كيف تتعامل مع امراض "الجهاز التنفسي" في رمضان
أشارت بعض الدراسات إلى أن معدل التنفس يقل مع الصيام، وأن وظائف الرئة في الغالب لا تتأثَّر، ويعتقد كثير من الأطباء أن الصيام عن الماء قد يزيد من كثافة البلغم، خاصة في فصل الصيف مع الحرارة الشديدة، وبذلك قد يعاني المريض من صعوبة إخراج البلغم.
وللتعامل مع أمراض الجهاز التنفسي في رمضان مثل الزكام، ونزلات البرد، والأنفلونزا وما شابهها، وأخذ العلاج اللازم، يجب معرفة الرأى الشرعي بها للصائم للاطمئنان:
- البخاخات:
تعد من الأساليب الفعالة في علاج أمراض الجهاز التنفسي، ونقلةً نوعية هائلة في علاج أمراض الصدر؛ لأنها جعلت بالإمكان إيصال الدواء بتراكيز قليلة لكن كافية إلى الرئة مباشرة، دون الحاجة لتناول أدوية عن طريق الفم، وهي أربع أنواع:
1- البخاخ الغازي:
وهو علبةٌ مضغوط فيها الدواء بهيئته الغازية، يضعها المريض في فمه، ثم يفتحها فيندفع الغاز إلى فمه، وعليه بعد ذلك أن يسحبه إلى رئتيه.
وقد اختلف الفقهاء المعاصرون في هذا النوع، هل يفطر أم لا، والذي رجحته اللجنة الدائمة للإفتاء والندوة الفقهية الطبية، والمجمع الفقهي، وهو رأي الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، أن هذا النوع لا يفطر.
2- البخاخ المائي:
ويستخدم في حالات الطوارئ، حيث يجعل الدواء مع محلول الماء المقطر في جهاز تبخير، متصل بقناع أنفي، يضعه المريض على أنفه وفمه ليستنشق الدواء.
والتوصيف الشرعي له أنه بخار الماء مع بخار مواد أخرى، ولهذا توقف عنده كثير من العلماء، ومنهم من قال إنه علاج إسعافي، فإذا احتاج إليه المريض فليأخذه ويفطر، أما إذا كان يمكن الاستعاضة عنه بكميات متكررة متتابعة من البخاخ الغازي، وسيعطي النتيجة نفسها يكون ذلك أفضل.
- الحبوب والكبسولات:
هذه تفطِّر طبعًا، لكن الحاجة إليها أقل، وأغلبها مضادات حيوية يأخذها المريض عند الحاجة، وبعضها حبوب كورتيزون أو مادة الثيوفيلين، وهذه بالإمكان أخذها بين الفطور والسحور.
- مريض الربو:
لا يجوز لمريض الربو أن يترك أخذ البخاخ الموسع عندما يحتاج إليه رغبة منه في عدم قطع الصيام، فإن هذا في رأي الكثيرين نوع من الإلقاء بالنفس إلى التهلكة.
وإذا كان المريض لم يقتنع بأن البخاخ الغازي لا يفطر، فليأخذ العلاج ويفطر، أما أن يعرضَ نفسه للخطر ويرفض أخذ العلاج والعمل برخصة الله، فقد آذى نفسه ولم يأخذ برحمة الله له.