هل تتحول الأزمة مع قطر من البعد السياسى إلى الدينى
وهاهى تحاول أن تأخذ بالأزمة الى منحى أخر، وتصعد من موقفها تجاه الموافقة على الشروط التى وضعتها الدول العربية الأربع الداعين لمكافحة الإرهاب، وتطرح مسألة تدويل الحج، وأن تكون مسئولية خدمة الحجيج تحت إدارة عدة دول، وليس تحت إدارة المملكة العربية السعودية وحدها، وبذلك فهى تتعدى على الأمن القومى السعودى.
ويعتبر طرح تلك المسألة هو إعلان مباشر بإعلان الحرب على المملكة العربية السعودية لأنها بذلك تريد انتزاع جزء من السيادة السعودية على أراضيها فيما يخص مكة والمدينة المنورة وتنتقص من الدور السياسى والتأثير العالمى لوجود هاتين البقعتين المقدستين.
إن تلك الدعوة ليست بجديد فقد تكرر الأمر من قبل إيران عدة مرات فى محاولة للضغط على السعودية سياسيا والإدعاء فى مرات أخرى بإن الحجاج الإيرانيين يواجهون الكثير من الصعوبات والمضايقات، بل وصل الأمر من قبل الإيرانيين على مدار العقود الماضية إحداث فتنة بداخل الحرم من خلال رفع لافتات وإحداث تدافع أدى الى وفاة المئات من الحجاج.
بل وصل الأمر إلى حملهم الأسلحة النارية ومواد متفجرة
فبيدو الأمر تلك المرة هو اتفاق ضمنى ما بين قطر وإيران على طرح تلك القضية على أساس أن إيران تقف موقف الحليف والمدافع عن قطر وحمايتها من خلال قوات الحرس الثورى التى تدفقت إلى قطر مع بداية المقاطعة، ولكن بطرح مسألة تدويل الحج جعلت الأزمة أكثر تعقيدًا على إثر هذا التصعيد من قبل قطر، وليس فقط مع السعودية وإنما مع باقى الدول العربية.
فهل ترى قطر الآن أنها لن تستطيع أن تخرج منتصرة من تلك الأزمة سياسيا لذا أبرزت ورقة تدويل الحج لتصور للمجتمع الدولى أن المملكة العربية السعودية تستغل الأزمة بينها وبين قطر على حساب تمكين الحجاج القطريين من أداء مناسك الحج وأنها فى موقف المستضعف حتى على المستوى الدينى .
أننى أعتقد أن قطر بذلك لاتريد أى حلول لتلك الأزمة نهائيا إلا بتنازل الدول العربية الأربع عن الشروط التى وضعتها من خلال وزراء الخارجية، ولا نستطيع أن ننكر الدور الأمريكى الغير مفهوم كليا، فالرئيس الأمريكى يصرح بأنه يدعم الدول العربية فى مكافحتها الإرهاب خلال قمة الرياض الأخيرة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل وبكل قوة على تجفيف منابع الإرهاب، ولكن يبدو فى لعبة السياسة والمصالح تكون هناك موائمات أو سياسة الباب الخلفى وهذا يتضح من عدم الضغط بما يكفى على قطر حتى للوصول لصيغة تفاهم تتماشى مع جميع الأطراف، ولكن هذا لم يحدث فالولايات المتحدة الإمريكية كما أرى تقف من منصة المشاهد الذى يتابع الأمور فى ترقب الى ما ستؤؤل اليه تلك الأزمة.