فنانون يحلمون بمقاعد في برلمان 2015
أرادوا أن يجمعوا بين رقة الفن وقوة السياسة، فلم يكتفوا بوجودهم على الساحة الفنية فقط؛ بل زادت طموحاتهم حتى وصلت بهم إلى الساحة السياسية. فقد رشح بعض الفنانين أنفسهم إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمقرر إقامتها منتصف أكتوبر الجاري، رغبة منهم في خدمة جمهورهم على الصعيد السياسي والفني معًا، دون الخوف من مسألة دخول العراك السياسي بالمجتمع المصري.
كان اسم الراقصة الاستعراضية سما المصري هو أكثر الأسماء بين قائمة الفنانين المرشحين لانتخابات البرلمان القادمة إثارة للجدل، سواء على الصعيد الفني أو السياسي، إلا أن المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار أحمد أبو العزم، نائب رئيس مجلس الدولة، أصدرت مؤخرًا قرار باستبعاد الفنانة سما المصرى المرشحة عن دائرة الجمالية ومنشأة ناصر من انتخابات مجلس النواب 2015، لتحول بينها وبين حلم البرلمان.
من جانبها، أكدت الفنانة هند عاكف لـ"النبأ"، والمُرشحة لانتخابات البرلمان عن دائرة المقطم والخليفة، أن ملف الصحة والمرأة والسياحة والتعليم وذوي الاحتياجات الخاصة والاقتصاد من أهم الملفات في برنامجها الانتخابي.
ففي ملف الصحة؛ أوضحت هند أنها تسعى لإحلال وتجديد عدد كبير من المستشفيات على مستوى جميع أنحاء الجمهورية، وإنشاء مستشفى حكومية بمنطقة المقطم، إحلال مستشفى الخليفة وإعادة فتحها لخدمة أهالي الخليفة، إنشاء مستشفيات بكل القرى والنجوع البسيطة، تفعيل نظام التأمين الشامل، بالإضافة إلى إلزام جميع مستشفيات القطاع الخاص بعلاج 120 حالة سنويًا على نفقة المستشفى على أن يكون 10 حالات في الشهر.
وفي ملف المرأة؛ تابعت "عاكف" أنها تسعي لعمل وزارة للمرأة والطفل تراعي جميع مشاكل المرأة سواء المرأة المعيلة أو المُسنة، وتفعيل حقوق الطفل في الدستور، بالإضافة إلى الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.
وأضافت أنها تهدف أيضًا إلى الاهتمام بالشباب من خلال زيادة الاستثمارات، عمل مشاريع اقتصادية كبرى لتوفير العديد من فرص العمل لحل أزمة البطالة، إتاحة الفرص للشباب للحصول على القروض بضمانات وتسهيلات مناسبة لهم، العمل على توفير وحدات سكنية للشباب بسعر التكلفة وبالتقسيط المناسب.
وفيما يتعلق بملف التعليم؛ أكدت "عاكف" أنها ستهتم ببناء المدارس المهنية (نظام 3 – 5 سنين)، تفعيل نظام المعلم الأول، الاهتمام بالمجتمعات الحضارية، بالإضافة إلى بناء قصر للثقافة بالمقطم وبالسيدة عائشة يخدم أهالي الدرب الأحمر والخليفة لنشر الثقافة والوعي. وختمت "عاكف" حديثها لافتة إلى أن المرأة المصرية قادرة على تحقيق المعجزات، مضيفة أن مثلها الأعلى هي الفنانة فايزة كامل، التي خاضت أكثر من دائرة في انتخابات مجلس الشعب، مشيرة إلى أنها تأمل أن تستكمل مسيرتها ومشوارها الفني والخدمي.
أما الفنان القدير حمدي الوزير، والمُرشح للانتخابات البرلمانية القادمة عن دائرة المناخ والزهور لمحافظة بورسعيد، فقد أكد لـ"النبأ" أنه لم يضع حتى الآن البرنامج الانتخابي الخاص به، مُبررًا ذلك بأن محافظة بورسعيد ستكون من محافظات المرحلة الثانية في الانتخابات.
وتابع "الوزير" أنه حاليًا بعيدًا تمامًا عن الفن وأن تركيزه الأكبر مع الانتخابات، قائلًا: "أنا أجازة من الفن لحد الانتخابات".
وفي ذات الصدد، قرر المخرج الجريء خالد يوسف أن يخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، ليكون مُرشحًا عن بلدته "كفر شكر" بمحافظة القليوبية، حيث أراد أن يوفر مستقبلًا أفضل للفقراء والمهمشين في المجتمع المصري.
وعلى الرغم من تنافس أكثر من 12 مرشحًا في هذه الدائرة، إلا أن الأنظار تتجه جميعها نحو "يوسف"، حيث حظى بجماهيرية كبيرة وبدعم شعبي بعد مشاركته في ثورة 30 يوليو، وكذلك بعدما تم اختياره رمزًا من رموز لجنة الخمسين لتعديل الدستور.
فيما أكد خالد أنه لن يترشح للبرلمان إلا دورة واحدة فقط، مشيرًا إلى أنه يسعى لتحقيق الأهداف الحقيقية لثورة 25 يناير وهي: "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، رافعًا بذلك شعار: "الثورة والفن وجهان لعملة واحدة".
على الجانب الآخر، كان قرار الفنان مصطفى كامل، بالتراجع عن الترشح لانتخابات البرلمان القادمة بالأمر المثير للجدل على الساحة الفنية، خاصة وأن نقيب الموسيقيين السابق يمتلك كافة مسوغات الترشح للانتخابات عن منطقته مصر الجديدة.
وأوضح "كامل" أنه بعد تفكير طويل رأى أنه من الأفضل أن يتفرغ للعمل الفني والموسيقي وأن يستغل مهنته فى خدمة الشعب، ولكن من خارج المجلس.
لم يكن الفنان مصطفى كامل هو الوحيد الذي انسحب وتراجع عن الترشح للانتخابات البرلمان المُقبلة، بل إن الفنانة إيمان أيوب، والتي كانت رشحت نفسها للانتخابات كمرشح مستقل، قامت هى الأخرى بالتراجع عن هذا القرار، حيث أكدت "أيوب" لـ"النبأ" أنها خارج ماراثون الانتخابات نتيجة حدوث أزمة بينها وبين الحزب التابع لدائرتها.