ودية إنجلترا وفرنسا أكثر من مجرد مباراة كرة قدم
لم تكن المباراة التي جمعت المنتخب الإنجليزي مع ضيفه الفرنسي الثلاثاء على ملعب (ويمبلي) العريق مجرد لقاء ودي، لاسيما وأنها كانت المباراة الأولى التي يخوضها منتخب فرنسا عقب الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة باريس الجمعة الماضي.
وبالنسبة للكثيرين، فقد كان فوز إنجلترا بالمباراة بهدفين نظيفين لا قيمة له، حيث كان الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للجميع هو إظهار التضامن في مواجهة الإرهاب.
وصرح وين روني قائد المنتخب الإنجليزي، الذي سجل الهدف الثاني لإنجلترا في المباراة بأن: "ذلك سيتضح في جميع أنحاء العالم، وسيظهر مدى التكاتف والتوحد مع أنفسنا ومع فرنسا، وبإمكان كرة القدم مساعدة الكثير من الناس".
وأضاف روني: "كرة القدم رياضة عالمية، معروفة في جميع أنحاء العالم، وهي لا تتعلق بالدين أو العرق، ولكنها ترتبط بالتآزر والعمل الجماعي".
وأوضح هداف منتخب انجلترا أنه: "بإمكان أي شخص لعب كرة القدم والليلة أظهرنا أن الجميع في شتى أنحاء العالم يمكنهم الانضمام إلينا".
وتابع روني: "كل شخص بحاجة لأن يقف شامخا وينضم لنا في هذه الأوقات العصيبة".
وقبل انطلاق المباراة، أقيم حفل تأبين تاريخي للضحايا الذين سقطوا في تلك الهجمات، حيث غنى 71 ألف متفرج امتلأت بهم المدرجات النشيد الوطني لكلا البلدين، فيما دخل مدربا المنتخبين برفقة الأمير ويليام إلى ملعب المباراة ليقوموا بوضع أكاليل الزهور على جانب من الملعب.
وتشابكت أذرع اللاعبين ببعضهم البعض، قبل أن يقف الجميع دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا.
وصرح ديدييه ديشامب مدرب المنتخب الفرنسي قائلا: "أود أن أشكر الجميع على مظاهر التضامن التي أبدوها تجاهنا".
وأضاف ديشامب: "شعرنا بالامتنان الشديد لمدى دعم الأمة الانجليزية بأكملها لنا، لقد أحسسنا في تلك اللحظة بحزن بالغ من الجميع، وهو أمر جيد بالنسبة لنا".
وأكمل مدرب منتخب فرنسا حديثه قائلا: "انتابتنا مشاعر جياشة وقوية للغاية عندما رددنا النشيد الوطني الفرنسي".
من جانبه، أثنى سمير نصري لاعب منتخب فرنسا السابق وفريق مانشستر سيتي الانجليزي الحالي على مؤازرة إنجلترا للشعب الفرنسي في هذا الحادث المأساوي، حيث كتب على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر): "أنا أحب إنجلترا"، فيما أشاد جاري لينيكر القائد الأسبق للمنتخب الانجليزي بلعبة كرة القدم حيث كتب على حسابه بـ(تويتر) "حسنا لعب كرة القدم!".
وعلقت صحيفة (ليكيب) الفرنسية على صورة نشرتها للاعبين خلال وقوفهم دقيقة بالقول: "شكرا لكم".
وأبرزت صحيفتا (تايمز) و(إندبندنت) البريطانيتان الصورة نفسها حيث عنونت الجريدة الأولى قائلة "الاتحاد ضد الإرهاب" فيما كتبت الثانية "رفقاء السلاح".
وأشار روي هودجسون مدرب إنجلترا إلى أن: "المباراة كانت مناسبة مثيرة جدا للمشاعر".
وقال هودجسون: "لقد سارت جميع الأمور مثلما كنت أتوقع. وقف اللاعبون بجوار بعضهم البعض، وكذلك طاقما المنتخبين".
وأضاف مدرب إنجلترا: "تحققت جميع الأمور التي كنت أرغب في تحقيقها خلال تلك اللحظة".
وأردف هودجسون قائلا: "تأثرت بشدة خلال عزف النشيد الفرنسي، وتملكتني انفعالات قوية عندما غنينا سويا".