عروض مثيرة للنعاس في "مسرح الأحلام"
يسمى ستاد (أولد ترافورد) الشهير بـ"مسرح الأحلام"، ويمكن القول أن هذه التسمية مناسبة جدا للملعب هذه الأيام، حيث يشعر كثير من أنصار مانشستر يونايتد بنعاس شديد يدفعهم للتثاؤب على المدرجات خلال مباريات الفريق بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وسقط مانشستر يونايتد في فخ التعادل السلبي أمام وست هام يوم السبت للمرة الخامسة في آخر 9 مباريات، رغم أن الفريق مليء بأوراق هجومية يسيل لها لعب الفرق الأخرى.
غريب ما يحدث في صفوف "الشياطين الحمر"، البداية هذا الموسم كانت واعدة وارتفع سقف التوقعات مع مجيء الفرنسي أنتوني مارسيال في اللحظات الأخيرة من سوق الإنتقالات الصيفية، إلا أن الفريق يعاني من الناحية الخططية على أرض الملعب رغم وجود الداهية الهولندية لويس فان جال.
المهم هو أن الجمهور بدأ يشعر بالضجر، وفي بعض الأحيان يعتصره الغضب لأن أنصار الفرق الأخرى تطلق على مانشستر يونايتد لقب الفريق الممل، وهو لقب لم يجرؤ أحد على استخدامه في حقبة السير أليكس فيرجسون.
أمام وست هام، وتحديدا في الدقيقة 70، طفح كيل الحضور في "أولد ترافورد" عندما رؤوا الجناح الشاب جيسي لينجارد يهدر فرصة للتسجيل، وبعدها هتف الجمهور بصوت واحد " Attack, attack, attack "، في ردة فعل طبيعية على الأداء العقيم لهجوم الفريق الذي غاب عنه القائد واين روني.
هل يحق للجمهور إطلاق هذه الهتافات؟ يرى المدرب فان جال أن الفريق يهاجم كثيرا لكنه يفتقر للمسة القاتلة أمام المرمى، بينما يعتقد مراقبون أن التنويع "المبالغ فيه" في الخطط الفنية للمدرب الهولندي لم يمنح مانشستر وقتا كافيا لتحديد معالم هويته الهجومية هذا الموسم.
غياب روني لم يكن مؤثرا إذا ما أخذنا نظرة على أرقام "الفتى الذهبي" للكرة الإنجليزية هذا الموسم، مانشستر يونايتد عقيم مع روني أو بدونه، طريق المرمى يبدو مغلقا دائما، حتى عند الإستعانة بطرق مضمونة مثل إيصال الكرة داخل منطقة الجزاء للاعب طويل القامة وبارع في ألعاب الهواء.
بالنسبة للبلجيكي مراوان فيلايني، يسير موسمه على نحو سيء، فهو بالكاد يبدأ المباريات، ولا يحظى بثقة كبيرة من فان جال، ما دفع لاعب وسط الفريق السابق بول إينس للقول الأسبوع الماضي أن فيلايني موجود في المكان الخاطئ في إشارة لأحقيته في التواجد بفريق آخر يقدر إمكانياته البدنية غير المستغلة.
ومع تزايد الضغوط حول طريقة اللعب المملة التي يتبعها فان غال، لجأ المدرب الهولندي أمام وست هام لإشراك فيلايني، خصوصا في ظل غياب روني، تحرك الدولي البليجيكي كثيرا وكاد أن يسجل هدف الفوز في الشوط الثاني، وكان شعاع الأمل الوحيد في هجوم مانشستر يونايتد في ظل ابتعاد الفرنسي مارسيال عن مستواه.
لكن في النهاية، لم يستطع مانشستر يونايتد التسجيل، وهو ما أثار حفيظة عشاق الفريق الذين باتوا يشككون في نظرة فان جال الفنية، خصوصا وأن المدرب استغنى عن المهاجم المكسيكي الدولي خافيير هرنانديز "تشيتشاريتو" لمصلحة باير ليفركوزن رغم معاناة مهاجميه الموجودين حاليا، فكانت الحصيلة منذ أكتوبر الماضي 11 هدفا لهرنانديز وحده مع ليفركوزن، مقابل 10 أهداف فقط لمانشستر يونايتد.
وعندما حصل مانشستر يونايتد على خدمات مارسيال من موناكو، جن جنون المتابعين وهو يراقبون "تييري هنري الجديد" يسجل الأهداف تباعا، لكن سرعان ما شعر الفرنسي بصعوبة الحياة في مانشستر، وبأن السير على طريق النجومية لن يخلو من مطبات.
نجم آخر خفت نجمه بسرعة البرق، حيث تحول الدولي الهولندي ممفيس ديباي من نجم المستقبل إلى أسير الدكة، واكتشف أن ارتداء الرقم 7 أمر صعب إذا لم يتمكن من إحداث ربع الفارق الذي أحدثه إريك كانتونا وديفيد بيكام وكريستيانو رونالدو.
ويفتقد مانشستر يونايتد لصانع لعب حقيقي يمكنه إدارة الدفة الهجومية في النصف الثاني من الملعب، ورغم استبشار الجمهور خيرا بالأداء الممتع للدولي الإسباني خوان ماتا أوائل الموسم، انخفض مردود لاعب تشيلسي وفالنسيا السابق سريعا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التغيير المستمر في الخطط الفنية لفان غال.
على مقعده في دكة البدلاء، يدون فان غال ملاحظاته بتركيز عال، ويلتزم بمكانه ولا يقف في المنطقة الفنية إلا نادرا، الأمر يبدو وكأنه يجهز لخطة عبقرية تمنحه أفضلية مطلقة على غيره، لكن النتائج حتى الآن ليست مرضية وإذا استمر على النهج ذاته فإنه سيعرض نفسه لاتنقادات لا ترحم في الأيام القليلة المقبلة.
الحقيقة تقول أن مانشستر يونايتد موجود بين الأربعة الكبار حتى يومنا هذا بسبب تذبذب مستوى المنافسين الآخرين أيضا، ما يعني أن الخطة التي وضعها النادي للمستقبل بعد اعتزال فيرغسون.. تسير على نحو ممل.