اشتعال حرب «شفيق» و«الدندراوي».. مَن ينتصر على مَن؟
بين الحين والآخر، توجه «الماكينة الإعلامية» ضربات موجعة للفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، من خلال مقالات وموضوعات تهاجم ما يتردد عن سعي «الفريق» للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو الأمر الذي يراه المتابعون للشأن السياسي «تصفية واغتيالًا» معنويًا لـ«رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية»، وآخر رئيس وزراء في عهد «مبارك».
ففي وقت سابق، شن الكاتب الصحفي نصر القفاص، الأمين العام لـ«حزب المصريين الأحرار»، جبهة الدكتور عصام خليل، هجومًا حادًا على الفريق، قائلًا: «الفريق انتهى زمنه تمامًا.. ولا أعتقد أنه يصلح لممارسة العمل السياسي، وليس الرجل الذي يصلح لقيادة المرحلة المقبلة، خاصة أنه بعيد عن مصر منذ أكثر من 4 سنوات، ويتابع الوطن من خلال شاشات التليفزيون».
وقال أيضًا: «المرحلة الحالية تحتاج متطلبات أخرى لا يعيها شفيق ولا يصلح لها، خاصة أنه بعيد تمام البعد عن الصورة السياسية».
وفي هذا السياق، اشتعلت «معركة حامية» بين الكاتب الصحفى دندراوى الهوارى، رئيس التحرير التنفيذى لـ«اليوم السابع»، وبين حزب الحركة الوطنية المصرية الذي يتزعمه الفريق أحمد شفيق؛ بعد كتابة الأول مقالًا ينتقد فيه «الفريق»، الموجود في الإمارات، وما يتردد عن سعيه للترشح للرئاسة.
اقرأ أيضًا:
وكان «الهوارى» كتب مقالًا يوم الخميس الماضي، حمل عنوان: «الفريق أحمد شفيق مسح تاريخه بأستيكة النكرة سياسيا حازم عبدالعظيم!»، منتقدًا سفر أحمد شفيق إلى الإمارات، وعدم تكوينه كيانًا سياسيًا ضخمًا يواجه به جماعة الإخوان المسلمين، بعد فوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة في 2012.
وقال «الهواري» في مقاله: «رغم ما أحيط بعملية فرز الأصوات فى تلك الانتخابات من ارتباك، وما استتبعها من تناثر معلومات هنا وهناك، بأن أحمد شفيق هو الفائز بمقعد الرئاسة، فإن اللجنة العليا للانتخابات أعلنت عن فوز محمد مرسى عيسى العياط، فى يوم هو الأسوأ فى تاريخ مصر، وبدلًا من أن يعيد أحمد شفيق ترتيب أوراقه، والدفاع عن حقه، ويستغل الملايين التى حصل عليها فى تأسيس كيان معارض لجماعة الإخوان، ويكون شوكة قوية فى حلق مخططاتهم الرامية لاختطاف البلاد وإعادتها للعصر العثمانى، قرر الهروب، تحت زعم أنه سيؤدي العمرة، ومنذ ذاك التاريخ يؤدى الرجل أطول عمرة فى التاريخ الإسلامى، تاركًا للإخوان الملعب خاليًا يفعلون ما يشاءون!».
وتابع: «فوجئ الجميع بدواسة تويتر الشهير، والمشتاق لمنصب وزير الاتصالات، حازم عبدالعظيم، يقفز من مقعده واقفًا، وصارخًا صرخة أرشميدس، مرددا: وجدتها وجدتها، حيث طرح اسم الفريق أحمد شفيق لخوض الانتخابات الرئاسية أمام السيسى، مبررا اختيار من كان عدوا لدودا بالأمس، ليكون صديقا وشريكا اليوم، لعدة أسباب، أولها أن شفيق يتمتع نسبيا بشعبية بين أبناء مبارك، ودعم جبهة العواطلية، وقدرته على إقناع عدد من رفقاء سلاحه بتأييده، وهو ما يعد فتنة مطلوبة، بالإضافة للعامل الأهم وهو تقدمه فى السن، الأمر الذي سيمكن الجبهة من السيطرة عليه تماما، وتوجيه قراراته لتصب فى مصلحتهم، ويتحول تدريجيا إلى ديكور، ويسيطرون هم على مقاليد الأمور».
