"امسك فاتورة" تكشف فساد "الكهرباء" وترغم المسئولين على الاعتذار
أعربت وزارة الكهرباء والطاقة عن كامل اعتذارها للمواطنين الذين أعلنوا عن شكواهم من الارتفاع الجنونى للفواتير، وذلك من خلال المتحدث الرسمى باسم الوزارة.
ولكن الغريب أن الوزارة لم تتقدم باعتذارها
للمواطنين مسبقًا، حتى وإن كان المواطن سيموت حسرة على ارتفاع سعر الفاتورة وعدم
استطاعته على السداد، والرد كان يأتى سريعًا على المواطن بأن الحكومة ليس عندها
أخطاء، والعمل بمبدأ "الدفع ثم التظلم".
إلى أن جاء الأقوى؛ حيث استطاعت ثورة شبكة
المعلومات أن ترفع أصوات المواطنين ليس فقط الى الحكومة، ولكن فرضت رأيهم على الرأى
العام كاملاً، من خلال حملة "امسك فاتورة" تلك الحملة التى دعمها
ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعى؛ لعرض شكاوى المواطنين الذين وصلت فواتيرهم
الى أسعار جنونية، والوقوف ضد
ارتفاع أسعار الخدمات المقدمة من غاز ومياه وكهرباء.
كان من أسباب نجاح الحملة، التفاعل المثير الذى
كشف الكثير من الأسعار الخيالية لفواتير الكثير من المواطنين، فى ظل عدم تطابق مقياس العداد والفاتورة، ومن الجانب الآخر انقطاع
الكهرباء أحيانا كثيرة والاعتراف بعدم الاستهلاك المنزلى المرتفع.
ولم يكن أمام المسئولين فى الوزارة سوى العمل على تهدئة الأجواء وامتصاص غضب
المواطنين والرأى العام، فمن جانبه أكد الدكتور محمد اليماني المتحدث الرسمي
لوزارة الكهرباء والطاقة، أن الوزارة تسعى بكامل قواها إلى العمل على توفيق أسعار
الفواتير حسب الواقع المستهلك فى العداد.
وشدد "اليماني" على دعم الوزارة لـتوفير خدمات جديدة على الموقع الرئيسي للوزارة على شبكة الإنترنت لتلقى شكاوى المواطنين مباشرة، والعمل على التحقق من الفواتير فى مدة لا تتجاوز 24 ساعة.
وأشار "اليمانى" أن الوزارة ليس لها اى علاقة بزيادة أسعار الكهرباء، محملا مجلس الوزراء مسؤلية زيادة الاسعار، مضيفا أن الوزارة وضعت خطة مسبقة لرفع أسعار الطاقة على مدار خمس سنوات تنتهي في 2019، دون المساس بمحدودي الدخل.
كما علق "اليمانى" بعض الأخطاء الوارة
على منظومة العداد القديم، بسبب الأعطال وتقادم الزمن عليه، مشيرًا الى أن الوزارة
تسعى الى تعميم منظومة العداد المدفوع مقدمًا على مستوى الجمهورية، مضيفا أن
الوزارة انتهت بالفعل من تركيب ما يقرب من 2 مليون عداد.
كما ألقى اللوم أيضا على قراء العداد من ناحية
الأخطاء التى تقع بسببهم من خلال القراءة الخاطئة او التسجيل الخاطئ، موضحًا أن
الوزارة تقوم بعمل دورات تدريبية وتأهيلية لرفع كفاءتهم من أجل تلافى الأخطاء المكررة لهم.
ولكن مع صدور هذه التصريحات التى عمل المسئولون على تهدئة الاجواء بها، قابلها فى الجانب الآخر السخرية وعدم الاقتناع بها، وأكد المنسقون لحملة
"امسك فاتورة" أن الحملة لن تنتهى بكلام مسكن للمواطن على حسب وصفهم.
وتعهدت الحملة على استكمال خطتها التى تسعى الى كشف الفساد الذى يقع عواقبه على المواطن، حتى يتم رفع العبء عنه، وبذلك لا تزال حرب المعلومات قائمة بين المسئولين والمواطنين.