رئيس التحرير
خالد مهران

أمريكا تطالب بترحيل المؤمنون بالشريعة الإسلامية وفرنسا تعتبرهم عبئا أمام حريتهم

المسلمون في أمريكا
المسلمون في أمريكا وفرنسا

أنتشرت العديد من الأخبار حول أن المتسببين في الهجمات التي وقعت في مدينة "نيس" الفرنسية والتي أدت إلى قتل 84 شخصًا هم مجموعة من التوانسة وبعض المسلمين الذين يعيشون في باريس مما تسبب في إقتناع الولايات المتحدة الأمريكية أن الخطر أصبح يحيط بها أكثر مما سبق من قبل المسلمين.

ويبدو أن الوضع زاد تعقيدًا حيث أنه لم يتوقف عند حد مطالبة مرشح الرئاسة الجمهوري "دونالد ترامب" عند حد مطالبته بمنع المسلمين من دخول واشنطن وإنما وصل إلى حد مطالبة رئيس مجلس النواب الأسبق " نيوت غينغريتش" بترحيل المسلمين الذين يؤمنون بمبادىء الشريعة الإسلامية.

وأشارت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية إلى أن ما تعتقده فرنسا حيال المسلمين يختلف تمامًا عن إعتقاد الولايات المتحدة حيث أنها وبحكم الفترة التي أحتلت فيها شمال إفريقيا أصبحت على دراية بأن ما يعيشه المسلمون من عزلة وما يعانونه في المجتمعات المنعزلة هو السبب الرئيسي وراء إنجرافهم وإنضمامهم للجماعات المسلحة وخاصة من الشباب.

وأضافت الصحيفة أن نسبة المسلمين في فرنسا كبيرة جدًا جدا حيث أن معظمهم يعودوا لأصول جزائرية أو تونسية حيث بدأوا في التدفق إلى فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية ثم تدفق عدد أكبر من الجزائر وتحديدا عام 1968 ليصل عدد المسلمين الذين دخلوا فرنسا إلى 800.000 مسلمًا.

وترى الصحيفة الأمريكية أنه على فرنسا أن تقلق حيال المسلمين الذين يعيشون فيها حيث أن معظم أعضاء تنظيم "داعش" في سوريا والعراق يعودون لأصول تونسية والأزمة أنها كانت من أول الدول الأوروبية التي عملت على الترحيب باكير نسبة من اللاجئين والمهاجرين المسلمين الذين تركوا بلادهم بسبب الهجمات الإرهابية والذين ربما يكون متغلغل وسطهم أعضاء من التنظيم.

على صعيد أخر نقلت الصحيفة ما قاله "ياسر واتي" المتحدث باسم رابطة "مناهضي كارهي الإسلام" في باريس ومفاده أن الأطفال الذين يعيدون لأصول تونسية وجزائرية ويعيشون في فرنسا كونهم يحملون الجنسية الفرنسية فذلك يدفع بهم إلى التساؤل حول مدى الحقوق الذي يتمتعون بها وما إذا كان من حقهم ممارسة حياتهم مثل بقية أطفال فرنسا ولكن وحينما يصطدمون بالواقع وبكونهم يحملون الجنسية بالاسم فقط يكون ذلك بمثابة سبب قوى لجعلهم يلجأون للتطرف وممارسة الإرهاب.

وأضاف واتي أن الحكومة الفرنسية تعتبر العقيدة الإسلامية عائقًا يمنع المسلمين حتى ممن يحملون الجنسية من ممارسة كافة حقوقهم كبقية المواطنين داخل فرنسا مما دفع بها إلى منع أيا من المسلمين أو غير المسلمين من التعبير الحر عن رؤيته بحسب دينه أو عقيدته لكي تعطي فرصة للإندماج والإتحاد بين الجميع مسلمين وغير المسلمين.

ونوه ياسر أن إتباع فرنسا لهذه السياسة جعل المسلمون يشعرون بالإضطهاد وأن يوجد عداء ليس لهم فقط وإنما للعقيدة في حد ذاتها وأنهم لن يتم قبولهم فيما بعد بأي شكل من الأشكال.