رئيس التحرير
خالد مهران

هل تعلم .. امثال شعبية "تفصيل" لكل محافظة في مصر

مصر
مصر


هل تعلم ان المصريون يروجون ضد بعضهم امثال شعبية تفصيل لأهل كل محافظة وأحيانا نكت 
"المنوفي لا يلوفي ولو اكلته لحم الكتوفي"، "الأسايطة يهود مصر"، "اسكندرية أجدع ناس"، "الشرقاوى اللى عزم التروماى"، "بلدى طنطا وأنا أحب أعيش أونطة" ، "اللى ساكن فيهم مالوش أصل "، "صاحب حاوي ولا تصاحب محلاوي"، هذه نماذج لعبارات وأمثال شعبية دارجة على ألسنة مصريين لذم أو مدح أبناء محافظات بعينها، أو للتعبير عن انطباعات عن طباع وخصال أهالي مناطق معينة.

يعتقد البعض أن إطلاق هذه الأمثلة شيء لم يأت من فراغ ولا بد أن يكون بها شيء من الصحة ولكن أمر الأمثلة لا يجب أن يكون المعيار الأساسي  لمعاملة سكان الأقاليم المختلفة لأن صفة التعميم لا تأتى بنتائج صحيحة دائما خاصة أن لكل إنسان طابعه الخاص الذي لا بد أن يفرقه عن غيره. واليوم نعرفكم على أصل أهم الأمثلة التي أطلقت على محافظات بعينها.

المنوفية

تستحوذ المنوفية علي نصيب الأسد من قاموس الامثال الشعبية والنكات المصرية التي تبالغ في اتهامهم بالبخل ؛ اذ ساهمت في وصفهم بين أوساط المصريين بالبخل، و من النكت المضحكة أن أحد المنايفة سألوه ماذا تفعل حين يكون الجو بارداً ؟ فأجاب: أقترب من الدفاية، فسألوه: و في حال زاد البرد ؟ أجاب: أقترب أكثر من الدفاية، و في حال وصل البرد لدرجة لا تحتمل ماذا تفعل؟ قال: في هذه الحالة مضطر أشغل الدفاية وأمري لله.

ومن أشهر الأمثلة التي أطلقت على المنايفة؛ " المنوفي لا يلوفي ولو أكلته لحم الكتوفي"، ويقول البعض عن هذا المثل أن كلمة "لا يلوفى" تعنى الائتلاف لأن المنايفة لا يأتلفوا مع الغير بسهولة.

هناك مثل آخر يقول "شريطين على كمي ولا فدانين عند أمي" وهو يطلق على أهالي المنوفية على وجه الخصوص لتفضيلهم الرتب "الميرى" على امتلاك الأراضي الزراعية أو بشكل عام تفضيل المناصب على الأملاك حيث تجد معظم متطوعي الجيش من المنايفة، وهناك مثل ثالث "لو أخدت من الكلب صوف، ما تاخدش من المنوفي معروف".

ويذكر أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي نشأ فيها المنوفي من فقر وضيق الرقعة الزراعية، دفعته إلى تعويض ذلك بالحرص، والبخل بحثاً عن ظروف أفضل.

دمياط وأسيوط وتهمة البخل

لم تتوقف تهمة البخل عند المنايفة فقط بل طالت أهل دمياط وأسيوط؛ فقد زعموا أن أحد الدمايطة كان على فراش الموت في غرفته وبدأ بالسؤال عن أولاده الثلاثة، قائلاً بالعامية المصرية، "فين محمد؟" فأجاب ابنه باكياً أنا هنا يا أبي، طب فين محمود"؟ فأجاب محمود باكياً أيضاً أنا هنا يا أبي، وسأل "فين حسين"؟ فأجاب الثالث مثل أخويه. وظنّ الأبناء أن أباهم سيوجه إليهم وصية، لكنه صرخ بهم: "انتو (أنتم) هنا وسايبين (تركتم) نور الصالة والع (مضيء)"، ومن الأمثلة المعروفة أيضا عنهم "تتعشّي ولّا تنام خفيف؟ تشرب شاي ولّا مش كيّيف".

واعتبر الباحثون أن البخل صفة متوارثة عند أبناء دمياط منذ قديم الأزل، معربون عن قناعتهم بأن القرية التي أبت أن تطعم نبي الله موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر هي دمياط التي تقع عند ملتقى نهر النيل بالبحر المتوسط.

كذلك حال أبناء محافظة أسيوط الذين لم يسلموا من السخرية والاتهام بالبخل، إلى درجة وصفهم بيهود مصر و"منايفة الصعيد".

وأرجع البعض وصف الأسايطة بيهود مصر إلى قصة كوميدية جاء فيها أن تاجراً يهودياً قدم إلى مدينة أسيوط راكباً حماره، وأراد أن يختبر أحد أبناء القرية، فأعطاه نكلة (نصف قرش)، وطلب منه أن يشتري له شيئاً يأكله وشيئاً يشربه وآخر يتسلى به، وشيئاً لحماره، فذهب الأسيوطي وعاد ببطيخة وقال له كل منها واشرب من مائها وأعطِ قشرها للحمار ثم تسلَّ بما فيها من لب، فتعجب التاجر.

ولكن بالتأكيد فإن الأقوال التعميمية لا تصحّ والصفات التي تتحوّل إلى نكات هي أمور يتم تضخيمها كثيراً لتصير نكاتاً، ويكون لها أساس بسيط يمكن تفسيره.

