رئيس التحرير
خالد مهران

هيئة كبار العلماء : لا يجوز شرعا تجنيد الفتيات في الجيش


في إطار مساعي حملة "مجندة مصرية" لإصدار قانون يسمح بالتجنيد الإجباري على السيدات بعد جمع توقيعات ب "7" مليون أمراة للموافقة على القانون، حصلت " النبأ " على تقرير هيئة كبار العلماء حول شرعية تجنيد المرأة بالجيش المصري .

وجاء في التقرير الذي ننفرد به " أن تجنيد الفتيات لا ضرورة له شرعا، خاصة أن الإسلام قد وضع بديلا للمرأة عن المشاركة في الحروب، والأعمال العسكرية وهو حسن معاشرة الزوج، والحج والعمرة، فقد سأل النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهن: (إن الرجال ذهبوا بالأجر كله يجاهدون في سبيل الله، ونحن لا نجاهد)، فقال لهن صلى الله عليه وسلم: (إن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك كله)، كما قالت السيدة عائشة: (يا رسول الله هل على النساء جهاد) فقال: (عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة)، وعلى ذلك فإن المرأة غير مطالبة بأن تكون مقاتلة، أو مجندة في صفوف الجيش؛ لأن في ذلك امتهانا لها، خاصة فيما يخص اختلاطها بالرجال في الجيش.وأن فترة الحمل بالنسبة للمرأة تمثل فترة تجنيد رباني لها. كما أن عمل المرأة في بيتها وإنجاب أطفالها ثم رعايتهم وإدارة شؤون أسرتها أكثر قسوة من تجنيد الرجل لمدة عام أو اثنين أوثلاثة .

وأضافت الهيئة أن المهن التى يجوز للمرأة العمل بها في القوات المسلحة هي، الأعمال الإدارية والطبية أو تقديم الخدمات بعيد عن أمور القتال الحربية، ويجب أن يكون هناك ضوابط شرعية في هذا الأمور من بينها  فصل المجندات عن المجندين من الذكور بحيث يكون لهن أماكن خاصة للعمل، ولقضاء الليل، مؤكدة أنه يجب عدم التذرع بقاعدة وجوب الجهاد عند الضرورة على النساء والشيوخ في حالة احتلال الوطن من أجل إقحام الفتيات في التدريب على الأعمال العسكرية المباشرة .

وأضافت أن مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات منصوص عليها في المادة 40 من الدستور، التي تقول: (إنه لا تمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل، أو اللغة، أو الدين، أو العقيدة)، فإن الدستور أيضاً نص على عدم الإخلال بالشريعة، حيث نصت المادة 11 من الدستور على أن الدولة تكفل مساواة المرأة بالرجل في جميع الميادين السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية، وعليه يُصبح الحكم بالموافقة أو الرفض لمشروع تجنيد الفتيات راجعا إلى علماء الدين .

يأتي هذا في الوقت الذي رفضت فية  الدكتورة آمنة نصير، أستاذة  العقيدة  والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو المجلس القومي للمراة فتوى كبار العلماء، حيث رحبت بتقدم 12 فتاة للتجنيد، رغم اعتراض البعض، مؤكدة أن فتاة العصر النبوي شاركت في كل الغزوات باقتدار أمثال نسيبة بنت كعب التي شاركت في غزوة أحد وأبلت بلاء حسنا يفوق الرجال حيث نصبت خيمتها على حافة المعركة لكي تقوم بتضميد جراح المصابين، وكذلك أسماء بنت أبي بكر" ذات النطاقين" وأم سليم.

وقالت نصير أن مصر تمر بمرحله إستثنائية في مواجهة الارهاب وبالتالى تحتاج لمشاركة الجميع في تلك الحرب الممتدة، مشيرا إلى أن هناك دولا إسلامية مثل باكستان طبقت تجنيد الفتيات في الخدمة العسكرية .