"وول ستريت جورنال": في أوروبا الإرهاب بات "طبيعة حياة"
كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" - أن الأوروبيين يتساءلون ما إذا كان الإرهاب قد أصبح "طبيعة حياة" بالنسبة لهم ، وذلك بعد حادث نيس ثم اعتداء الفأس في قطار ألمانيا، وأخيرًا هجوم ميونيخ.
وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أنه خلال العشرة أيام الماضية ، شهدت أوروبا الغربية الهدوء اليومي الذي اعتادت عليه يتهشم أمامهم عن طريق حوادث عنف.
وأضافت الصحيفة، أن دوافع وظروف كل هجوم كانت مختلفة ، ولكن سلسلة الاعتداءات العنيفة جعلت المسؤولين في المنطقة يتساءلون إذا كان الإرهاب سيصبح حقيقة من حقائق الحياة التي يجب أن تتعلم أوروبا تقبلها .
وأشارت الصحيفة، إلى أن التحقيقات الأولية في هجوم ميونيخ ، الذي وقع الجمعة الماضية، وجدت أن منفذ الاعتداء مراهق يدعى علي سنبلي "18 عامًا" ، ويعتقد أنه كان يتلقى علاج نفسي ومهووس بحوادث إطلاق النار الجماعية.
وتابعت الصحيفة، أنه لو صحت تلك النتائج، فإن هجوم ميونيخ سيكون استثناء في عام قام خلاله تنظيم "داعش" الإرهابي إما بتخطيط أو إلهام معظم الهجمات الإرهابية في أوروبا.
ونقلت عن المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين أنهم يتقدمون بحذر في تحقيق هجوم ميونيخ لأن تقديراتهم يمكن أن تتغير خلال الأيام القادمة، لافتةً إلى أن مسؤولي الأمن رأوا أن سلسلة الهجمات الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة تظهر أهمية تحسين جمع المعلومات المخابراتية ، وتحسين الخدمات ومراقبة الأشخاص المصابين بمشاكل الصحة العقلية.
وبحسب الصحيفة، قال مسؤول أمريكي في أوروبا: "نحن نعيش في خوف سواء كان سببه إرهابيين أو أصحاب المشاكل العقلية.. سواء كانوا متطرفين أو مختلين عقليًا، فهم سيرهبون ويغيرون حياة الناس.. لدينا مشكلتين هنا، ويجب أن نركز على كليهما".
وفي السياق ذاته، قال مسؤولي الأمن في أوروبا إن المخابرات الجيدة هي أكثر تأثيرًا في إيجاد شبكة إرهابية وليس ذئاب منفردة، مشيرين إلى أنه لا يوجد طريقة لتوقع ومنع هجوم على أهداف غير محمية "عامة" ينفذها شخص غير معروف للشرطة أو المخابرات.
وأفادت الصحيفة بأن تقوية الأهداف السهلة التي استُهدفت هذا الشهر في أوروبا، ستتطلب حضور أكبر بكثير للقوات المسلحة، ونقاط التفتيش، والحواجز، وهي خطوات يتردد المسؤولون الأوروبيون حتى الآن في اتخاذها، مضيفة أنه لا شك في أن عدد التهديدات المتزايد باستمرار ، ليس فقط من الإرهابيين ولكن من متطرفي التيار اليميني في أوروبا، شكلت ضغوطا على أجهزة المخابرات الأوروبية وأقسام الشرطة .
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة الأوروبية "يوروبول" أطلقت تقريرًا هذا الأسبوع تنوه فيه بأن العام الماضي شهد ليس فقط ارتفاعًا حادًا في حالات القبض على متطرفين إسلاميين، ولكن أيضا تصاعد في اعتقالات المشتبه في كونهم إرهابيين على صلة بالمجموعات العرقية والقومية في أوروبا .
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني أوروبي ، قوله : " إن التوجه العام الآن هو تطرف كل الناس .. لا أعلم كيف سيمكننا إيقاف ذلك"، موضحة أن مسؤولي أمريكا رأوا الشيء الوحيد الذي يمكن للمخابرات والأمن في أوروبا فعله بسرعة: أن يجدوا آلية يتمكنوا من خلالها مشاركة المزيد من المعلومات المخابراتية بشكل أكثر توسعًا.