«السوق العماني» بالدوحة عبق الماضى في أيام الشهر الفضيل
ما إن تطأ قدماك السوق العماني بالدوحة إلا ويقابلك شذا الماضي الساكن في جنباته عبر بضاعته الواردة من كل حدب وصوب، إحساس يعود بك إلى زمن التجار الأوائل وروايات الرحالة عن تجارٍ كانوا يجوبون الخليج العربي وبحر العرب يشترون أجود البضائع ويحمّلونها فوق سنابكهم الخشبية لتستقر هنا في قطر.
يقع السوق العماني في الطرف الشرقي من منطقة السوق المركزي بالدوحة حيث يحتل مساحة 500 متر مربع تقريبًا مقسمة إلى ثلاثة أقسام طولية يتفرد كل قسم فيها بنوع محدد من أنواع البضائع.
يستقبل زوار السوق عند بوابته باعة التمور، الذين يجتذبون الزبائن قبل وأثناء شهر رمضان المبارك ببضاعتهم التي تنافس في جودتها وأسعارها كبريات المحال المتخصصة في هذا المجال، وفوق طاولاتهم يعرضون مختلف أنواع التمور الذين يبدأون ببيعها انتظارًا لجمع تمور الدوحة وطرحها بالأسواق.
وأكثر أنواع التمور إقبالًا من قِبل رواد السوق هو تمر "النغال" العماني بلونه الأصفر الشهير ومذاقه المميز وأسعاره في متناول الجميع إذ لا يزيد سعر الكيلو عن 25 ريالًا فقط.
وبجواره على طاولة مماثلة كومة أخرى من التمر بلونه الغامق وحجمه الكبير نسبيا وهو تمر " الصقعي " وهو أحد أشهر أنواع التمور بالجزيرة العربية وعادة ما يتم حشوه بالمكسرات والهيل ويغطي بعسل النحل.
نوع آخر من أنواع التمور تجتذب زبائن السوق العماني وهو " المبروم " المعروف بلونه الأقرب إلى السواد وحجمه المتناسق ويتم جلب المبروم من المملكة العربية السعودية؛ ليباع في السوق.
أما الأغلى سعرًا والأشهر والأكثر طلبًا من قبل زبائن السوق العماني فهو "خلاص القصيم " أحد أفضل أنواع التمور على الإطلاق والمعروف بمذاقه واعتدال نسبة السكر به ويشهد إقبالًا كبيرًا في أيام شهر رمضان الفضيل ويصل سعر الكيلو منه إلى 200 ريال.
القسم الثاني من أقسام السوق العماني وهو المخصص لبيع القهوة العربية والبهارات والبخور ويضم بضائع واردة من إثيوبيا والصومال وسلطنة عُمان تتميز بجودتها وأسعارها في متناول الجميع ويستقطب هذا القسم الزبائن طيلة العام ويكثر الطلب عليه في شهر رمضان؛ نظرًا لما تشهده المجالس القطرية من نشاط طيلة الشهر الكريم وتكون القهوة ومكوناتها هي العنصر الأساسي للضيافة فيها.
وللباحثين عن الزهور الخلابة وأدوات الزينة للحدائق والمنازل فالوجهة لابد وأن تكون السوق العماني حيث باعة الزهور وشتلات الزينة وأدوات الزراعة بمختلف أشكالها وأحجامها.
هناك أيضًا باعة الأدوات المنزلية " التراثية " حيث توجد الفنرات القديمة التي كانت تستخدم للإضاءة عوضًا عن المصابيح الكهربائية، ومفارش السماط المصنوعة من سعف النخيل والتي حلت محلها الآن الأطباق البلاستيكية وغيرها مما يوجد في بيوت الأجداد الأوائل.
كم من هائل من البضائع والمواد الغذائية ومستلزمات المنازل والحدائق لا يتوفر في مكان واحد بالدوحة إلا بالسوق العماني تم جلبها من الموانئ والمدن المختلفة؛ لتباع بالدوحة حيث ينتظرها الباحثون عن الأصالة وروح التاريخ والذكريات القديمة.