اقرأ أيضًا
ورغم أنى كتبت مقالًا يوم 4 أكتوبر الجارى، تحت عنوان «جبهة العواطلية هددوا بحرق مصر لو نجح شفيق.. واليوم يرشحونه رئيسا لإحداث فتنة كبرى!»، وكشفت فيه حقيقة ما دار فى اجتماعات جبهة العواطلية، واتصالاتهم بأحمد شفيق، لدعمه فى انتخابات الرئاسة 2018 أمام السيسي، فإن أعضاء جبهة العواطلية، خرجوا ونفوا، كما خرج دراويش أحمد شفيق، ليكذبوا وجود اتصالات، وهاجموا المقال وصاحبه بقسوة. ورغم أننى لم أكتب معلومة كاذبة، يوما، فقد أرادت السماء أن تكشف الحقائق، وإذا بتسريب لمكالمة هاتفية لدواسة تويتر الشهير حازم عبدالعظيم، مع محرر صحفى، اعترف فيها بتفاصيل ترشيح أحمد شفيق، واتصالاته الدائمة به، ومؤكدا على موافقته خوض الانتخابات!!
وتابع: «بجانب أن حازم عبدالعظيم كان يهتف ضد شفيق، ويصفه بأبشع الأوصاف، وكان من ضمن حملة السيسى وانقلب عليه، فهل يثق سيادة الفريق فى شخص نكرة سياسيا، وقيمته وقامته «باسوورد» لا يؤثر فى محيط عائلته، وليس حتى جيرانه، وينقلب انقلاب الطقس فى شهر أمشير، على الجميع دون مراعاة لأى قيمة من القيم، وأبرزها القيم الوطنية؟!».
وختم: «الفريق أحمد شفيق مارس كل الأخطاء الفادحة بداية من هروبه، وبيانه السيئ عن حادث الواحات، منذ أيام قليلة، والأخطر أنه قرر وبإرادته أن يمسح تاريخه الطويل «بأستيكة» النكرة سياسيا ودواسة تويتر «حازم عبدالعظيم»، من خلال السير وراءه والاستماع لنصائحه الكارثية، وأصبح «ألعوبة» فى يد «أطفال أنابيب الثورة» وجبهة العواطلية!! ياااا خسارة!!.
ورد حزب الحركة الوطنية المصرية على مقال دندراوى الهوارى في بيان ناري.
وقال خالد العوامي، المتحدث الرسمي لحزب الحركة الوطنية المصرية: «لقد طالعنا دندراوى الهوارى بمقال يحمل عنوان الفريق أحمد شفيق يمسح تاريخه بأستيكة النكرة سياسيا حازم عبد العظيم .. وقبله طالعنا بمقال آخر يحمل عنوان جبهة العواطلية هددوا بحرق مصر لو نجح شفيق.. واليوم يرشحونه رئيسًا لإحداث فتنة كبرى».
وأضاف العوامي: «لا يخصنا هنا رأيه فيمن يسميهم بالنكرة السياسية أو بجبهة العواطلية ولا علاقة لنا بما يقولون أو يفعلون لكن المقالين تضمنا فقرات تحمل قدحًا مباشرًا في الفريق أحمد شفيق رئيس الحزب مرددًا أسطوانة هروب الفريق المشروخة، وتركه الملعب لجماعة الإخوان يفعلون ما يشاءون وأن الفريق ضيع تاريخه وأنه صار ألعوبة في يد أطفال أنابيب الثورة.. وأشياء وتهم أخرى من هذا القبيل».
وقال «العوامي»، مخاطبًا صحفي «اليوم السابع»: «يا سيد دندراوي ربما أحيانا لا نجيد رد الكلمه الجارحة بمثلها.. لا لشئ إلا لأننا لا نجيد السباحة فى الوحل.. وربما لأننا نتقن الصمت كثيرا فيحملنا البعض وزر النوايا.. لذا عليك أن تسمع مني ما يلي: الفريق شفيق لا يعرف الهروب من الميدان فالوطن هو المكان الذي نحبه والذي قد تغادره أقدامنا لكن قلوبنا تظل ماكثة فيه إلى أن تصعد الروح إلى بارئها.. ولعلك قرأت في سير علية القوم أن الفريق بطل من أبطال نصر أكتوبر المجيد الذي تنعم أنت وأنا وكل أبناء الوطن في خيرة حتى الحين.. فالفريق رجل دولة أدرك مبكرًا ومبكرًا جدًا خطر تلك الجماعة على البلاد والعباد لذا كان أول من امتطى جواد مقارعتهم وخاض ضدهم أشرس معركة انتخابية عام 2012 يعرفها القاصي والداني في الوقت الذي انخدع فيهم آنذاك كثيرون من حديثي العهد بالحكم والسياسة هواة مازال بعضهم يتصدر المشهد حتى اليوم.. جلسوا وتفاوضوا معهم عشرات المرات».
