أزمات مدارس «القرية الذكية».. انقلابات وأمراض واستغلال «أولياء الأمور»
خلال الأيام الماضية، نظم أولياء أمور طلاب في مدرسة «القرية الذكية»، مظاهرة؛ احتجاجًا على زيادة المصروفات، وتغيير النظام الأمريكي «ig»، إلى البكالوريا الدولية «ib».
وتم رفع المصاريف في مرحلة رياض الأطفال من 39 ونصف إلى 64 ألف جنيه، كما ارتفعت مصروفات التسجيل من 9 آلاف إلى 17 ألف جنيه، وارتفعت مصروفات «الباص» من 7 آلاف إلى 13 ألف جنيه، و5 آلاف جنيه مصروفات «الكتب»، ليصبح إجمالي المصروفات 105 آلاف جنيه.
إلى هنا، ويبدو الأمر وكأنه مشكلة عادية بين إدارة مدرسة «القرية الذكية»، وأولياء الأمور، ولكن «النبأ» تكشف تفاصيل جديدة عن الواقعة في السطور التالية.
في العام الماضي، وفيما يشبه الانقلاب، وبدون سابق إنذار، تمت الإطاحة بالسيدة «عفاف عوض»، التي كانت تشغل منصب «مديرة المدرسة»، وذلك عن طريق، شريف نظيف، رئيس مجلس الأمناء، ونجل الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، وعمرو السجيني، رجل الأعمال، وأمين الصندوق، وشقيق أحمد السجيني، عضو مجلس النواب، واللذان تحركا للسيطرة على المدرسة، ثم تعيين مديرة جديدة لها تدعى «ألين سكاكيني».
تحرك شريف نظيف، وعمرو السجيني، لتحقيق أرباح عن طريق مدرسة «القرية الذكية»، التي تم إنشاؤها من قبل مؤسسة «تنمية الطفل والمجتمع» والتى أسستها الراحلة منى أبو العلا، قرينة الدكتور أحمد عام 2007، تحت إشراف وزارة «التضامن الاجتماعي»، وكانت في الأصل مدرسة غير هادفة للربح.
ولتحقيق أحلام التوسع، وزيادة الأرباح، بنى «شريف»، و«السجيني»، مدرسة جديدة في «نيو جيزة»، وأطلق عليها اسم «الليسيه فولتير»، تتم الدراسة بها بـ«اللغة الفرنسية»، ونقلوا جزءًا كبيرًا من طلاب مدرسة «القرية الذكية» إليها، بحجة إجراء تطويرات على المدرسة الثانية، في خداع كامل لـ«أولياء الأمور».
وكان هذا الأمر مفاجئة للطلاب وأولياء الأمور، وتسبب في إرباكهم، وتحميلهم نفقات مالية كبيرة؛ بسبب الاشتراك في «باصات جديدة»، والتفرقة بين طلاب الأسرة الواحدة.
لم تتوقف المشكلات عند ذلك الحد؛ بل أصيب عدد كبير من طلاب مدرسة «الليسيه فولتير»، بالأمراض الصدرية، والأزمات؛ بسبب قرب المدرسة من منطقة بها «محاجر»، ما كان سببًا في زيادة قلق الأهالي الذين دخلوا في معركة جديدة مع إدارة المدرسة التي نفت وقائع إصابة الطلاب بالأمراض، واستعانوا بلجنة من جامعة عين شمس؛ لإثبات أن المدرسة مطابقة للشروط والمواصفات الصحية والبيئية.
كما استعانوا بأجهزة لـ «قياس نسبة التلوث»، وتم وضعها في الأجزاء الداخلية للمدرسة، وليس في المناطق الخارجية التي يتواجد فيها الطلاب أثناء «البريك»، وهو ما يعد تلاعبًا بصحة الطلاب، وخداعًا لأولياء الأمور.
وزادت شكاوى أولياء الأمور من سوء العملية التعليمية، واستغلال المدرسين في «الدروس الخصوصية الخارجية»، فضلا عن تعالي شريف نظيف، رئيس مجلس الأمناء، على الأهالي، وعدم الاستجابة لـ«الشكاوى والإيميلات» التي يتم إرسالها له من قبل أولياء الأمور.
ومن الوقائع التي شهدتها المدرسة، قيام مُدرس بالاعتداء على طالب، وهي الواقعة التي أثبتتها الكاميرات، وعندما تقدم ولي أمر الطالب بشكوى، رفضت المدرسة عقاب المُدرس، بل اتهمت الطالب بسوء السلوك، وتم ترقية المدرس، صاحب الواقعة لـ«وظيفة أعلى» في تحد واضح لأولياء الأمور، ما كان سببًا في وصول هذه الواقعة لـ«وزارة التربية والتعليم».
وتتعدد شكاوى أولياء الأمور من إدارة مدرسة «القرية الذكية»، ومن هذه الشكاوى دفع أموال لـ«كانتين المدرسة»، وشراء الكتب التي لا يتم استخدامها، وعدم تفعيل دور «مجلس الأباء»؛ بسبب تعالي شريف نظيف، رئيس مجلس الأمناء، وعدم التزامه بالقواعد التعليمية المعمول بها في كل المؤسسات التعليمية.