خبير دولى: خلل فى الصيانة عام 2001 وراء سقوط «الطائرة الروسية»
قال الخبير الدولى فى شؤون سلامة الطيران والملاحة الجوية، المحقق فى حوادث الطيران، سمير كولى، إن حادث سقوط الطائرة الروسية حدث نتيجة خلل فى عملية إصلاحها عام 2001، مشيراً إلى أن حوادث طيران مماثلة حدثت من قبل، بسبب عدم إجراء عمليات إصلاح للطائرات بشكل مناسب.
وأضاف «كولى»، المقيم فى إيطاليا، فى مقال تحليلى للحادث، نشره على مدونته الخاصة بحوادث الطائرات «ذا إيرينج هيومان»: «ذيل الطائرة يعد أحد الأدلة الرئيسية في الحادث، حيث يلاحظ عدم وجود أى علامات على الحرارة أو النار أو الغاز على منطقة انفصال الذيل عن جسم الطائرة، والتى بدت خالية من أى آثار».
وتابع: «تم العثور على الذيل على بعد 5 كيلو مترات، جنوب جناح الطائرة وباقى جسمها، وعلى بعد 2.5 كيلومتر جنوب آخر رصد رادارى للطائرة، والطائرة كانت تسير فى اتجاه الشمال، ما يوضح لماذا عثر على الذيل أولا».
وقال الخبير الدولى: «وفقا للصور المنشورة فى الصحف، فإن الحريق متمركز فى جسم الطائرة فى الجزء الخاص بالأجنحة، حيث تتواجد خزانات الوقود».
وأضاف: «سبب سقوط الطائرة خللا فى الذيل أدى إلى انفصاله، وانفصال الذيل يمكن أن يؤدى إلى قطع جميع الاتصالات الإلكترونية بين الطائرة والصندوق الأسود، مسببا فقدان الطاقة والمعلومات من التسجيل».
وتابع: «من الممكن سماع صوت انفجار فى الصندوق الأسود، وبعده يتوقف التسجيل، نتيجة لفقدان الطاقة والبيانات نتيجة لانفصال الذيل، وهذا ليس دليلا على حدوث انفجار لقنبلة أو عبوة ناسفة بل فقط نتيجة لانفصال الذيل، وإثبات أن الطائرة سقطت بفعل قنبلة أو عبوة ناسفة لا بد أن يتم عبر العثور على آثار للحرارة والدمار الناتج عن الانفجار فى المنطقة التى شهدها الحادث»
.وقال الخبير: «لا يزال هذا الدليل الحيوى مفقوداً، ولم تقدم التقارير المعلنة حتى الآن أى دليل على وجود آثار لانفجار على جسم الطائرة، ولم يسفر التحقيق حتى الآن عن العثور على بقايا العبوة الناسفة أو مخلفاتها فى جسد الطائرة ومنطقة الذيل، ولا توجد أى آثار واضحة أو علامات على تعرض منطقة الذيل للحرارة أو النيران».
وأضاف: «المثير بينما تتم التحقيقات بالتعاون بين السلطات المصرية والروسية والفرنسية، أن يخرج البيان من محققين فرنسيين، ويأتى القرار من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين لم تشاركا فى التحقيق بأى شكل من الأشكال».
وتساءل الخبير: «هل هذه محاولة للتغطية على أن يكون الحادث نتيجة لفشل عملية إصلاح الطائرة التى تمت فى عام 2001، هل لدى بريطانيا والولايات المتحدة والقوى الغربية دوافع لتحريك الأمور باتجاه عمل إرهابى لاستخدام ذلك ضد روسيا، رداً على تدخلها فى سوريا، أم مبرر لزيادة القيود الأمنية؟».
وتابع أنه بصفته محققا فى مثل هذه الحوادث أسعى لمعرفة أسباب تلك الحوادث لمنع تكرارها فى المستقبل، فإن طريقة تعامل الغرب ووسائل الإعلام مع هذا الحادث مثيرة للقلق، وتساءل عما إذا كان سيتم الكشف عن السبب الحقيقى لسقوط الطائرة من عدمه.
وقال: «حوادث الطائرة الناجمة عن خلل فى التصميم نادرة الحدوث، لكنها حدثت من قبل»، واستعرض عدداً من الحوادث ومنها حادث الطائرة اليابانية 123 التى كانت تقل ركابا من طوكيو إلى أوساكا فى 12 أغسطس 1985، حيث تعرضت الطائرة من طراز بوينج 747 إلى انفجار بعد 12 دقيقة من إقلاعها وبعد 32 دقيقة تحطمت إلى جزأين، وكان سبب الانفجار هو خلل فى عملية إصلاح تم تنفيذها فى الطائرة قبل 7 سنوات من الحادث.
وتطرق الخبير الدولى إلى حادث الطائرة الصينية الرحلة رقم 611 التى كانت تقل ركاباً من تايوان إلى هونج كونج فى 25 مايو عام 2005 والتى تحطمت بعد 20 دقيقة من إقلاعها، ما تسبب فى مقتل 225 شخصا، بسبب عملية إصلاح غير مناسبة تمت للطائرة قبل 22 عاما.
وأضاف: «أثبت تقرير التحقيق النهائى أن الحادث كان نتيجة عملية إصلاح غير مناسبة تمت فى أعقاب حادث تعرض له ذيل الطائرة، حيث لم تتم إزالة الأجزاء المحطمة من جسم الطائرة، ومع الوقت ازداد اتساع هذه المنطقة الضعيفة، ما أدى لتحطم الطائرة فى الجو».
وتابع: «هذه الحوادث تحمل بعض العناصر المتشابهة مع الطائرة الروسية، ومن بينها انقسام الذيل وضغط الانفجار، وعدم وجود أى تحذيرات من جانب طاقم الطائرة».
وقال: «لم يتم توضيح حجم الضرر الذى تعرض له ذيل الطائرة عام 2001، ومن الذى نفذ عمليات الإصلاح، وفى المؤتمر الصحفى قال رئيس شركة (مترو جيت) إن عملية إصلاح الطائرة الروسية تمت بين عامى 2001 و2002 على يد شركة إيرباص».
وأضاف الخبير: «التحقيقات ذكرت أنه تم سماع دوى انفجار، ولم يثبت وجود أعطال ميكانيكية خلال الرحلة، والدليل الوحيد الذى وثقه الصندوق الأسود للطائرة الروسية هو توقفه عن التسجيل فجأة فى أعقاب انفجار، دون أى تحذير مسبق».
وتساءل: «هل هذا يعد دليلا كافيا على أن الطائرة سقطت بفعل انفجار قنبلة؟».