نور الدين: مفاوضات سد النهضة "متعثرة" وتسير بخطى متعرجة
منذ إعلان أثيوبيا عن مشورعها الضخم "سد النهضة" أو الألفية، والمصريين يحبسون أنفاسهم، وينظرون بمزيد من القلق المشوب الحذر والترقب، خاصة وأن السد تم بناءه على أكبر روافد نهر النيل وهو النيل الأزرق الذى يبلغ تصريف مياهه 50 مليار متر مكعب سنوياً.
إن الأمن المائى المصري يبدأ من أثيوبيا وتحديداً من السحاب الذى يسُقط مياهه على الهضبة الأثيوبية، ولعل هذا ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي لأن يولى عناية خاصة بهذا الملف، حيث اجتمع مرتين برئيس الوزراء الأثيوبي "هايله مريم ديسالين".
ومع قرب الزيارتين، إلا أنهما لم تثمرا إلا عن اتفاق سياسي أكثر منه فنى، بحسب الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموراد المائية الأسبق، والذى قال، بأنه لابد من وضع إطار فنى للأتفاقيات مع أثيوبيا، حيث أن الأجتماعات السياسية لابد وأن يعقبها اتفاقات فنية تحسب ارتفاعات السد وتأثيره على مصر وحساب ملئ خزانه وما إلى ذلك من الأمور الفنية.
من جانبه نفى الدكتور حسام مغازى وزير الموراد المائية والرى، ما تردد فى وسائل الأعلام عن تهديدات الرئيس عبد الفتاح السيسي له بالإقالة، وذلك على خلفية نتائج المفاوضات المتعلقة بسد النهضة الأثيوبي.
من جانب أخر، تسير السفيرة فايزة أبو أبو النجا مستشارة الرئيس للأمن القومى، والمكُلفة بالحوار مع دول حوض النيل، خطى متعرجة فى الملف الُمكلفة به، فالسفيرة تحرص على لقاء القبائل والوفود الشعبية فقط؛ ولكنه لم تكلف نفسها عناء الذهاب إلى إحدى عواصم دول الحوض.
هذا على الرغم من الأحاديث الواردة بشأن سحب ملف سد النهضة من وزارة الرى وتكليف فايزة أبو النجا وجهات سيادية أخرى بإدارة الملف، بعدما قلقل الرئاسة من تصرفات وزارة الرى المشوبة بالفشل، بحسب الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة.
وقال نور الدين، إن حسنى مبارك ادار الملف من خلال وزارة الخارجية وجهات سيادية بالإضافة للسفيرة فايزة أبو النجا والتى لم تحسن العمل فى هذا الملف، حيث أن كينيا وبروندى وقعا على اتفاقية عنتيبي خلال رئاستها اللجنة المائية خلال عهد مبارك.
هذا فيما تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم، الاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والمياه لمصر والسودان وأثيوبيا لمدة يومين، لإنقاذ المسار الفنى لمفاوضات سد النهضة "المتعثرة" وذلك أملاً فى الوصول إلى إتفاق نهائي يرعى مصالح دول المصب "مصر – السودان" ويتفادى الدخول إلى مناطق محفوفة بالخطر، ودون المرور من نفق السياسة المرهق.
يشار إلى أن هذا الاجتماع السداسي هو الأول من نوعه الذى سيُعقد بين الأطراف الـ3، وذلك بناءا على طلب مصر.