صحيفة أمريكية: صعود الحركات السلفية وراء هجرة المصريين لـ«تركيا» ودول الخليج
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نتائج دراسة حول هجرة المصريين للسعودية وتركيا، واصفة هذه الظاهرة بأنها ملفتة للنظر، خاصة بعد اندلاع ثورتين يفترض أن الهدف منهما، كان تحسين أوضاع المصريين للأفضل.
واعتمدت الصحيفة على مبادىء دراسة أعدها كل من الكاتبين التركيين طلحة كوس، ومسعود أوزكان، واللذين أشارا في دراستهما إلى وجود علاقة بين الهجرة وصعود الحركات السلفية في مصر.
وقالت الصحيفة، إنها لاحظت أن نسبة الهجرة إلى السعودية وتركيا، تزداد بصورة ملفتة بين أبناء قرى مصر، ما جعل الصحيفة تجري لقاءً صحفيًا مع أسر شباب القرى الذين يهاجرون؛ للتعرف على السبب وراء تشجيعهم لأبناءهم لكي يقدموا على خطوة الهجرة.
وكانت نتيجة اللقاءات التي أجرتها الصحيفة، أن أسر هؤلاء الشباب أكدوا أنهم يشعرون بحزن عميق حيث أن أصواتهم التي أدلوا بها في انتخابات 2012، ذهبت هباءً.
وحول سؤالهم عن رؤيتهم حيال السياسة التي كان يتبعها أهم رموز جماعة الإخوان في ظل حكم الرئيس "محمد مرسي"، أكد العديد منهم أنه من الصعب وصف هذه السياسة بالسلبية، أو أنها أضرت بمصر، معتبرين أن الجيش تعجل في اتخاذ القرار بالإطاحة بمرسي.
من ناحية أخرى، حاولت الصحيفة معرفة السبب وراء الاهتمام بالسفر إلى دول الخليج تحديدا، واكتشفت أن هذا الأمر طبيعي، خاصة أن دول الخليج توفر عائدًا ماديًا كبيرًا، وهو ما لا يجده المصريون في بلادهم.
وترى «واشنطن بوست» أن ارتفاع نسبة الهجرة بين المصريين ليست بالأمر المثير للدهشة، حيث شهدت فترة الخمسينيات والستينيات ارتفاعًا في معدل الهجرة بين المصريين لدول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، وزادت بشكل ملحوظ عام 1974؛ بسبب ارتفاع سعر النفط.
على صعيد آخر، أشارت الصحيفة إلى أن السعودية ومختلف دول الخليج، عملوا على تحسين أوضاعهم اقتصاديا وسياسيا خلال فترة الخمسينيات والستينيات مما دفع الكثيرون إلى بذل الجهود للسفر والهجرة إلى هناك.
وأضافت الصحيفة أن للمهاجرين في دول الخليج دورا محوريا في التصويت لحزب «الحرية والعدالة»، وحزب «النور» في انتخابات 2012.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الحقيقة أن ما تمر به مصر من سوء في الأحوال السياسية الاقتصادية والاجتماعية هي الأسباب الرئيسية للهجرة لدول الخليج خاصة بعد ما وصفته الصحيفة بالفشل في التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر، ما جعلها تربة خصبة للفكر السلفي ونمو الجماعات الجهادية.