رئيس التحرير
خالد مهران

أسئلة مشروعة حول سيناريوهات اغتيال أحمد شفيق قبل انتخابات 2018.. «تقرير»

السيسي وشفيق - أرشيفية
السيسي وشفيق - أرشيفية

من جديد، عاد الحديث بقوة عن مارثون الانتخابات الرئاسية 2018، لاسيما بعد خروج الإعلامي الشهير عمرو أديب، وحديثه عن أن الفريق أحمد شفيق يستعد لـ«نزول ملعب الانتخابات»، من خلال إعداد تشكيلة سياسية تكون نواة لفريق رئاسي يؤهل «الفريق» للفوز بالمنصب الرفيع الذي فشل في الوصول إليه عام 2012 أمام الدكتور محمد مرسي، الرئيس الأسبق لمصر.



لم يكن حديث الإعلامي الشهير «عمرو أديب» جديدًا؛ فقد ظهرت خلال الشهور الماضية تسريبات تكشف وجود لقاءات واجتماعات من قبل شخصيات سياسية مع الفريق أحمد شفيق في مقر إقامته بالإمارت؛ لإقناعه بدخول «المعترك السياسي» من جديد، والترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، أيًا كان المرشحون في هذا المارثون السياسي الكبير.



من قناة «ON E» التي يملكها أحمد أبو هشيمة، رجل الأعمال العابر للأنظمة، انطلق حديث «أديب» عن ترشح «شفيق» في الانتخابات الرئاسية، وربما كان هذا هو السبب الرئيسي في خروج المرشح الرئاسي الأسبق؛ ليرد على هذا الحديث؛ لاسيما أن الإعلامي عمرو أديب يحظى برنامجه الجديد «كل يوم» بنسب مشاهدة عالية بعد الانطلاقة الكبيرة، والحملة الإعلانية الضخمة التي سبقت انطلاق البرنامج.



«شفيق» قال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»:«شعب مصر الكريم، أود أن أشير إلى أنه لم يصدر عني أى بيانات أو تصريحات تخص ترشحي للانتخابات الرئاسية المقرر لها عام 2018».



وأضاف:«كما أن أمر ترشحي للرئاسة ليس محل تفكير بالإيجاب أو السلب فى الوقت الراهن، كما أنه من المبكر الحديث فى هذا الشأن».



المدقق في حديث الفريق أحمد شفيق، وتعليقه الذي نشره على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، يكتشف أن آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المعزول «مبارك»، ترك البابا «مفتوحًا» أمام مسألة خوضه الانتخابات الرئاسية القادمة، ما يشير إلى احتمالية ترشحه للمنصب الرفيع في الانتخابات التي ستجرى في عام 2018.



لكن الدكتور شوقي السيد، المحامي المقرب بشدة من أحمد شفيق، ذكر في تصريحات صحفية سابقة، أن «الفريق» لا يفكر في هذا الوقت في الترشح للانتخابات القادمة، وأن كل ما يهمه هو العودة مرة ثانية إلى أرض الوطن.


وتابع: «سن أحمد شفيق لا يسمح له بالترشح، فهو خاض التجربة في عام 2012، ولا يفكر في تكرارها، ونحن نريد لم الشمل، وعودته للبلاد».



حديث «السيد» عن مسألة «لم الشمل»، وعودة الفريق أحمد شفيق إلى مصر، يؤكد أن العقبات القانونية ليست هي السبب الوحيد في منع «الفريق» من العودة، وممارسة حياته بصورة طبيعية مرة أخرى على أرض الوطن.



الحديث السابق يطرح مجموعة من الأسئلة الشائكة، ومنها: هل ترحب القيادة السياسية الحالية للبلاد بعودة شفيق لمصر؟، وما الجهات التي تتخوف من عودة الفريق؟، ثم السؤال الأخطر: هل يتم اغتيال شفيق قبل الانتخابات الرئاسية القادمة؟.



الأسئلة السابقة «مشروعة وواقعية»، فمن المعروف والواضح أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يرحب بعودة الفريق أحمد شفيق مرة ثانية إلى أرض الوطن، ولن يترك له المجال للعمل السياسي مرة أخرى؛ لاسيما أن هذا النظام يعلم جيدًا أن «شفيق» يمتلك شعبية كبيرة أكدتها الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2012، وحل فيها الفريق في المركز الثاني بعد الدكتور محمد مرسي، الذي وصل لمنصب الرئيس، قبل أن يُطيح به الجيش من سدة الحكم في 3 يوليو 2013.



وبسبب شعبية «الفريق»، يدرك نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أحمد شفيق لو نزل «الملعب السياسي» مرة ثانية، فلن يكون «ضيف شرف»؛ بل سيكون سياسيًا قويًا ومنافسًا عنيدًا؛ ولهذا الأمر، لا يحبذ هذا النظام بـ«الفريق» في مصر.



في حوار سابق أجرته «النبأ» مع المحامي الشهير عصام الإسلامبولي، قال الفقيه الدستوري:«إن الفريق أحمد شفيق لو رجع مصر هيدبح»، و أثناء الحوار، شعر أن كلمة «هيدبح» خرجت عفوية صادقة، فقال: «هيدبح سياسيًا يعني».



اقرأ أيضًا.. عاطف أمين يكشف دور موافي وعنان وشفيق في حالة عدم ترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية



لكن من المؤكد أن «الإسلامبولي» لم يكن يقصد «التصفية السياسية»، ولكنه كان يقصد «التصفية الجسدية»، وهو الحديث الذي يتطابق بصورة كبيرة مع الواقع؛ فالنظام يكره «شفيق»، والمجلس العسكري الحالي يكره «شفيق» أيضًا، لذا فإن عودته للوطن، أمر لن يكون مرحبًا به «نهائيًا».



السيناريو الخاص باغتيال الفريق أحمد شفيق قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، هو سيناريو ليس مستبعدًا، فالسياسة «لعبة قذرة» كل الخيارات فيها «متاحة»، ومقبولة من أصحاب «شبكات المصالح»، والأجهزة التي قد تمارس أعمالًا مشبوهة قبل 2018.



الحديث عن تصفية «شفيق» ليس أمرًا جديدًا، فقبل إجراء الانتخابات الرئاسية في عام 2012، ظهر الحديث بقوة عن إمكانية أن ينفذ «الإخوان» عملية اغتيال الفريق أحمد شفيق؛ لإفساح المجال أمام مرشحهم الرئاسي الدكتور محمد مرسي..



لم يحدث هذا الأمر؛ ربما لأن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن تتصور أو  تتخيل، أن «الفريق» سيحصل على هذا العدد الضخم من الأصوات الانتخابية التي هددت وصول مرشحهم لـ«القصر الرئاسي».



الأيام القادمة من المؤكد أنها ستحمل جديدًا؛ فالمشكلات الاقتصادية تتفاقم، والحديث عن الغضب الشعبي ضد «السيسي» يتزايد، فضلًا عن الإعداد لظهور حملات جديدة، تنتشر في الشارع السياسي المصري، وتروج لفكرة «أن الجيش هو الحل»، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير على الرئيس سواء بالإيجاب أو السلب، والشهور القادمة ستحسم ذلك.


اقرأ أيضًا."بلومبيرج" تسير على خطى "إيكونوميست".. لماذا فتح إعلام الغرب النار ضد نظام السيسي؟