كارثة.. دفن نفايات نووية على الحدود مع السودان
«مخيمر»: تعطيل شبكة «الرصد الإشعاعي» يؤدي لتفاقم الأزمة
«محمود»: إصابة 500 شخص بالسرطان بالولاية الشمالية السودانية
تعد النفايات النووية من أخطر المواد التي يكون لها أضرار كارثية على الإنسان؛ لاسيما أنها تصيب الجسم بالسرطانات والأمراض الخطيرة، فضلاً عن تأثيراتها الضارة على المناخ، ولهذا السبب يحاول العديد من البلدان التخلص من هذه النفايات بطريقة آمنة عن طريق دفنها في بعض الدول النامية.
المفاجأة أن هناك العديد من الكوارث التي تحدث في هذا الشأن وتضر بمصر بصورة مباشرة، وهي الأخطار المتعلقة بالنفايات النووية والتسرب الإشعاعي القادم من مفاعل «ديمونة».
وعند عبور الحدود الجنوبية لمصر تصل إلى الولاية الشمالية للسودان، التي كانت تعرف سابقاً باسم المحافظة الشمالية حتى سميت بالولاية الشمالية عام 1994، ويجري فيها النيل من الجنوب إلى الشمال بطول 650 كم. الكارثة التي تحدث في هذه الولاية والتي سيكون لها تأثير كبير على مصر، هي كارثة النفايات النووية التي يتم نقلها إلى هذه الولاية حيث يتم دفنها بمدينة «مروي»
البرلمان السوداني شعر بخطورة هذا الأمر، وأجرى حوله مناقشات كثيرة، لكنها لم تكن ذات فائدة، ما يؤدي لتفاقم هذه الأزمة ويسبب أخطاراً على السودانيين والمصريين..
ولا يقتصر خطر النفايات النووية على دفنها بالحدود السودانية؛ لكن الحدود الشرقية لمصر مع إسرائيل أصبحت أشد خطورة، خاصة مع وجود مفاعل «ديمونة»، وتشير التقارير أن الجدران المعدنية التي تغلف مفاعل «ديمونة» تآكلتْ بسبب مستوى الإشعاعات العالي وذلك حسب الخبير النووي الأمريكي «هارولد هاو» الذي لم يستبعد حدوث انهيار في المفاعل في أي لحظة مؤكداً كلامه بوثائق وصور التقطتها طائرة تجسس روسية في العام 1985.
وأكد «هارولد» وجود العديد من الدلائل على حدوث تسرب إشعاعات، مدللاً على ذلك باختفاء المساحات الخضراء التي تلاشت من المنطقة المحيطة بمفاعل «ديمونة»، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة حدثت في منطقة محطة «هانفورد» النووية القريبة من واشنطن والتي اختفت فيها المساحات الخضراء، ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تغلق هذه المحطة، وتنفق مليارات الدولارات لإزالة التلوث الذي أصاب المنطقة المحيطة بالمحطة النووية
وحذر الخبير النووي الإسرائيلي «مردخاي فعنونو» قبل أن تختطفه وحدة خاصة من «الموساد»، من خطر السلاح النووي الإسرائيلي، لاسيما بعدما كشف لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية معلومات سرية تؤكد أن «إسرائيل» تمتلك ما لا يقل عن 200 رأس نووي صنعت في مفاعل «ديمونة» من، البلوتونيوم.
ولم تكتف «إسرائيل» بتلويث الأراضي المحيطة بها؛ بل إنها وسعت نشاطاتها إلى البحر المتوسط، وقد وجهت إحدى الدول تحذيراً مباشراً لـ«إسرائيل» للحد من نشاطاتها النووية، وهو نفس التحذير الذي وجه لـ«واشنطن» التي كلفت البنتاجون بدراسة التحذير.
وقال سامر مخيمر، مدير مفاعل «أنشاص» السابق، والخبير النووي، إن مصر كان يوجد بها شبكة رصد أشعاعي، بها 25 نقطة ويديرها مسئولون عن الطاقة الذرية، ولكن تعطلت هذه الشبكة، دون معرفة الأسباب، لافتاً إلى أن هذه الشبكة كانت تغطي جميع أنحاء الجمهورية، معطية إنذاراً مبكراً عند حدوث أية إشعاعات يمكن أن تعبر الأجواء المصرية.