وأضاف المتحدث الرسمي للحركة الوطنية، أن عوامل عدة تضافرت ضد الفريق، وهي عوامل تنوء علي الكاهل نجم عنها نتيجة مشوهه لانتخابات رئاسية مطعون في شرعيتها ورغم ذلك ابتلع الرجل مرارة هزيمة مصنوعة وخاض معركة أخرى من نوع آخر إيمانًا منه بأن المواجهة ربما تكون بترك الأمر بعض الوقت لتجهيز ردة فعل بالوقت الذي يحدده».
وتابع: «ويستحيل يا سيد دندراوي أن أقول لك إن الهزيمة شئ جميل؛ فالأمر أشبه بابتلاع الطين وربما ابتلاع ما هو أقذر.. فعن أي هروب تتحدث، والرجل لم يفرط في حقه كما تقول بل سلك مسلك القانون ورفع دعوى قضائية ربما عليك أن تسكب حبر قلمك وتسأل لماذا لم يفصل في تلك الدعوي حتي اليوم ؟! .. الفريق لم يترك الميدان للإخوان كما تزعم ولم يكن فقط شوكة في ظهورهم إنما كان أيضًا خنجرًا في حلقهم».
وقال أيضًا: «ولا ندري هنا ياسيد دندراوي كيف طاوعك قلمك أن تصف قطاعًا من الشعب من مؤيدي الفريق أحمد شفيق حتى ولو كانوا نذرًا يسيرًا بأنهم دراويش؟! .. فمؤيدو الفريق ليسوا دراويش أو مجاذيبًا بل مواطنون مصريون يحبون الوطن ويعشقون ترابه، لهم رأيهم وتوجههم السياسي بما لا يضر أمن بلادنا القومي أو يمس سيادتها.. من حق هؤلاء حتى لو خالفوك الرأي والمنهج أن يؤيدون من يشاءون وأحسب أن تلك ديمقراطية ننشدها جميعًا.. أما أن تنكر عليهم حقهم وتصفهم بالدراويش أو المجاذيب.. فتلك سقطة مهنية وأخلاقية أثق أنك تمتلك شجاعة الاعتذار عنها».
وختم «العوامي» البيان قائلًا: «إن هناك كثيرين يحاولون دوما تفسير الأمور وفق ما يريدون لا وفق ما هي عليه.. أود أن أؤكد لكم أن الفريق بتاريخه الذي تقر به حروف مقالك لن يكون مستباحا لهذا وذاك، وأود أن أطمأنك إذا كنت قلقا بأن الرجل لن يسمح بأن يكون ألعوبة في يد من تسميهم جبهة العواطلية أو دواسة تويتر؛ فالرجل لديه من الحكمة والعقل والمنطق بما يمكنه من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب دون تأثيرات أو ضغوط من أي كائن كان وبما يجنبه السقوط في أي ترهات».
اقرأ أيضًا:
عملية تجهيز «العصار» لرئاسة الوزراء على طريقة «أحمد شفيق».. «تقرير»
وقال خالد العوامي، المتحدث الرسمي باسم حزب «الحركة الوطنية المصرية»، إن الحزب ليس لديه تفسير للمقالات والموضوعات الصحفية التي تظهر بين الحين والآخر، لمهاجمة الفريق أحمد شفيق، لافتًا إلى أن الذين يكتبون هذه الموضوعات هم الذين يعرفون الهدف منها.
وأضاف «العوامي»، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن الفريق أحمد شفيق، لديه علم ومطلع على كل الموضوعات الصحفية التي تهاجمه.
وأكد «العوامي» أن الفريق أحمد شفيق، بنسبة كبيرة سيترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، لافتًا إلى أن كل قيادات الحزب وكوادره، والأمانات العامة في المحافظات تطالبه بالترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وتابع: «حزب الحركة الوطنية المصرية سيعقد مؤتمرًا عامًا في يناير المقبل لاتخاذ قرار نهائي في مطالبة شفيق بالترشح للرئاسة»، لافتًا إلى أن الفريق هو صاحب قرار الترشح من عدمه، كما أنه هو صاحب الموعد النهائي لإعلان الترشح، أولا.
وأكد «العوامي» أن الفريق أحمد شفيق سيعود لمصر في حالة الترشح للرئاسة.