كرم أهل الشرقية

في المقابل، يتحدث مصريون عن صفات طيّبة لأبناء محافظات أخرى كالشرقية التي يصفون أهلها بالكرم، ويتفاخر أهل محافظة الشرقية دوماً بعبارة "احنا اللي عزمنا القطر" ويدللون بها على "كرم الشراقوة". والقول يعود إلى قصة شهيرة عن قرية دعت ركاب قطار على الإفطار؛ إذ تعطل القطار وقت آذان المغرب في قرية إكياد التابعة لمركز فاقوس، وكان منزل العمدة أمام المحطة، ما دفعه إلى توزيع الركاب على جميع منازل القرية لتناول طعام الإفطار.

اسكندرية أجدع ناس

كما وصف المصريون أهل اسكندرية بالجدعنة والشهامة نتيجة تعاملهم مع البحر الذي منحهم الشجاعة وعدم الخوف، وأن الأبيات التي قال فيها الشاعر صلاح جاهين: "اقروا الفاتحة لأبو العباس... يا اسكندرية يا أجدع ناس"، ليست مجرد كلمات سطّرها ليتغنى بها أحد المطربين، إنما هي تعبير عن خصال وطباع حقيقية يتمتع بها أهل الاسكندرية أهمها الشهامة.

ويرى اسكندريون أن هذه الصفات تعود إلى فترة مقاومة الزعيم أحمد عرابي للغزو الإنجليزي، إذ دارت معارك في الاسكندرية وكفر الدوار، أثبت فيها أهل الاسكندرية مدى قوتهم وتضحياتهم.

ولكن خصال المواطنين في مصر بشكل عام تغيرت، وهو ما حدث مع الاسكندريين أيضاً، فلم يعودوا كما كانوا، حتي أطلقوا عليهم عبارة "ميه مالحة ووشوش كالحة" ويرد الاسكندرانيون على القاهريين بمثل "ميه نيلى ووشوش خنازيرى" وهو ربما يكون ناتج إما عن عنصرية أو ضيق أهالى الاسكندرية من توافد المصطافين القاهريين بأعداد كبيرة على الاسكندرية كل عام.

بورسعيد وأبو العربي

يطلق على أهالي بورسعيد اسم "أبو العربي" ..تلك الشخصية الشهيرة فى تاريخ بورسعيد التي تعود إلى زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر. ففي البداية كانت بورسعيد مقسمة إلى حيين؛ الحي الأفرنجى وكان يسكنه الأوربيون فقط ولا يدخله أى مصري أو عربي إلا للعمل والخدمة لدى الغرب، والثاني حي العرب وسمى العرب لكثرة العائلات العربية القادمة من سوريا وفلسطين والشام بصفة عامة والتي كانت تسكنه جنبا إلى جنب مع عائلات الصعيد التي ساهمت في حفر قناة السويس.

ونظرًا لارتباط شخصية أبو العربي بالأعمال الخارقة لعادة أو كما يقال (الفشر) يدافع البورسعيدية عن أنفسهم ويوضحون أن مقاومة أجدادهم للمحتل كانت بالفعل خارقة للعادة وبطولية إلى حد بعيد.

ويرى المؤرخون إن " المبالغة في الأمور (الفشر) جزء من شخصية البورسعيدي، وهذه سمة من سمات الشخصية التي تعيش على البحر المتوسط، فاليونانيون والإيطاليون لديهم السمة نفسها".

الدمنهوري واللصوصية

أما دمنهور في محافظة البحيرة فيتداول مصريون عن أبنائها المثل الشعبي الشهير "ألف نوري ولا دمنهوري"، ويعود أصل هذا المثل إلى قصة قديمة خلاصتها أن أحد التجار حاول خداع تاجر من أهل دمنهور يدعى الحاج إبراهيم. اشترى منه بضاعة وبقي له من الحساب نحو ثمانية جنيهات، وحين أعادها إليه الحاج إبراهيم أخفى التاجر أحد الجنيهات في الحال، وادعى أنها سبعة فقط.

فقال الحاج إبراهيم: "كيف هذا؟ أعِد إليّ الجنيهات السبعة"، وحين أعادها إليه قال أمام الزبائن: "صحيح إنها سبعة، ثم فتح صندوق النقود وأخرج جنيهاً وأضافه إلى النقود قبل أن يعيدها إليه. وحين انصرف هذا التاجر بسرعة فرحاً بنجاح حيلته، عدّ النقود فوجدها سبعة، ليكتشف أن حيلته فشلت ولم تخدع التاجر الدمنهوري، ومن هنا العبارة الشهيرة: "ألف نوري ولا واحد دمنهوري"، والنوري يُقصد به اللصّ، وهذا أيضاً من الأحكام المسبقة الشائعة في الثقافة المصرية.

المنصورة والدقهلية

لم تشفع مقاومة محافظة الدقهلية والمنصورة للاحتلال الفرنسي فى القرن الماضي، بل اتخذها الناس وصمة عار عليهم ووصفوهم بـ "المخلطين" و"أولاد لويس" انتسابا للملك الفرنسى لويس التاسع قائد الحملة الفرنسية فى مصر.

طنطا

على الرغم من جود وأخلاق أهالى طنطا، إلا أنهم ارتبطوا بالمثل الشعبى "بلدى طنطا وأنا أحب أعيش أونطة" ويرجع البعض هذا المثل للاعتقاد بأن الطنطاويين يفضلون الاستسهال فى أمورهم بالعيش على حساب الغير.

القاهرة والجيزة
يصف البعض أن مواليد محافظتى القاهرة و الجيزة بأنهم " اللى ساكن فيهم مالوش أصل " وذلك لانتماء معظم المحافظات إما لوجه قبلى أو بحرى.

وأيضا المحلة الكبرى: "صاحب حاوي ولا تصاحب محلاوي"،  لشهرتهم بالفهلوه، والعريش: "قيراط عداوه ولا فدان جار البداوه"، نظرًا لما اثير عن طباع البدو الحاده وشخصياتهم الجاده