«جارديان» تروي حكايات حزينة عن أطفال نيجيريا وجحيم «بوكو حرام»
حذرت الأمم المتحدة من احتمالية تعرض أكثر من 120 ألف مواطن، أغلبهم من الأطفال، للموت المؤكد في عدة مناطق بنيجريا؛ مرجعة ذلك إلى الهجمات التي تنفذها جماعة «بوكو حرام»، بحسب ما نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية.
وقالت الصحيفة، إن عمليات القتال التي يمارسها مسلحو «بوكو حرام» في العديد من المناطق داخل نيجريا وتشاد والنيجر والكاميرون، تسببت في نزوح مليوني مواطن، وأصبح المزارعون غير قادرين على جني محاصيلهم علاوة على أن منظمات الإغاثة أصبحت عاجزة عن الوصول إلى المناطق المعزولة.
ووصف مراسل صحيفة «جارديان» ما شاهده بأحد مخيمات إقليم «مايدوجوري»، حيث شاهد العشرات من الجماجم والهياكل العظمية للعديد من الأطفال وليس المقصود هنا بالهياكل العظمية أنهم قتلى وإنما حاول أن يعطي تشبيهًا للمأساة التي يعيشها الأطفال بسبب نقص الغذاء وما يتعرضون له من مجاعة لدرجة جعلت أجسامهم كـ«الهياكل العظمية».
وأجرت الأمم المتحدة دراسة في العديد من المناطق بنيجريا؛ لتكتشف أن هناك عدة مناطق تعاني من سوء التغذية، وهو ما يعرض قرابة 400 ألف طفل للهلاك العام المقبل، ليس فقط بسبب سوء التغذية، وإنما أيضا لانعدام الأمن الغذائي.
وتقول الصحيفة البريطانية، إن الأحداث التي تشهدها نيجريا الآن، هي الأسوأ على مدار تاريخ قارة إفريقيا، وربما أسوأ مما تشهده حلب في سوريا خاصة أن انتشار البطالة بين النازحين أدى إلى مواجهتهم للموت جوعا، فضلا على أن منظمات الإغاثة غير قادرة على الوصول لهم لتقديم ما يحتاجون له.
ونقلت الصحيفة ما قالته إحدى الأمهات التي أخذت أطفالها وقررت اللجوء لمخيم "مايدرجوري"، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال يعيشون مأساة حقيقية.
وقالت السيدة النيجيرية للصحيفة البريطانية، إن أحد أطفالها، والذي لم يتعد الخمس سنوات مات أمام عينيها موتًا بطيئًا؛ لأنها لم تكن قادرة على توفير الغذاء له، وهي الآن خائفة جدا على ولدها الثاني من مواجهة نفس المصير.
وأكد العديد من مسئولي منظمات الإغاثة أن التصرفات التي يقوم بها مسلحو «بوكو حرام» لن تكون فقط في نزوح الشباب بعيدا عن وطنهم، وإنما سيكون هؤلاء الشباب عرضة لـ«التطرف الديني»، مثلما حدث مع زعيم «بوكو حرام».