«تواضروس» يرد على مشاركة الكنيسة في «30 يونيو»
قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن العنف لا يمكن أن يستمر ولا تقبله الحياة المصرية، مضيفا أن العنف مرض وظاهرة تمتد طويلًا أو قصيرًا، مشيرا إلى أن ما نراه في الواقع المصري من عنف استثناء لن يدوم ولن يستمر.
وأوضح
"تواضروس" فى المؤتمر الصحفى بفندق شيراتون على هامش زيارته الحالية للكويت، أن الطبيعة المصرية بتاريخها الطويل تشهد بذلك وتؤكد أن مثل هذا العنف لا يمكن
أن يستمر ولا تقبله الحياة المصرية بكل ما فيها من مسلمين ومسيحيين.
وأشار
«تواضروس» إلى أن هناك منهجا سيكون إحدى الوسائل التي تواجه بها مصر الفكر المتطرف، واهتمت
به وزارة التربية والتعليم، موضحا أن هذا المنهج مركز على المواطنة والأخلاق ويوجد
به بعض الفصول الإسلامية وبعض الفصول المسيحية، مشيرا إلى أنه تم عمله بالمشاركة مع
الأزهر، لافتا إلى أنه شارك فيه في المقدمة،
متمنيا أن يأخذ مجاله في أرض الواقع ويصل إلى كل التلاميذ وكل الطلبة.
وأكد «تواضروس»،
أن تراجع دور الأسرة ودور المدرسة شارك بقوة في ظهور هذا العنف، موضحا أن الذى أصبح يربي الآن الإعلام والأصدقاء ثم المؤسسة الدينية
ثم المدرسة، لافتا إلى أن إصلاح الحال يأتي من إصلاح المنظومة.
وبشأن تدخل الكنيسة في السياسة وخصوصا بعد المشاركة في ثورة
30 يونيو، أكد البابا تواضروس، أن ثورة 30 يونيو لم تكن سياسة بل حركة شعب حماها جيش
الشعب وهو عمل يخص كل المصريين ولأول مره يشارك كل الشعب، مضيفا أن الكنيسة جزء من
الشعب.
وتابع: «مصر هي
صورة المعبد وأي معبد به أعمدة، فهل يمكن الاستغناء عن عمود؟!، وبالتالي الكنيسة
عمود وهذه الأعمدة تبني الأصالة والكنيسة جزء من الوطن لا يمكن الاستغناء عنها»،
مشيرا إلى المشاركة فى 30 يونيو مشاركة وطنية ليس لها علاقة بالسياسة.
وحول تهجير المسيحيين
من شمال سيناء، أوضح «تواضروس» أن مصر بلد كبير جدًا وعريقة للغاية، لها تاريخ غني
وحضارة غنية، فمصر ليست دولة حديثة، مشيرا إلى أن الإعلام العالمي يصور الحوادث الصغيرة على أنها السائدة
في مصر مثل حادثة في قرية، مصر بها آلاف القرى.
واعترض «تواضروس»
على فكرة تهجير الأقباط، قائلا: «ما حدث هو أنه وقع خطر في مناطق شمال سيناء وتحاول
قوات الجيش والشرطة تطهير المنطقة ومن ضمن من وقع عليهم الضرر الأقباط المصريين، وأي
إنسان يشعر بالخطر يترك مكانه وبعد إزالة الخطر يرجع وأسقف شمال سيناء صلى قداس العيد
هناك»، مؤكدا أن ما حدث مع أقباط العريش ليس تهجيرا.
وأكد البابا
تواضروس أن الحوادث الإرهابية التي تحدث لا
يقصد بها الأقباط لذاتهم لكن يقصد بها قلب مصر، موضحا أن الإرهاب لا يفرق بين المصريين
كمسيحيين و كمسلمين، لافتا إلى أن هذه الحوادث وجهت للقوات المسلحة والقضاء والشرطة
وعامة الشعب.
وأشار
«تواضروس» أن العمليات الإرهابية الهدف منها كسر وحدة المصريين وهذا تفكير ليس صحيحًا
لأن الوحدة المصرية ليست حديثة «بنت امبارح» لكنها منذ 14 قرنا من الزمان، موضحا أن
هذه الوحدة والتلاحم القوي جدًا الموجود على أرض مصر لا يؤثر فيه مثل هذه الحوادث،
مؤكدا أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها الكامل فى التصدى لهذه الحوادث والوصول إلى
الجناة.
وحول تجديد الخطاب
الأخلاقي بالتنسيق مع الكنيسة والأزهر، أوضح «تواضروس» أنه لا يوجد ما يسمى بتجديد الخطاب الأخلاقي، لكن
يوجد اهتمام بالأخلاق والمبادئ الإنسانية وبزراعتها في المناهج، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام
موجود يحاول الأزهر أن يوجده، وموجود في المناهج الكنسية.
واستكمل: «التعليم
الكنسي له دورة سنوية ثابتة في الكنيسة لذلك ما يقال في الكنيسة القبطية في الكويت
يقال في كل الكنائس القبطية التي في العالم. نفس الإنجيل ونفس القراءات وبالتالي يوجد
نوع من الثبات في هذه الأمور لكن طريقة التقديم هي التي من الممكن أن يحدث بها تطوير».
وتابع: «هناك بيت
العائلة، وهو مؤسسة تحاول أن تشارك في بعض الموضوعات والمناهج التي تخص الشباب أو تخص
الحياة بصفة عامة، وكان هناك لقاء مؤخرًا جمع عددا من الوزراء وفضيلة الأمام وكنت حاضرًا
فيه وكنا نناقش كيف نستعيد ما يسمى بالزمن الجميل في الأخلاق والمبادئ الإنسانية من
خلال الإعلام والثقافة والمناهج الدينية ويوجد رؤية نحاول أن نبلورها سويًا».
وبشأن إمكانية
التعاون الثقافي بين الكويت والكنيسة المصرية في مجال العروض المسرحية، قال البابا:
«بالأمس زرت دار الأوبرا مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي واستمتعت بذلك»، موضحا
أن الكنيسة يوجد بها أسقفية الشباب وهذه الأسقفية
بها جزء كبير عن المسرح الكنسي والنصوص المسرحية وتقام سنويًا مسابقة كبيرة في تقديم
هذه المسرحيات، لافتا إلى أن السنوات الأخيرة كان لنا مشاركة مع وزارة الشباب المصرية
في تقديم هذه العروض على مسرح الشباب.
وأضاف أن الكويت تهتم جدًا بالثقافة وهذا سيجعلنا أن نشارك في هذا الأمر.