي محترف من خلال مجموعة “البريكس” ووصل للمطالبة بتخصيص مقعد دائم للبرازيل في مجلس الامن، بعد  ان أصبحت البرازيل أهم المقرضين للبنك الدولي.


وعلق"أن السبب  في تحقيق نهضة اقتصادية للبرازيل، حاجة واحدة بس وهي “الرهان” على البرازيليين والاعتماد عليهم ومكاشفتهم بالحقيقة ومحاربة الفساد بإيد فولاذية و“التجرد” من كل مصلحة شخصية لدرجة أن لولا دا سيلفا في نهاية ولايته اعترف بانه لم يكسب من السلطة ريال برازيلي واحد (الريال البرازيلي حوالي 3 جنيه مصري).


وبالرغم من أن “لولا" حقق “معجزة” النمو الاقتصادي ووصلت شعبيته إلى أكتر من80? وطالبه الشعب كله تقريباً بتعديل الدستور كي يتمكن من البقاء رئيس البرازيل لفترة ثالثة، ولكنه رفض ذلك بكل الأشكال و قال في خطاب رئاسي بكي فيه وقال كلمته المشهورة" أنا لا يمكن أن ،أغير الدستور لمصلحتي مهما كان، حتي لو كان في  هذاخير كبير للبلد، لإن هذا سيعطي الحجة لمن بعدي أن  يغير الدستور لما فيه ضرر كبير علي البرازيل.


وتساءل حجاجوفيتش،" رأيكم ممكن مصر في أقل من 8 سنين تتحول من اللي إحنا فيه دلوقتي، لدولة من أقوي 10 دول إقتصادية في العالم ؟ ولا ده حلم صعب لسة ماجاش الجيل المصري اللي يحققه ؟!