وأكد «مخيمر» أن أي إشعاعات نووية يمكنها أن تخترق الأجواء المصرية بسهوله؛ نظراً لتعطل شبكة «الرصد الإشعاعي»، وأن مصر علمياً باتت «معمية» عن رؤية أي خطر نووي، مرجعاً هذا إلى مديري المنظومة النووية الذين لا علاقة لهم بهذا المجال - بحسب قوله.
وأوضح «مخيمر» أن الإشعاعات الذرية لها دورة تسهل نقلها من السودان وإسرائيل، حيث تنتقل عبر الماء والهواء والترية نفسها، منوهاً أنه إذا انطلقت هذه الاشعاعات إلي الهواء تتسبب في أمطار مشبعة بالإشعاع، تنتقل للتربة ومنها تتسرب للمياه الجوفية، مشيراً إلي أن «مقابر» النفايات النووية يجب أن تكون علي أعماق كبيرة، فضلاً عن أن الأماكن التي تدفن فيها النفايات يجب أن تكون منطقة غير مسامية « جيولوجياً».
وبين «مخيمر» أنه بالنسبة للنفايات النووية بالولاية الشمالية بالسودان يمكن أن تنتقل بسهولة لمصر؛ لأنها «مدفونة» دفن سطحي، وهو ما يسهل انتقالها عبر نهر النيل، إذا تسربت للمياه الجوفية، خاصة وأن مدينة «مروي» تشرف على النيل، وعلى مسافة قريبة من الحدود المصرية.
وبالنسبة لمفاعل «ديمونة» أفاد مخيمر أن شبكة الرصد «المُعطلة» أنشئت أساساً للكشف عن التلوث الإشعاعي القادم من مفاعل «ديمونة».
وقال محمد محمود، الناطق باسم جبهة «نضال» السودانية، إنه كانت توجد صفقة حاويات للنفايات المشعة القادمة من الصين، والتي استلمتها الحكومة السودانية، ودفنتها بالولاية الشمالية، وحينما أثيرت القضية ادعت الحكومة السودانية أنها مخلفات للسدود، لافتاً إلى أن هذه الصفقة تسببت في انتشار السرطان بالولاية الشمالية.
وأكد أن النفايات تسببت في إصابة 500 شخص من مدينة «مروي» وحدها بالسرطان، وأن الشركات الصينية أخذت تنفذ سد مروي ليكون ستارا لإدخال النفايات النووية، وذلك بعد حصول الحكومة السودانية علي أموال لغض الطرف عن إدخال تلك النفايات.
وقال «غالب طيفور»، القيادي بالحزب الاتحادي السوداني، إن المخلفات النووية دخلت للسودان عبر ميناء «بورسودان»، علي أنها بضانع لتجار أريتريين، منوهاً إلى أنه تم تمريرها من الجمارك السودانية عندما تغيب التجار عن استلام بضائعهم التي ظلت بالميناء لمدة 6 أشهر، حتى تمت معرفة أنها نفايات نووية سامة.
وقال هيثم إسماعيل أبو الكاس، نائب أمين سر حركة «فتح»، إن التسريبات النووية الإسرائيلية كشفها إخصائيون إسرائيليون، وبعض المنظمات الحقوقية، لافتاً إلى إجراء تجارب على الكائنات الحية حول المفاعل، وأن هذه المنظمات طالبت الجهات الدولية بإحراء تحقيقات واسعة حول التسريبات النووية من المفاعل.
وأكد «أبو الكاس» أن مفاعل «ديمونة» يؤثر تأثيرًا مباشراً علي «عرب النقب» وأن إسرائيل تحاول استخدام تلك المخاوف لتهجيرهم من أماكنهم الأصلية، مشيرًا إلي أنه بالرغم من كون المفاعل يوجد بالقرب من الحدود المصرية، إلا أن المنطقة المجاورة له صحراوية، ما يجعل «عرب 46» والإسرائليين أنفسهم أكبر المتضررين من تسرب إشعاعات من المفاعل.
وأضاف أن ما يزيد من خطورة مفاعل «ديمونة» هو عدم معرفة أي شيء عنه، منوهاً إلى أنه لا يمكن للهيئة النووية التابعة للأمم المتحدة مراقبته، أو رصد أخطاره.