أسرار أخطر لقاء لـ«تواضروس» بشباب الحركات المسيحية
التقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مجموعة من النشطاء السياسيين وبعض الحركات المسيحية التى تنتقد الكنيسة، في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، تحت شعار «عاوزين نفهم»، للرد على استفساراتهم وأسئلتهم في المجالات كافة.
وقال القس بولس حليم، المتحدث
الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن البابا تواضروس الثاني، استقبل عددا من أبنائه لمناقشة القضايا القبطية.
وأكد «حليم» فى بيان له، أن
البابا تواضروس رفض إطلاق لفظ معارضين الذي
أطلقه الإعلام على هذا اللقاء، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء هو السادس من نوعه، والتقي
البابا بعدد من المفكرين والمثقفين والصحفيين، ومراحل التربية الكنسية في أكثر من
33 لقاء معهم كما التقى بشباب طلب مقابلة البابا.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يأتي
في إطار حرصه على التواصل مع أولاده بمختلف توجهاتهم وأعمارهم في إطار التواصل مع الأبناء
والاستماع لكل وجهات النظر.
من جانبه كشف مينا أسعد، مؤسس رابطة «حماة الإيمان
الأرثوذكسية»، وأحد الحضور في لقاء البابا، عن تفاصيل ما دار،
قائلا: «اللقاء استمر أكثر من 3 ساعات، بعد أن كان محددًا لنا فقط ساعة ونصف،
وتم التطرق إلى الكثير من الأمور دون خطوط
حمراء»، موضحا أن لقاء البابا تواضروس كان ممتعا وقرب الكثير من وجهات النظر،
مشيرا إلى أن البابا لم يعتبرهم من المعارضين للكنيسة ولكن أصحاب وجهات نظر.
وأضاف «أسعد»، فى تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه سأل القس بولس حليم، المتحدث
باسم الكنيسة قبل الاجتماع عن الحدود فى اللقاء فأجاب بأن الصراحة والحديث فيما ترغبون،
مشيرا إلى أن اللقاء تطرق إلى العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام القبطي،
مثل أزمة وادي الريان وأزمة الأنبا إبرآم، وقضية التعليم وانتشار كتب مخالفة
للعقيدة بالكنائس، كما تم النقاش حول قضية تناول المرأة الحائض خلال اللقاء.
وأكد «أسعد»أن اللقاء لم يتطرق
إلى قانون الأحوال الشخصية، أو البروتوكول الموقع بينه وبين البابا فرنسيس الأول بابا
الفاتيكان في أبريل الماضي، حول إعادة معمودية الكاثوليكي المنضم للكنيسة القبطية الأرثوذكسي،
موضحا أن الحركات المطالبة بالزواج والطلاق لم تكن موجودة باللقاء، لافتا إلى أن معظم الحديث دار حول القضايا السياسية، وعلاقة
الكنيسة بالسياسة.
وأشار «أسعد» إلى أن البابا
وجه للشباب المشاركين سؤالا حول قضية تناول المرأة الحائض كان نصه: ما هو المستقر
في الكنيسة حول تلك القضية؟، فأجاب الشباب أن المستقر هو عدم جواز تقدم المرأة
للتناول من الأسرار المقدسة أثناء مرورها بفترة الدورة الشهرية وكذلك الرجل في حالة
الإفراز، فعقب البابا قائلًا: "هذا ما أقرّه المجمع المقدس بوضوح".
وأوضح «أسعد» أن القس بولس
حليم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اشترك في الحوار بتلك النقطة قائلًا:
«كل ما كتب عن تناول المرأة تم عرضه ودراسته في المجمع وعليه خرج القرار باستمرار ما
هو مستقر، وكل ما يصدر مخالف عن هذا الكنيسة أصدرت بيان انه يمثل رأيه الشخصي».
وحول الأزمة الأخيرة المتمثلة
في اعتذار الأنبا إبرام أسقف الفيوم، عن استكمال خدمته، واللجوء للدير لاستكمال حياته
الرهبانية، قال «أسعد» إن البابا تواضروس نفى وجود أي خلافات بينه وبين الأنبا إبرام، والتقي بالأسقف وحاول إثنائه عن الطلب وهو أسقف له وزنه وقدره بالكنيسة
وأثنى عليه كثيرًا فى حديثه.
وأوضح أن البابا أحال طلبه
إلى لجنة شؤون الإيبارشيات بالمجمع المقدس، للبت فيه، لافتا إلى أنه كان من المقرر
أن يتم الإعلان عن نتيجة البت في الأمر يوم الخميس إلا أنه تم تأجيل الإعلان عن قرار
المجمع المقدس نظرًا لوفاة الأنبا كيرلس أسقف ميلانو بإيطاليا.
وتابع: "تحدثنا مع البابا عن وجود منبرين للتعليم وحال ردنا على
المخالفين للعقيدة والموروث الآبائي يتهمنا البعض بأننا ضد قداسة البابا، بالإضافة
لوجود كتب تحمل أفكارًا مخالفة وحينما نسأل الكهنة المسئولين يقولون البابا بيحميهم ومصرح
لهم، واستشهدت بمقولة للبابا تواضروس بأن الانحراف عن الأرثوذكسية شعرة يعتبر خيانة"،
وألمح إلى أن البابا ضحك ورد قائلا: البابا مظلوم معاهم، وبعض الكتب والمكتبات لها
كهنة مسئولون عنها.
واستكمل: «أن بعض المدارس
الموازية للتعليم المسيحي أصدرت كتبًا تحمل مخالفات
عقائدية وشكلت لجنة ومضى قرابة العام دون اتخاذ قرار بشأنها، ورد بابا الكنيسة أن الأنبا
رافائيل كان مشغولا بالأحداث الجارية بالبلاد ولكن اللجنة ستعود لدراسة الأمر ووضح
حد لهذه الإشكالية».
وحول أزمة دير وادى
الريان أوضح «أسعد»، أنه طالب البابا بالتدخل قدر استطاعته للعفو عن الراهب بولس الرياني،
مضيفا أن البابا كشف عن بعض السلبيات بشأن أزمة وادى الريان والرسامات الخاطئة، مؤكدا
بان الرهبنة سلوك قبل ارتداء الزي الرهباني.
واختتم مينا أسعد مؤسس رابطة «حماة الإيمان الأرثوذكسية»، حديثه قائلا: « البابا كان منصتا واستمع إلى كل الآراء التي لم تشهد اتفاقًا بين جميع الحاضرين، ووعدنا بلقاء آخر سيحدد بعد ذلك عقب عودته من الخارج».