رئيس التحرير
خالد مهران

خطة برشلونة مع التحكيم الاسباني نجحت بتقدير ممتاز

الكلاسيكو
الكلاسيكو

حرب ذكية بدأها برشلونة مع الاتحاد الاسباني لكرة القدم منذ الإعلان عن جدول المباريات قبل أسابيع من انطلاق الليجا.. وأتهموا القرعة بأنها موجهة وخصتهم في مباريات طاحنة مع انطلاق الموسم خصوصا أمام اتليتك بيلباو واتلتيكو مدريد.

حامل اللقب ونجومه هاجموا الاتحاد بضراوة ومنهم من بارك لريال مدريد الغريم الأزلي الفوز بالدوري حتى قبل أن يبدأ (مباركة من طرف اللسان وليس القلب طبعا).

وفي الحقيقة لم يكن أي من نجوم برشلونة على استعداد للتفريط بلقب الدوري الذي يحمله لأي سبب كان ولكنها كانت لعبة إعلامية ناجحة كسب فيها برشلونة تعاطف الجميع.

ومع أول تعثر لريال مدريد في المباراة الافتتاحية أمام خيخون توقف الاحتجاج البرشلوني وقالوا أن عدالة السماء أنصفتهم، حيث قفز الفريق الكتالوني إلى صدارة الليغا ولم يتزحزح عنها حتى بعد خسارتين أمام سلتا فيغو واشبيلية.

ووجد برشلونة نفسه في موقف حرج عندما تعرض نجمه الأول ليونيل ميسي للإصابة وهو يحتل الصدارة خلف ريال مدريد بفارق الأهداف فقط.

وفجأة دون سابق إنذار خرج محامي كتالوني لم يتم الإعلان عن اسمه ورفع قضية عند المدعي العام الاسباني يطالب فيها بالتحقيق مع حكم مساعد أفاد إليه بأنه تلقى اتصالا هاتفيا من لجنة الحكام المركزية تأمره بالتعاون مع ريال مدريد في مباراة الكلاسيكو المرتقبة.

وطبعا لم يظهر اسم الحكم المساعد ولا اي معلومة صحيحة عنه لاحقا، واختفى المحامي ايضا ومعه اختفت الشكوى القضائية، ولكن بقي الاتحاد الاسباني في موقف المدافع عن نزاهته حتى أن رئيسه خرج للإعلام ليؤكد أن طاقم تحكيم المباراة لم يتم تعينيه أصلا.

لجنة الحكام التي وجدت نفسها أيضا محل شبهات قررت إيقاع عقوبة مباراتين فقط على الأرجنيتني ماسكيرانو لاعب برشلونة الذي تطاول بلسانه على الحكم، وهي عقوبة سمحت له بالمشاركة في الكلاسيكو.

ماسكيرانو خرج مصابا بعد وقت قصير من انطلاق قمة الليجا، وهناك من مشجعي ريال مدريد من عزا ذلك أيضا لعدالة السماء.

وربما كان يتوقع برشلونة الأسوء ولكن إصابة ميسي لم تأت عليه بانعكاسات سلبية خطيرة مع الاعتراف بتأثير غياب الهداف التاريخي للفريق، والذي ربما لو كان موجودا لفاز برشلونة بنتائج مضاعفة.

وعودة إلى مباراة الكلاسيكو حيث أثبت الطاقم التحكيمي أنه لن يتوان في كل صافرة عن تعزيز ثقة البرشلونيين فيه، ولم يغامر حكم الراية في رفعها ضد نيمار الذي سجل هدفا ثانيا في وقت مهم لبرشلونة، كما لم يفعل زميله على الجهة المقابلة ضد سواريز في الشوط الثاني عندما سجل الرابع.

حكم الساحة نفسه تغاضى عن أخطاء ربما كان يجب أن يحتسبها على الفريقين ولكنه فضل سلامة البال من القيل والقال.

خطة برشلونة للتأثير على الحكام خدمته، وكانت ناجحة بامتياز في إخراج المباراة إلى برة الأمان خصوصا وأن الطرف الأفضل هو من فاز بالأداء والنتيجة معا.

ولكن يبقى السؤال: هل التحكيم الإسباني يسير على الطريق الصحيح.. وهل كان للحرب الإعلامية الإستباقية التي خاضتها الصحف الكتالونية تأثير مباشر على أداء الحكم ومساعديه؟ من قال (لا أعلم) فقد أفتى.