حاتم باشات في حوار ناري لـ «النبأ»: رجل أعمال سعودي يمول بناء «سد النهضة»
إسرائيل تريد "تعكير العلاقات المصرية الإثيوبية".. وتمد «أديس أبابا» بالاستشاريين والقانونيين
الحل العسكري غير مطروح لحل أزمة «السد» لتحقيق حلم دولتها الممتدة من النيل للفرات
استبعد حدوث مصالحة بين النظام والإخوان في الوقت الحالي.. ويجب احتضان شباب الجماعة
قال اللواء حاتم باشات، وكيل جهاز المخابرات العامة، والنائب البرلماني، إن الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، تعامل مع الملف الخاص بـ«سد النهضة»، باستهتار شديد، مشيرًا إلى وجود العديد من الأطراف التي تشترك مع إثيوبيا في بناء «السد» ومنها، تركيا وإسرائيل، فضلًا عن تورط رجل أعمال سعودي في هذه القضية.
وأضاف «باشات» أن الحل العسكري غير مطروح لإنهاء أزمة سد النهضة، لاسيما أن مصر تريد إعادة وبناء الثقة مع الدول الإفريقية، موضحاً أنه يستبعد الآن حدوث مصالحة بين النظام، وجماعة الإخوان المسلمين، وإلى نص الحوار:
ما رأيك في التطورات الخاصة بملف سد النهضة؟
ملف سد النهضة يعد من الملفات شديدة الأهمية خاصة أن مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة أكبر من الأمن القومى، لاسيما أنها مسألة «حياة أو موت»، وكنت فى السودان مع وفد برلمانى شعبى بصحبة زين السادات، مؤسس جمعية وحدة الصف العربى، والسفير محمد العرابى، هذا الوفد كان هدفه التمهيد للمفاوضات بين الجانب المصرى والسوداني والإثيوبي
لماذا تعقدت القضية الخاصة بالسد؟
فكرة «سد النهضة» موجودة منذ عام 1964، ولكن كان هناك بعض الصعوبات التكنولوجية التي كانت تمنع تنفيذ المشروع، وهذا الملف تعقد أكثر منذ فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، الذي كان يقول عند الحديث معه عن هذا الملف: «إذا دعونا الله تنزل لنا الماء»، وهذا قمة الاستهتار فى التعامل مع ملف شديد الأهمية و الخطورة، خاصة أن حصة مصر والسودان من المياه ستتأثر عندما يبدأ بالفعل ملأ الخزان، والمشكلة أن «أديس أبابا» تراوغ في هذا الملف الخطير، ومن المعروف أن إثيوبيا حاولت بناء 500 سد، ولكن الهيكل الجغرافى للهضبة الإثيوبية غير ملائم لبناء تلك السدود.
ما النتائج الخطيرة لبناء سد النهضة؟
فى حالة فشل المفاوضات، وملء خزان السد، سيؤدى ذلك إلى غرق الخرطوم فى 20 دقيقة، والجانب الإثيوبي يراوغ في المفاوضات حتى يكمل بناء السد الذي تم الانتهاء من إقامة 49%، ما يؤدي لحدوث عجز في كهرباء مصر بنسبة 25%، ثم تصل إلى 50%.
ما أهم الدول الداعمة لبناء سد النهضة؟
هناك دول عدة تدعم سد النهضة مثل إسرائيل وتركيا وقطر وفرنسا وهولندا وهناك رجل أعمال من أصل سعودى أيضا يمول السد ومن المتوقع أن تجد أشخاصاً من أصول مصرية تدعم هذا السد، وهذا الأمر غير مستبعد خاصة مع وجود العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن مصالحهم.
المشكلة أن إسرائيل تساند تحركات بناء سد النهضة؛ حتى تحاصر مصر، وتنفذ مشروع دولتها القديمة التي تمتد من النيل إلى الفرات، ومع ذلك فهي لم تدفع أموالًا في هذا المشروع، ولكن دعمها دائماً يكون عن طريق الاستشاريين والفنيين والقانونيين، كما تهدف «تل أبيب» إلى تعكير العلاقات المصرية الإثيوبية.
هل تتوقع أن تدخل مصر «عسكريًا» لحل أزمة سد النهضة؟
الحل العسكرى غير مطروح لعدة أسباب أولها أن مصر تريد بناء الثقة مع الدول الإفريقية التي بدأت تساند مصر؛ لاسيما بعد التصويت لمصر لتحصل على مقعد غير دائم لمدة عامين في مجلس الأمن، فضلا عن عودة القاهرة لمنظمة الوحدة الإفريقية، ففي حالة توجيه «صاروخ» لإثيوبيا نكون قد وجهنا هذا الصاروخ لكل الدول الإفريقية، كما أن الحل العسكري له عواقب وخيمة ، والحل هو اللجوء إلى استخدام السياسية الرشيدة، واحتواء الدول الافريقية.
ما رأيك في قيام إثيوبيا بتغيير مجرى نهر النيل ؟
مجرى نهر النيل لم يتم تغييره، وكل ما حدث في هذا الأمر أن إثيوبيا غيرت المجرى الرئيسى لـ«نهر النيل» أثناء بناء سد النهضة، وعند وصول البناء لمرحلة معينة أعادت «أديس أبابا» مجرى النيل إلى المجرى الرئيسى.
