داليا زيادة: ترامب يرى الخليج اللاعب الأساسي في «الناتو العربي» وليس مصر.. «حوار»
وصفت داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، والناشطة الحقوقية، لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، باللقاء التاريخى، مضيفة أن زيارة «السيسي» للبيت الأبيض جاءت فى توقيت هام للغاية.
وأضافت «زيادة» في حوار لـ«النبأ»، أن مصر تتمتع فى هذا التوقيت بقوة الموقف السياسي فى علاقاتها مع أمريكا، مشيرة إلى أن واشنطن تتعامل مع القاهرة حاليا كشريك تحتاج إليه بقوة.
وأوضحت«زيادة» أن هذه الزيارة جاءت بعد فترة طويلة لمدة 9 سنوات لم يوجد فيها أى تعاون ما بين مصر وأمريكا، لافتة إلى أن أخر زيارة كانت لـ«مبارك» فى آواخر عهده، موضحة أنه عند حدوث أى تقارب فى عهد مبارك أو الإخوان بين أمريكا ومصر، كانت واشنطن تريد فرض أجندتها على مصر، الأمر الذي كان يقابل بالرفض، ما كان له التأثير الأكبر على انقطاع العلاقات بين البلدين.
وأكدت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية، أن هذه الزيارة تأتى فى
وقت تتمتع فيه مصر بقوتها العسكرية والإقليمية؛ ما يجعل
مستوى هذه الزيارة يخلتف عن الزيارات التى تمت من قبل، موضحة أن هذا اللقاء يعكس تطورا
نوعيا في العلاقات المصرية الأمريكية.
وأكدت «زيادة» أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيركز فى هذه الزيارة، وسيجعل
أولويتة بشكل أكبر على الجانب الاقتصادى، متوقعة أن تشهد الزيارة العديد من الاتفاقيات
الاقتصادية، والتى سيكون لها العائد الكبير على تحسين الوضع الاقتصادى داخل مصر.
وفيما يتعلق بإدراج جماعة الإخوان «إرهابية» عقب هذه الزيارة، أوضحت «زيادة»
أن جماعة الإخوان لديها مخاوف كبيرة من هذه الزيارة، موضحة أنها ستحاول أن تشوهها
عن طريق التظاهرات المعدودة على أصابع اليد؛ لإظهار أن المصريين
غير راضيين عن أداء الرئيس، مؤكدة أن كل هذه المحاولات لن تنجح.
وأشارت «زيادة» إلى أن إدراج الإخوان كـ«جماعة إرهابية» ليس فى أولويات الرئيس فى هذه الزيارة رغم أنه
مهم بالنسبة للمصريين، مشيرة إلى أن الرئيس سيركز بنسبة كبيرة على التنمية
الاقتصادية لمصر.
وأكدت الناشطة الحقوقية، أن الحوار فيما يتعلق بالجانب الاقتصادى لن يركز على تقديم مساعدات لمصر من قبل أمريكا، مضيفه أن
السيسي سيطلب أن تكون أمريكا شريكًا اقتصاديًا للقاهرة،
وذلك عن طريق التبادل التجارى بين البلدين، وتشجيع المستثمر الأمريكى على الاستثمار
فى مصر كسوق ضخم ويتوفر لديها الامكانيات لاستثمار من حيث الأماكن المتوفرة وكثرة
العاملة الغير مكلفة، مشيرة إلى أن مصر ستكون بديل اقتصادى قوى بالنسبة لأمريكا عن
دول أخرى فى العالم مثل الصين.
وأشارت «زيادة» إلى أنه لو تم إدارة المفاوضات فى هذه الزيارة بالشكل الذى
يفيد مصر، فإن ذلك سيغير مستقبل ليس فقط العلاقات المصرية الأمريكية ولكن العالم
كله.
وبشأن تطرق اللقاء بين ترامب والسيسي حول فكرة تدشين «ناتو عربى»
لمواجهة إيران، قالت «زيادة»، إنه بالرغم من نظرة ترامب إلى مصر بأنها قوة فى
المنطقة، إلا أنه يرى أن دول الخليج هى اللاعب الأساسى فى تدشين هذا التحالف، وأن تلك الدول هى الأقدر على التصدى لإيران لما تمتلكة من قدرة
تنافسية من الناحية المالية، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي يعول على دول الخليج أكثر من مصر فى تدشين هذا التحالف.
وأوضحت «زيادة» أن الرئيس الأمريكي يرى أن مصر هى اللاعب الأساسى فى محاربة
الإرهاب فى دول مثل سوريا واليمن، والمشاركة مع أمريكا فى القضاء عليه، مشيرة إلى
أن ترامب سيتفاوض في هذا اللقاء مع الرئيس السيسي فيما يتعلق بمصلحة الأمريكان فى القضاء على الإرهاب أكثر من أى مصلحة دولة
أخرى.
وحول تواجد الوفود الشعبية لاستقبال الرئيس فى أمريكا والتظاهر لتدعيمه،
أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، أن اللقاءات الرئاسية
لا يستوجب فيها وجود توافد شعبى، مشيرة إلى أن هذا الحشد لتدعيم السيسي أثناء أمريكا
«غير مرغوب فيه».
وأوضحت «زيادة» أن حملات التشوية التى تعرضت لها مصر بعد «ثورة 30 يونيو» على
يد جماعة الإخوان المسلمين زادت من حماسة بعض الجاليات المصرية لاستقبال السيسي؛ لتوصيل رسالة إلى الرئيس الأمريكى أنهم يدعمون الرئيس فى مصر، وإثبات الذات، مضيفة أنه مع مرور الوقت ستعود الأمور إلى طبيعتها من جديد، وسينتهى هذا المشهد
فى زيارات الرئيس لأي دولة أوروبية.
وختمت داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، والناشطة الحقوقية، حديثها قائلة:«إن الوفود التى صاحبت الرئيس مجموعة من الإعلامين فقط»، مؤكدة أن الدبلوماسية الشعبية أصبح ليس لها أى دور الآن، نظرًا لوجود برلمان يعبر عن الشعب، منوهة إلى أن هناك فرحة كبيرة لدى المصريين؛ نتيجة لقاء ترامب والرئيس السيسي.