«زاخر»: تواضروس يتعرض لحملات ممنهجة لاتخاذه خطوات جادة نحو الإصلاح
قال كمال زاخر، المفكر والباحث القبطى، ومنسق التيار العلمانى، إن كلمة الإصلاح إيجابية وليست سلبية، موضحا أن الكنيسة قائمة على مجموعة من البشر وأن أى كيان دينى يحتاج إلى المراجعة وليس مجرد لوائح وتنظيمات فقط.
وأضاف «زاخر» فى تصريح خاص لـ«النبأ»، الإصلاح يعنى إعادة الشىء إلى أصله،
ولذلك كل الدعوات المنادية به فى صالح الكنيسة، مشيرًا إلى أن إحدى الصلوات التى
تتلوها الكنيسة يوميًا فى القداسات تطلب من الله أن يعيدها إلى الإصلاح.
وأشار المفكر القبطي إلى أن الإصلاح يتم من خلال البشر، دون نقد أو تحد أو صدام،
لأن مثل هذه الأشياء من شأنها أن تتسبب فى التراجع، مؤكدا أننا أمام تغيرات كبرى ليست
فى الداخل فقط بل فى الخارج، كما أن الطبيعية البشرية كلها تتعرض لأوقات انتعاش وتقدم
وأخرى تراجع وكسل، ولذلك فإن الهدف من الإصلاح هو السعى لما هو أفضل.
وأكد «زاخر» أن البابا تواضروس الثانى،
بدأ بخطوات جادة من أجل الإصلاح، ولكنه يتعرض لحملات ممنهجة من البعض، الذين يعتبرون
أن أى حديث عن الإصلاح يتعرض لشخص الراحل البابا شنودة الثالث.
وتابع: «الجيل الجديد من الشباب يحتاج إلى خطابات كنسية جديدة تواكب التطور
التكنولوجي الهائل»، وأضاف قائلا: «إذا كان هدف هذه المجموعة الإصلاح الكنسي فمرحبا
بها، أما إذا كان هدفها تصفية حسابات مع قيادات الكنيسة فهذا غير مقبول».
وأكد الباحث القبطي، أن الداعين لهذه الحملة
التى تحمل اسم «الإصلاح للكنيسة القبطية» يحركها علاقات غير سوية مع المؤسسة الدينية
الكنيسة وقيادتها ومع الدولة، مشيرا إلى أن هذه المجموعة تسير على خطى جماعة الإخوان
المسلمين فى معاقبة الكنيسة وقيادتها لموقفهم الوطنى فى 30 يونيو، لافتا إلى أن هذه
المجموعة تكون دائما مرتبطة بمواقف سياسية وليس الإصلاح كما يدعون.
وعن دعواتهم بابتعاد الكنيسة عن السياسة، أوضح «زاخر» أن هناك خلطا بين
تأييد الكنيسة للدولة، وبين تدخلها فى العمل السياسي، مؤكدا أن الكنيسة تدعمها للدولة
نابع من حبها وانتمائها للوطن.
وفيما يتعلق بتدعيم بعض الكهنة والأساقفة لهذه المجموعة، أكد «زاخر»،
أن هذا مجرد كلام يرددونه من أجل إكساب ثقه لأنفسهم، مشيرا إلى أن عدد الكهنة والأساقفة
يصل إلى 10آلاف شخصا، متسائلا عن عدد الكهنة
التى ستدعم هذه المجموعة وما مدى تأثيرهم، لافتا إلى أن الكنيسة لديهم منظومة جيدة
تحكم الكهنة بشكل منضبط، مستبعد حدوث ذلك.
ولفت إلى أن مساحة الحرية التى تتوفر لدى أقباط المهجر هى التى تدفعهم
إلى التحدث والمطالبة بالإصلاح الكنسي دون خوف، لافتا إلى أن أغلبهم ليس لديه المعلومات
الكافية عما يحدث داخل الكنيسة ويستقى معلوماته من مواقع التواصل الاجتماعى الـ«فيس
بوك»، التى يوجد بها الكثير من المعلومات المغلوطة.
يذكر أن بعضا من أقباط المهجر دعوا إلى تدشين حملة
جديدة تحمل اسم «مجموعة الإصلاح الدينى للكنيسة القبطية»، ويكون مقرها بالولايات المتحدة،
لطرح رؤيتهم عن الإصلاح والتجديد.