وماذا عن الضغوط الإماراتية السعودية بشأن السد؟
الإمارات والسعودية ضغطتا على إثيوبيا لحل قضية السد، من خلال زيادة الاستثمارات في إثيوبيا التي تعتمد على الزراعة؛ نظرا لما تتمتع به من أرض خصبة.
هل تتوقع حدوث عنف أثناء ذكرى 25 يناير ؟
لا أتوقع حدوث عنف أثناء 25 يناير؛ لأن ما يحدث من الدعوات لظاهرات في هذه الذكرى هو مجرد «مهاترات»، لإثارة القلق بين الشباب والمواطنين، ولكن فى النهاية لا يحدث شيء في هذه الذكرى، خاصة مع وجود تأمين من القوات المسلحة والشرطة، ولكن فى حالة الخروج عن النص وحدوث أى شكل من أشكال العنف يجب المواجهة ويجب أن تكون المواجهة حازمة وحاسمة فنحن دولة قوية ومرت خارطة الطريق كاملة بوجود برلمان منتخب، ما يعني أنه لا داع لحدوث عنف فالشعب يريد أن يتقدم خطوات للأمام، ولا يتأخر خطوة واحدة للخلف.
هل تتوقع أن تكون هناك مصالحة بين الدولة والإخوان ؟
ليس الآن؛ لأن الشعب غير مؤهل لهذه المصالحة، وكذلك الدولة، كما أن المصريين يعلمون ما يمارسه قيادات جماعة الإخوان من تحريض واضح على العنف لهدم الدولة واقتصادها وجيشها، ولهذا السبب لن تكون هناك مصالحة، ولكن مع مرور الأيام، من الممكن أن تتم مراجعات ومصالحات، وأتمنى أن نحتضن شباب الإخوان المغرر بهم، ويجب أن نحتويهم؛ حتى لا يحدث صدام بين فئات المجتمع.
هل الولايات المتحدة تتجسس على مصر ؟
بالتأكيد أمريكا تتجسس على جميع دول العالم وتتنصت على المحادثات الهاتفية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»، عن طريق وكالة الأمن القومي الأمريكية التي تعد أحد أهم وأقوى أجهزة الاستخبارات الأمريكية، كما توجد هناك سفارات تتجسس على مصر لصالح أمريكا.
ما تقييمك لملف العلاقات المصرية الأمريكية؟
كلنا نعلم أن نظرية الدولة التى تحكم العالم ليست موجودة الآن، فهناك قوى عظمى ظهرت على الساحة سواء عسكريا أو اقتصاديا كالدب الروسى والصين، وعربيًا مصر كبيرة فجيشها مازال يسير بخطى ثابتة، ولكن لابد أن نلطف علاقاتنا مع جميع دول العالم؛ لاسيما أن الولايات المتحدة ليست دولة ضعيفة، فضلًا عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتبع أسلوب السياسة الرشيدة، ولم يقطع العلاقات المصرية الأمريكية كما ادعى البعض.
هل تخشى الولايات المتحدة من روسيا؟
بالطبع أمريكا تخشى من تعاظم الدب الروسي، وظهور الصين كقوة اقتصادية عالمية، ولذلك تسعي واشنطن لتوطيد العلاقات مع القاهرة، لاسيما أنها تعلم أنها خسرت كثيرًا من دعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
ما تقييمك لملف العلاقات المصرية الروسية؟
العلاقات المصرية الروسية قوية جدا ولم تتأثر بسقوط الطائرة فى سيناء، أما عن وقف خطوط الطيران الروسية إلى مصر، فهذا أمر طبيعى لدولة قوية مثل روسيا تتحطم لها طائرة فوق سيناء، ثم يتضح وجود شبهة جنائية وراء الحادث، كما أن المصريين جميعا يعلمون أن هناك دولا عديدة تريد، الإيقاع بين مصر وروسيا.
هل ستترشح لأى من اللجان داخل البرلمان؟
نعم سأترشح لإحدى اللجان، واخترت الأمن القومى كرغبة أولى، والعلاقات الخارجية كرغبة ثانية، وقد اخترت هذين اللجنتين؛ نظرًا لما أملكه من خبرة في هذين المجالين؛ نظرا لعملى كضابط بالقوات المسلحة، ووكيلا لجهاز المخابرات العامة كما قضيت وقتًا طويلًا في العمل خارج مصر.
ما الأولويات المدرجة على قائمة مجلس النواب؟
أولويات البرلمان هى سن القوانين التى تفيد مصر ومراقبة الحكومة وأيضا دعمها حتى تكون المراقبة عادلة، فأنا أرى أن الجميع يقدم النقد للحكومة ولا أرى من يقدم الدعم لها، كما أن هناك قوانين مهمة يجب أن تكون على أولويات البرلمان كالقوانين التى تهتم بالتعليم والصحة والإعلام لاسيما مع وجود خلل واضح بمنظومتى التعليم والصحة وهما أهم منظومتين يهتم بهم المواطن المصرى.
من يصلح لرئاسة البرلمان من وجهة نظرك ؟
أرى أن من يملك كل المقومات لرئاسة البرلمان هو المستشار عدلى منصور، لكن على مرأى ومسمع من الناس رفض هذا المنصب، واختار أن يكون بعيدا عن الأضواء، لكن الآن أرى المستشار على عبد العال، وفي النهاية الانتخابات هي التي ستحدد الأصلح لرئاسة البرلمان.